تضطر الطبيبة إباء الخواجا، من بلدة نعلين غرب رام الله، إلى قضاء ثلاثة أيام متواصلة من العمل، في إطار مناوبتها في مستشفى خالد الجراحي في البيرة، قبل أن تأخذ إجازة بالقدر ذاته أي ثلاثة أيام متتالية، ما فرضته حالة الطوارئ التي تمر بها البلاد في مواجهة أزمة "كورونا".
وتقول الخواجا لـ "الأيام": لم يعد الذهاب إلى نعلين سهلاً بفعل الإجراءات المفروضة لتقييد الحركة، كما أن طبيعة العمل غيرت الكثير فيما يتعلق بالدوام.
وتضيف: لم يعد ضغط العمل كما السابق فيما يتعلق بعدد الحالات المسجلة يومياً، لكن آلية الدوام اختلفت كثيراً، إذ أعمل ثلاثة أيام متواصلة، وآخذ بعدها إجازة لثلاثة أيام، وهكذا دواليك.
وأقيم هذا المستشفى مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتعود ملكيته للدكتور جمال الطريفي، الذي يشير إلى تراجع عدد المرضى بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، مقارنة مع ما قبل "كورونا".
ويقول: نحن كما يعرف الجميع مستشفى خاص، يجري العمليات الجراحية ويستقبل الحالات الطارئة، لكن منذ بداية أزمة "كورونا"، بات كثير من المواطنين يعزفون عن التوجه إلينا، ما لم تكن حالتهم طارئة جداً.
ويستدرك: باستثناء العمليات الطارئة، فإن سائر العمليات قد تأجلت، علما أنه يعمل في المستشفى 25 طبيبا وموظفا، عدا كوادر طبية أخرى تعمل بشكل جزئي.
وإذا كان هذا حال القطاع الخاص، فإن الوضع في القطاع الطبي الحكومي لا يختلف كثيرا، فمثلا في مستشفى سلفيت الحكومي، تقلص ضغط العمل كثيراً مقارنة مع الفترة التي سبقت ظهور "كورونا".
وحسب د. محمد الرمحي، المدير الإداري للمستشفى، فإن الأخير خلال فترة الأزمة الحالية، لم يعد يستقبل عددا كبيرا من الحالات قياسا مع الفترة الماضية.
ويقول: لا نستقبل الآن سوى الحالات الطارئة، لأننا لا نريد أن نرهق الطاقم، كما أننا استكملنا كافة الترتيبات في سلفيت لاستقبال أي مريض بـ "كورونا"، فهناك مركز حجر خاص في المدينة، وقمنا بكافة الترتيبات وحددنا آلية العمل، واخترنا أول طبيب سيكون مع المرضى، حال وصول حالات إلى مركز الحجر.
وفي رام الله، وتحديداً في مجمع فلسطين الطبي، تغيرت قواعد العمل أيضا بالنسبة للكادر الطبي، كما يشير د. موسى العطاري، المدير الطبي للمجمع.
ودأب المجمع على استقبال مئات الحالات يوميا لكنه الآن في الطوارئ يستقبل ما بين 150 - 200 حالة تبعا للعطاري.
ويقول: كما يعلم الجميع، فإن المجمع يعمل على مدار 24 ساعة، بالتالي فهناك مناوبات متواصلة بالنسبة للكادر الطبي.
ومنذ بدء الأزمة الحالية، أغلق المجمع معظم عياداته، باستثناء عيادات غسل الكلى، والسرطان والثلاسيميا.
ويقول: نحن نستقبل مرضى غسيل الكلى، والسرطان، وغيرها من الحالات الطارئة يوميا، كجزء من واجبنا تجاه هذه الشريحة المهمة، التي تحتاج إلى الخدمة الطبية باستمرار، أما الحالات غير الطارئة وتحديداً العمليات فقد تم وقفها الآن.
وكان أشار د. طريف عاشور، الناطق باسم وزارة الصحة، في حديث سابق لـ "الأيام"، إلى أن الوزارة اتخذت عدداً من القرارات لتقليل الاختلاط، وحركة المواطنين باتجاه المستشفيات والمرافق الصحية.
وتبعاً لعاشور، فإن الاجراءات التي اتخذت من قبل د. مي كيلة وزيرة الصحة، تضمنت إغلاق العيادات الخارجية بالكامل، باعتبار أن استمرار عملها يهدد بتفشي الوباء، ما اقترن بوقف العمليات المبرمجة باستثناء الطارئة، وذلك بهدف إفراغ المستشفيات من المرضى، إضافة إلى عدم وصول ملوثات أو جراثيم إليها.
كما نوه إلى قرار آخر اتخذ بخصوص منع الزيارات لأكثر من مريض، وتحديدها بمدة ربع ساعة على الأكثر، إلى جانب منع إدخال الطعام والشراب بشكل نهائي، مضيفا: "تم منع الطواقم الطبية الحكومية من العمل في أي مجال آخر، للحفاظ على سلامتها، وعدم التقاط أي فيروس من أي مكان آخر".
وإضافة إلى ما تقدم، تم التعميم على الطواقم الطبية خاصة في أقسام الطوارئ بالتزام الزي الواقي بالكامل.
وقال عاشور: أثبتت التجربة أن مخالطة الطواقم الطبية تشكل خطراً عليها، كما حصل قبل أيام عندما خالط مرضى لم تكن اصابتهم مكتشفة كوادر طبية، ما أدى إلى حجر عدد كبير منهم.
وأبدى رضاه عن الدور الذي تلعبه الطواقم الطبية، مضيفا: "هذه الطواقم هي ثروتنا الحقيقية التي لا نستطيع الاستغناء عنها، بالتالي فإن سلامتها تقع على رأس سلم أولوياتنا، من هنا فقد صدرت التعليمات بتوفير كل ما يلزمها من زي، وكمامات وخلافه رغم شحها بشكل عام".
قد يهمك ايضاً :
رئيس وزراء بريطانيا يترك غرفة العناية الفائقة
إصابتان جديدتان بفيروس كورونا في الخليل ونابلس يرفع الإجمالي إلى 263
أرسل تعليقك