القدس المحتلة ـ وليد أبوسرحان
خرجت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يومًا كلاعب رئيسي في أية تسوية إقليمية في المنطقة، خاصة أنها استطاعت الصمود في أطول معركة يخوضها جيش الاحتلال في تاريخه استمرت 52 يومًا.
وأكد الباحث الإسرائيلي المختص بالحركات الإسلامية في فلسطين "شاؤول مشعل" للقناة العاشرة الاسرائيلية، الأربعاء، أن حركة حماس تتحول خطوة إلى عامل هام في أية تسوية إقليمية، و"إن إسرائيل ستكون بحاجة للحديث مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل".
وأوضح مشعل أن استمرار الحرب، في ظل وقوف حركة "حماس" على أقدامها بكل قوة، مدعومة سياسياً وشعبياً، فإن الأمور تبدو مغايرة بالنسبة لهم، فإطلاق صاروخ باتجاه تل أبيب له فعالية متراكمة, تعني أن حركة حماس قادرة على إطلاق صواريخ إلى لبّ الصهيونية، المدينة العبرية الأولى.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن "شاؤول مشعل" قوله "إننا استطعنا أن ندمر لهم عددًا من المباني كيفما نريد، ولكنهم قادرون على إطلاق صواريخ باتجاه هذه القاعة، وكل صاروخ يطلقونه يتم إضافته إلى رصيدهم في العالم العربي".
وأضاف أنه "بالنسبة لهم فإن الانتصار ليس انتصار أحد على الآخر، بل مكانتهم في داخل العالم العربي، فهو أوسع من تبادل إطلاق نار، وله تأثير على قطر وعلى السعودية، وفي المقابل فإن الطرف الذي تريد إسرائيل التفاوض معه، السلطة الفلسطينية، تضعف مكانتها في كل يوم".
وتابع مشعل أنه يجب التريث، وأن تنظر إسرائيل بشكل أوسع، فـمن الناحية الاستراتيجية إسرائيل ليست مستوطنة تواجه خطراً بحيث يجب الرد بـ10 صواريخ مقابل كل صاروخ، وعلى القيادة أن تقول بماذا تفكر بشأن ما ستفعله، حتى لو كان صباح اليوم لا يبدو جيدا".
وشدد مشعل ، الذي وضع عدة كتب عن حركة" حماس"، على أن حماس هي "من لحم الكيان الفلسطيني، والجمهور الفلسطيني والواقع الإقليمي، وهي تتقدم خطوة خطوة لتصبح عاملًا مهمًا في كل تسوية إقليمية، وقد انطمست الحدود بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية، ومع الوقت أصبحت ناضجة أكثر".
وبحسبه فإنه لا مندوحة عن التفاوض مع "أقسى الخصوم"، فـشخص مثل خالد مشعل أو ابن خالد مشعل، هو الشريك، في النهاية لا مفر، الخصوم يجب أن يتفاوضوا".
ويسترد مشعل إنه "على كل طرف أن يدرك أنه لا يوجد للطرف الثاني أيديولوجية أخرى معاكسة، ويجب الاعتراف بأن لكل طرف أيديولوجيته ولن يتنازل عنها، ولكن عندما يصل الطرفان إلى مفترق، فسوف يدركان أن الأيديولوجية ليست عملية، ويجب أن يكون هناك اتفاق، في نهاية المطاف ستضطر إسرائيل إلى الانشغال بالأمر الأصعب وهو: من نحن في حدود هذه الدولة؟".
أرسل تعليقك