نظم أهالي مدينة عكا، مسيرة شموع صامتة، تنديداً بالعنف والجريمة والتي انطلقت من جامع الجزار لتجوب أنحاء البلدة القديمة وصولا إلى محطة الشرطة الاسرائيلية في مدينة عكا، في محاولة لمطالبة الشرطة بالوقوف على مسئولياتها ومكافحة جرائم القتل في الداخل المحتل.
وتأتي مسيرة الشموع الصامتة ضمن الحراك الشعبي ضد تقاعس الشرطة الاسرائيلية في مكافحة الجريمة والعنف، وتحت شعار "أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام"، حيث وقف المشاركون صامتين وحاملين لافتات منددة بتقاعس الشرطة في محاربة الجريمة وتوفير الأمن والآمان في عكا والمجتمع العربي.
"الجريمة تحاصرنا"
قال عضو اللجنة الشعبية في عكا والعضو في مجموعة 5000، أشرف عامر: "قرّرنا تنظيم المسيرة قبل قرابة الأسبوع، بسبب جرائم العنف التي تحدث في مجتمعنا العربي الفلسطيني، نحن متواجدون في حالة تأهّب من أجل التصدي لحالة الجريمة والعنف. وقد ابتدأ الحراك في مجد الكروم ضمن المسيرة القطرية التي جمعت الآلاف هناك وها نحن مستمرّون في عكا".
وأضاف عامر: " إنّ الجريمة تحاصرنا مثلما تحاصرنا المؤسسات والحكومة، الجريمة تقوم بإيذاء المصالح وتؤذي السكان في المدينة مثلما تحاول المؤسسات إيذاء الأهالي في عكا"، معتبرًا أنّ "فكرة إفراغ المدينة من أهلها عمليا مشروع حكومي ومشروع مؤسسي، وبالتالي فإنّ الجريمة تساهم في هذا الأمر".
وتابع: "نحن نتصدى لفكرة إفراغ المدينة ونتصدى للعنف والمخدرات ووجود الجريمة في المدينة، فالحراك ابتدأ ولن ينتهي إلا بالتغلب على الجريمة وعلى العنف".
"نريد لأطفالنا العيش بأمان"
وقال رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في المدرسة الشاملة في عكا، غسان عيد: " إنّنا كأهالي وكطلاب وكأطفال نحن نشعر بعدم الأمان بسبب تكرار حوادث العنف والقتل الّتي أصبحنا نراها في كل مكان، نراها في صالونات الحلاقة وفي الشوارع العامة وأمام مركز الشرطة، رسالتنا في هذه المسيرة أنه لا وجود للأمان للمواطن، فهل الشرطة لا تستطيع أن تحمي الناس؟".
وأضاف: " أسسنا لجنة شعبية موسعة تضم كافة الأطياف من المؤسسات الاجتماعية والسياسية والدينية والشبابية من أجل تنظيم حراك مستمر لمناهضة ظاهرة العنف في مجتمعنا ووجهنا رسالة إلى الشرطة لنطالبها بتحمل المسؤولية ومنع الإجرام".
وأكّد عيد أنّ: "نحن نستطيع أن نركز على التربية والأخلاق، أما الشرطة فواجبها أن تمنع الجريمة وتضبط الأسلحة، وهذه ليست مسؤوليتنا، نحن يجب أن نذهب للعمل بأمان ونعود إلى منازلنا بأمان، ومن حقّ أبنائنا أن يمشوا في الشارع ويذهبوا ويعودوا من المدارس بأمان".
"حضور الأطفال تأكيد أننا شعب غير عنيف"
وحول الهدف من مشاركة الأطفال في المسيرة قالت عضو اللجنة الشعبية هزار بدين: " إنّ مشاركة الأطفال تأتي بهدف التأكيد على أننا شعب غير عنيف، وأننا شعب متسامح، وبأن العنف أمر غير طبيعي نعتاد عليه، فمشاركة الأطفال بعد عودتهم من مدارسهم وهم يحملون شعارات مكتوب عليها ‘لا للعنف‘ وتطالب الشرطة أن تعمل دورها، يمنح الطفل الشعور بالمسؤولية والإدراك حول مطالبتهم بحقهم في العيش بأمان".
وأوضحت بدين: " إن حمل الشموع في مسيرات صامتة أمر لم نعتاد عليه، فالشمعة تمنح نور ودفئ وأمل فهذه رسالتنا للأطفال أنه يوجد أمل من أجل تحقيق التغيير نحو مجتمع آمن".
وأكّدت الفنانة التشكيلية أسمهان ركيد : "خرجت لأنني كفرد من مجتمعي أريد الأمان في مجتمعنا العربي، ويجب على الشرطة أن تقوم بدورها وبواجباتها المترتبة لمنع الجرائم، فمن الظلم أن يقتل كل يوم شاب وأن ترمل النساء ويُيّتّم الأطفال وكذلك أن تفقد الأم طفلها".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الأغا يحذر من انعكاسات التطرف في المنطقة على اللاجئين الفلسطينيين
أرسل تعليقك