وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي

الرئيس الأمريكي كينيدي ورئيس وزراء إسرائيل دافيد
واشنطن - فلسطين اليوم

أكدت وثائق رُفعت عنها السرية مؤخرا أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل شهدت في عام 1963 أزمة خطيرة كادت أن توجه ضربة موجعة إلى برنامج تل أبيب النووي، وأشار البروفيسور في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، أفنير كوهين، في تقرير، استنادا إلى هذه الوثائق، نشرته صحيفة "هآرتس" الجمعة، إلى أن هذا الخلاف الذي انخرط فيه الرئيس الأميركي جون كينيدي من جانب ورئيسا وزراء إسرائيل دافيد بن غوريون ثم ليفي إشكول، جرى بعيدا عن أنظار الرأي العام، ولم يعلم به سوى عدد قليل من المسؤولين رفيعي المستوى من كلا الطرفين.

ونقل كوهين عن السياسي والفيزيائي الإسرائيلي البارز يوفال نيمان تأكيده قبل 25 عاما أن القيادة الإسرائيلية رأت في هذا الخلاف أزمة حقيقية، وحتى كان قائد سلاح الجو الإسرائيلي حينئذ، دان تولكوفسكي، يخشى من عملية إنزال محتملة للقوات الأميركية في مفاعل ديمونا، أي مهد برنامج تل أبيب النووي.

ويعود سبب الخلاف الشديد إلى التزام كنيدي الثابت بجهود نزع السلاح النووي في العالم من جانب وعزم إسرائيل على تطوير برنامجها النووي العسكري من جانب آخر، ونشر "أرشيف الأمن القومي" الأميركي غير الحكومي على موقعه هذا الأسبوع حزمة تضم نحو 50 وثيقة أميركية رسمية تسلط الضوء لأول مرة على ذلك الخلاف، بما في ذلك رسائل متبادلة بين كنيدي وبن غوريون وإشكول وأوراق رسمية أخرى ذات صلة.

وفي خريف عام 1960، قبيل انتخاب كنيدي، علمت الإدارة الأميركية عن مفاعل ديمونا التي بدأت إسرائيل بناءها سرا بالتعاون مع فرنسا قبل عامين، وخصلت وكالة المخابرات المركزية CIA إلى أن أحد أهدافه الرئيسية هو إنتاج البلوتونيوم لتطوير السلاح النووي، محذرة من ردود أفعال غاضبة في العالم العربي تجاه الولايات المتحدة وفرنسا في حال الكشف عن هذه الجهود السرية.

وطالب كينيدي، بعد دخوله البيت الأبيض، بن غوريون بالسماح لفريق المفتشين الأميركيين بزيارة المفاعل، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول عرقلة الأمر تحت حجة ظهور أزمة سياسية في حكومته.

وفي أبريل 1961 وافقت الحكومة الإسرائيلية على زيارة المفتشين الأميركيين إلى المفاعل، وكانت الولايات المتحدة راضية عن ما شاهده مفتشوها هناك وعن تطمينات تل أبيب بأن المشروع يحمل طابعا سلميا حصرا، غير أن الزيارة الثانية التي جرت في 26 سبتمبر 1962 كانت محدودة زمنيا كي لا تستغرق أكثر من 45 دقيقة، واستدعت شكوكا  جدية في الأوساط الاستخباراتية الأميركية، وتم وصفها لاحقا بـ"الإخفاق التام".

وفي أوائل 1963 تسلم كنيدي تقارير استخباراتية ترجح أن مفاعل ديمونا قد يحمل طابعا عسكريا ويخدم مهمة إنتاج القنابل النووية، مشيرا إلى تصريحات متضاربة للمسؤولين الإسرائيليين بهذا الخصوص.

وفي 25 مارس 1963، بحث كنيدي برنامج تل أبيب النووي مع مدير الـ  CIA حينذاك، جون ماكون، وبعد يومين طالبت الولايات المتحدة إسرائيل رسميا بالسماح لها بزيارة المفاعل مرتين سنويا، مع ضمان وصول المفتشين إلى جميع أجزائه.

ولم يكن بن غوريون جاهزا لتلبية هذا الطلب، وحاول صرف اهتمام البيت الأبيض عن الموضوع، مستغلا توقيع سوريا ومصر والعراق في 17 أبريل 1963 "ميثاق الوحدة".

وعلى الرغم من تركيز بن غوريون، في سلسلة رسائل وجهها إلى كنيدي، على هذا الميثاق كـ"خطر وجودي على إسرائيل"، شدد الرئيس الأمريكي على أن مخاوف تل أبيب بشأن "هجوم عربي استباقي" محتمل مبالغ فيها، مضيفا أن واشنطن قلقة أكثر من سعي إسرائيل إلى تطوير منظومات هجومية حديثة.

في رسالة مؤرخة في 15 يونيو 1963، وجه كنيدي إلى تل أبيب ما رأى فيه المسؤولون الإسرائيليون "إنذارا نهائيا"، إذ قال إن عدم حصول واشنطن على المعلومات الموثوق بها حول مفاعل ديمونا يشكل خطرا ملموسا على التزام الولايات المتحدة بدعمها لإسرائيل.

لكن بن غوريون لم يتسلم هذه الرسالة لأنها وصلت تل أبيب عشية إعلانه الاستقالة.

من جانبه، أعرب خليفته إشكول عند توليه منصب رئيس وزراء إسرائيل عن استغرابه إزاء رسالة كنيدي وطلب من الولايات المتحدة مزيدا من الوقت لدراسة المسألة.

ولاحقا، وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية سؤالا إلى الولايات المتحدة بشأن موقفها في حال "ستضطر" تل أبيب إلى بدء تطوير برنامجها النووي العسكري في ظل تطورات الأحداث الإقليمية بعد إجراء مشاورات مسبقة مع واشنطن.

وفي 19 أغسطس، بعد مشاورات استغرقت ستة أسابيع، وافق إشكول شكليا على تلبية المطلب الأميركي بشأن تفتيش مفاعل ديمونا، لكن دون توضيح موعد وكثافة تلك الزيارات.

واكتفت واشنطن بهذا الموقف الإسرائيلي، وجرت زيارة جديدة للمفتشين الأميركيين إلى المفاعل منتصف يناير 1964، بعد نحو شهرين من اغتيال كنيدي.

 ورغم تصريحات الإسرائيليين بأن المفاعل بدأ عمله قبل أسابيع من تلك الزيارة، اعترفت تل أبيب بعد أعوام بأن هذا حصل منتصف عام 1963، مما يؤكد صحة شبهات إدارة كنيدي.

ولم يضغط خليفة كنيدي في البيت الأبيض، ليندون جونسون، على الإسرائيليين مثل سلفه، ولم تجر الزيارات الأميركية إلى المفاعل حسب جدول الأعمال المطروح من قبل كينيدي.

وبشكل عام، زار المفتشون الأميركيون مفاعل ديمونا ستة مرات بين عامي 1964 و1969، لكن تقرير "هآرتس" خلص إلى أن تخفيف البيت الأبيض لمواقفه، مع انتهاء عهد كنيدي، أنقذ برنامج إسرائيل النووي

قد يهمك ايضـــــــــــا

الإجراءات اللازمة لعزل رئيس الولايات المتحدة الأميركية مِن منصبه

"الأونروا" تحذر من أيام صعبة في قضية اللاجئين ومستقبل الوكالة

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي وثائق تكشف عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن برنامج إسرائيل النووي



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday