غزة ـ كمال اليازجي
شيّع الآلاف من المواطنين، بعد ظهر الأحد، شهيدي سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اللذين ارتقيا في قصف "إسرائيلي"، استهدف مرصدًا للمقاومة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وشاركت الجماهير في موكبي تشييع منفصلين، أحدهما انطلق من مسجد الرضا في بلدة الفخاري، للشهيد حسين العمور (25 عاما)، والثاني من مسجد الهدى في خزاعة للشهيد عبد الحليم الناقة (28 عاما).
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام أن جرائم الاحتلال التي تستهدف جماهير شعبنا ومجاهديه، تعبر عن حالة إفلاس وتخبط. وأوضح في كلمة له خلال تشييع الشهيد العمور، أن الاحتلال الإسرائيلي متخبط إزاء حالة الصمود والثبات التي يسطرها أبناء شعبنا في مواجهته، وتحديداً في قطاع غزة.
وقال الشيخ عزام: "بعد فشل الاحتلال في كافة الأساليب والوسائل والأدوات التي استخدمها ضد جماهير شعبنا بهدف كسر إرادتهم، وثنيهم عن طريق المواجهة، ها هو اليوم يتخبط ويواصل جرائمه الوحشية بعد نجاحنا في إعادة الاعتبار لقضيتنا الوطنية، ولفت أنظار العالم من جديد لمعاناتنا".
وبين أن ما حققته مسيرات العودة من نتائج، يؤكد أن شعبنا شعب حيّ، ولا يمكن أن يتنازل عن حقوقه أو يستسلم أمام إرهاب وغطرسة أميركا. وشدد الشيخ عزام على أن دماء شهداء اليوم هي وقود للمسيرة الطويلة التي يمضي بها شعبنا منذ 100 عام، والتي سيواصلها -بإذن الله- بلا هوادة وأيًّا كان حجم التضحيات.
وأكد القيادي بالجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن هذه الجريمة النكراء، لن تمر دون عقاب، منبّهاً إلى أن من يحدد وقت الرد ومكانه وشكله هي أذرع المقاومة العسكرية. وقال المدلل خلال تشييع الشهيد الناقة: "نحمل العدو مسؤولية هذا التصعيد، ونحمله كذلك مسؤولية أي تداعيات تنتج عن هذه الجرائم المتكررة".
وأضاف "المقاومة حق مشروع، وطالما بقي الاحتلال الإسرائيلي جاثما على أرضنا فإن لفصائل المقاومة الحق في الدفاع عن شعبنا". وتابع المدلل: "اليوم يسطر مجاهدونا الأبطال بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والعزة، كيف لا وهم كانوا في خط مواجهة متقدم على ثغر من ثغور الرباط والتحدي لعدونا الجبان". واستطرد يقول: "هذان البطلان اللذان التحقا اليوم بكوكبة الشهداء، هما جزء من حالة مواجهة أسطورية مع الاحتلال".
ورأى أن التصعيد الإسرائيلي يهدف لوقف مسيرات العودة، مبينا أن العدو لم يعد يتحمل استمرارها. وأشاد بمواصلة الشباب الثائر في إطار مسيرة العودة إبداعاتهم من إطلاق الطائرات الورقية الحارقة -التي حصدت بنيرانها آلاف الدونمات الزراعية-، وحالات الاختراق المتكررة بالصوت والصورة للسياج الأمني الزائل لكيان الاحتلال، ونصبهم في الحالة الأخيرة خيمة داخل أراضينا المحتلة عام 1948، ومن ثم نجاحهم بالانسحاب من المكان. وشدد على أن كل ذلك هزّ صورة العدو "الإسرائيلي"، وكشف هشاشته، ومدى ضعف إجراءاته الأمنية.
وكانت قوات الاحتلال قصفت نقطة رصد لسرايا القدس شرق الفخاري صباح اليوم؛ ما أدى إلى مقتل عبد الحليم الناقة (28 عاما)، وحسين العمور (25 عاما)، على الفور، فيما أصيب نسيم العمور (25 عاما) بجروح خطيرة استشهد إثرها بعد ظهر الأحد.
أرسل تعليقك