القدس المحتلة - فلسطين اليوم
دخل عصيان الأسرى في مواجهة إجراءات الاحتلال بحقهم شهره الثاني، أمس، بتنفيذهم المزيد من الخطوات التصعيدية وصولاً إلى الإضراب المفتوح عن الطعام مع بدء شهر رمضان المتوقع الخميس المقبل.وضمن خطوات العصيان، نفذ الأسرى أمس، برنامجاً شمل إغلاق الأقسام من الساعة العاشرة حتى السّاعة الواحدة ظهراً، بالإضافة إلى أعمال الإرباك الليلي بهتاف "حرّيّة".وأكّدت هيئة الأسرى ونادي الأسير، في بيان مشترك، أنّ خطوات العصيان ستستمر حتّى إعلان الأسرى عن الشّروع بخطوة الإضراب عن الطعام في الأول من رمضان، تحت عنوان (بركان الحرّيّة أو الشهادة)، وذلك وفقًا للبرنامج النضاليّ الذي أقرّته لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة.
وبينت الهيئة والنادي، أنّ الإضراب، والذي يعتبر أقسى خطوة يمكن للأسرى أن يلجؤوا إليها، سيبقى مرهوناً بموقف إدارة السّجون وحدوث تحول بشأن مطالب الأسرى، وأبرزها تراجع الإدارة عن الإجراءات التّنكيلية التي أعلنت عنها بتوصيات من وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير.وتجري لجنة الطوارئ العليا داخل السجون لقاءات مكثفة لوضع اللمسات الأخيرة على معركة الإضراب عن الطعام التي من المقرر أن يخوضها غالبية الأسرى البالغ عددهم الإجمالي 4800 أسير وأسيرة.
وقال الأسير المحرر رامي عزارة، عضو مفوضية الأسرى والشهداء في حركة فتح، إن السجون تشهد حركة نشطة استعداداً للإضراب عن الطعام، حيث يعكف الأسرى على فرز الأسرى المرضى الذين لن يخوضوا الإضراب بسبب أوضاعهم الصحية الصعبة، مؤكداً أن عدداً من الأسرى المرضى يرفضون استثناءهم من الإضراب ويصرون على مشاركة زملائهم.وأكد عزارة أن كافة السجون تشهد عقد جلسات تعبئة للأسرى حول خطة الإضراب والمطالب التي يأملون بتحقيقها من خلال هذا الإضراب.
وأشار إلى أن جلسات التعبئة والتحشيد تأتي بعد أن ترسل قيادة الإضراب المطالب النهائية لإدارة مصلحة السجون تعلمهم فيها بالمطالب النهائية والعادلة والتي غالباً ما تتجاهلها إدارة مصلحة السجون، أو تحاول عرقلة خطوة الإضراب من خلال إطلاق الوعود لخداع الأسرى وتجاوز هذه الخطوة.وقال: جرت في الأسابيع والأيام الماضية عدة جلسات في سجن نفحة بين الأسرى والإدارة إلا أنها لم تتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، ما يعني أن الأسرى متجهون بقوة نحو الإضراب عن الطعام.وتحدث عن أهمية الخارج في إسناد إضراب الأسرى وتوفير الحاضنة الشعبية الداعمة، الأمر الذي يفرض مسؤوليات مستمرة على المؤسسات واللجان الداعمة للأسرى.
بدوره، قال الأسير المحرر تامر الزعانين، من مؤسسة مهجة القدس، إن الأيام التي تسبق الإضراب عن الطعام تشهد تشكيل لجنتين؛ لجنة صحية ولجنة تثقيف للبدء في تحشيد وإعداد الأسرى لمعركة الإضراب عن الطعام.وأكد الزعانين أن اللجنة الصحية تأخذ على عاتقها إعداد الأسرى وتوعيتهم بالأعراض الصحية التي قد يواجهونها خلال الإضراب، مثل تساقط الشعر ونزول الوزن والشعور بالهزال إلى جانب توجيههم للإكثار من السوائل قبل بدء الإضراب.ولفت إلى أن اللجنة التثقيفية تركز عملها على إعداد الأسرى من ناحية نفسية للإضراب عن الطعام من خلال عقد اجتماعات ولقاءات وندوات قدر الإمكان لتحفيز الأسرى على خوض المعركة، خاصة الأسرى الجدد الذين يخوضون الإضراب عن الطعام لأول مرة في حياتهم.
ولفت إلى أن الأسرى يتوقعون أن تبدأ إدارة مصلحة السجون في اللعب على وتر تفريق الأسرى وكسر الإجماع لديهم من خلال إطلاق الوعود في أكثر من اتجاه.يشار إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال يبلغ 4800 أسير وأسيرة، ويتوقع أن يشارك في الإضراب 3700 أسير بعد استثناء الأسرى المرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأسرى الإداريين.وبدأ الأسرى عصيانهم في 14 شباط الماضي، ومنذ ذلك الحين يحافظون على برنامج نضالي متصاعد، شمل حتى الآن: عرقلة الفحص الأمني بالطرق على الشبابيك، وإعادة
وجبات الطعام، والاعتصام في الساحات، وتأخير الدخول إلى الأقسام بعد انتهاء "الفورة"، وارتداء اللباس البني الموحد في السجون (الشاباص) تعبيراً عن الاستعداد لمواجهة جماعية مع إدارات السجون، وإغلاق الأقسام بما يعني إيقاف جميع مظاهر الحياة الاعتقالية المفروضة على الأسرى، وأعمال الإرباك الليلي كالتكبير والهتاف والطرق على الأبواب، وعقد جلسات تعبئة خلال العدد، وتأخير الخروج إلى "البوسطات" عند نقل أسرى من سجن إلى آخر أو إلى المحاكم.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك