القدس المحتلة - فلسطين اليوم
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، النقاب عن ما وصفتها "كواليس" عملية اغتيال ثلاثة مقاومين من بلدة جبع جنوب جنين، فجر الخميس الماضي، برصاص قوات الاحتلال.ونشر موقع "واللا" العبري، تلك التفاصيل، حيث قال، إنه كانت البداية بوصول معلومات حساسة عن نية سفيان الفاخوري ونايف ملايشة وأحمد فشافشة من عناصر "كتيبة جبع" التابعة لـ "سرايا القدس" الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية في وقت قريب.
ولفت الموقع إلى أن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة أمن الاحتلال، تشير إلى وقوف الشهيد الفاخوري وراء تنظيم مجموعات عسكرية في منطقة جنوب جنين بتمويل من حركة الجهاد الإسلامي في الخارج، ووصلت معلومات حول مكان تواجده في أحد المنازل ببلدة جبع، وهو ما تطلب تجهيز القوات في وقت قياسي من أجل محاصرته قبل أن يتحرك من المكان.
وأضاف إن اسم بلدة جبع ظهر مؤخرا عدة مرات في جلسات تقييم أمنية عقدتها القيادة المركزية في جيش الاحتلال، حيث تقع هذه البلدة في قلب منطقة جبلية جنوب جنين، ويتجاوز عدد سكانها عشرة آلاف نسمة، وارتبطت تاريخيا بحركة فتح، ولكن مؤخرا برز فيها تأييد متزايد لحركة الجهاد الإسلامي، وأصبحت تلك الحركة تشكل قوة رئيسة هناك.وتابع الموقع إنه عندما وصلت المعلومات عن تجمع الشبان الثلاثة في البلدة، أجرى قائد المنطقة المركزية في جيش الاحتلال اللواء يهودا فوكس مشاورات مع قائد "الشاباك" في القدس والضفة الغربية حول الطريقة الصحيحة للتعامل معهم، خاصة وأنهم يشكلون تهديدا جديا وحقيقيا، ويتم التعامل معهم كـ"قنابل موقوتة" تتجول في المنطقة.
وأضاف "أسند فوكس ورئيس الشاباك في الضفة هذه المهمة الخطيرة إلى الوحدة السرية التابعة لحرس الحدود، والتي ينظر لها كوحدة مرنة من حيث الأساليب والجداول الزمنية منذ لحظة الاستدعاء وحتى مرحلة التنفيذ، بالإضافة لمعرفتها بالمكان وكذلك تجربتها في الاشتباكات مع المقاومين في المخيمات والمناطق المكتظة".وقال أحد ضباط الوحدة إن المقاتلين الفلسطينيين لديهم مراقبون يقومون بمسح المنطقة وتحديد أية مركبة غريبة تدخل لها، وفي حال انكشف أمر الوحدة فإن هذا يعرضها لوابل من الرصاص والعبوات الناسفة، ولذلك فإن مهمة التخفي عن أعين المراقبين أصبحت مهمة معقدة نوعا ما.
وأشار الموقع إلى أن القوة الإسرائيلية استطاعت الوصول للمبنى متخفية بسيارات مدنية، لكن حدث ما هو غير متوقع، حيث غادر ثلاثة شبان المبنى قبل إحكام الحصار عليه، ولم تكن القوة متأكدة إن كانوا هم أنفسهم الهدف أم غيرهم، وعلى الفور قرر قائد الوحدة تقسيم القوات إلى مجموعتين الأولى تحاصر المنزل والثانية تتابع سيارة قديمة معتمة الزجاج تدور حولها شكوك بأن المقاومين الثلاثة غادروا فيها من المكان.
وبين أن الشبان أوقفوا السيارة قليلا ثم بدأوا يتحركون ببطء، وفي هذه اللحظة اقترب منهم قائد قوة "المستعربين"، وأدرك الثلاثة أن شيئا غير عادي يحدث أمام أعينهم، وفي هذه اللحظة أوقفوا سيارتهم وبدأوا بإطلاق النار بشكل مباشر نحو القوة، والتي ردت بإطلاق نار كثيف أدى إلى استشهاد الثلاثة.وأوضح الموقع أنه عثر في سيارة الشبان الثلاثة على قطعتي سلاح من نوع "M16" ومسدس وأربع عبوات ناسفة، وخلال انسحاب الجنود، تعرضوا لإطلاق نار كثيف من عدة اتجاهات، وكان من الممكن رؤية آثار إطلاق النار بوضوح على جوانب المركبات العسكرية.
وقال ضباط في القيادة المركزية في جيش الاحتلال تعليقا على ما جرى في جبع "إننا نعمل في المنطقة منذ أكثر من عشرين عاما ولا نتذكر مثل هذه الفترة، كانت هذه حرب فعلا، فكل دخول إلى المناطق يرافقه إطلاق نار كبير، وهناك الكثير من الأسلحة والذخيرة في المنطقة، وقد تحسنت أساليب المسلحين بشكل كبير".
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك