نظمت سفارة دولة فلسطين في لبنان، الثلاثاء، احتفالًا تكريميًا قدم خلاله سفير فلسطين أشرف دبور جواز السفر الفلسطيني الممنوح من الرئيس محمود عباس للمناضل والوزير اللبناني غازي العريضي تقديرًا لمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.
وحضر الاحتفال ممثل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري النائب علي بزي، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، الشيخ خلدون عريمط ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ هادي العريضي ممثلاً شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، النواب والوزراء اكرم شهيب، وائل ابو فاعور، فيصل الصايغ، هنري الحلو، هادي ابو الحسن، علاء الدين ترو، طارق متري، انطوان السعد، امين عام مجلس النواب عدنان ضاهر وسفيري مصر وقطر نزيه النجاري وعلي بن حمد المري.
وشارك في الاحتفال العقيد محمد السبع ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، العقيد ايمن محمود ممثلاً المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، امين سر إقليم حركة فتح في لبنان حسين فياض، وممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ورجال دين وممثلو مؤسسات اعلامية، ثقافية واجتماعية.
وبدأ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ونشيد الحزب التقدمي الاشتراكي ثم تم عرض فلم قصير عن حياة الوزير العريضي ودوره في دعم القضية الفلسطينية. وبعدها القى نجل الوزير العريضي عمر العريضي كلمة جاء فيها "ارتأيت ان ابدأ كلامي ببعض الكلمات عن فلسطين التي هي إلى جانب غازي العريضي تكرم اليوم، فلسطين التي على مدى عقود تخطت البعد السياسي لقضيتها، واصبحت قضية انسان ، قضية انسان فلسطيني الهوية، كريم، مقاوم، عصامي، صامد تحدى العالم كله من اجل قضيته فكان من الطبيعي ان ينضم اليوم غازي العريضي الى هؤلاء حاملي هذه الهوية الشريفة، فهو المقاوم العصامي وهو المناضل الذي تحدى وناضل من اجل فلسطين اسوى برسالة معلم حزبه الشهيد كمال جنبلاط."
وبيّن السفير دبور في كلمته أن غازي العريضي هو رجل دولة في سنوات الشدة، وداعية محبّة وسلام ومودة، راهب سياسة وناسك وطنية ومنذور للأمة خدمة وتضحية. وقال دبور " أخي غازي، لا زلت أذكر ذلك الاتصال الهاتفي من توأم النضال، لبنان، إلى المقاطعة المحاصرة في رام الله، وإذ بالمتصل أنت وبصوت يملؤه الحبّ والمودّة، قلت أريد الاطمئنان على الاختيار."
وأشار إلى أن ذلك الاتصال "أعادني بالذاكرة إلى التاريخ النضالي والتلاحم الثوري بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وإلى قادة أحببناهم، وما زلنا نحبّهم كالقائد المعلم كمال جنبلاط الذي جمعته مع القائد الرمز ياسر عرفات علاقة مصير ونضال مشترك لتحرير فلسطين، من براثن الاحتلال الهمجي القمعي الإحلالي، والذي لم يشهد التاريخ الحديث أو البعيد نهجا عنصريا استيطانيا، كالذي يمارسه هذا الاحتلال، وكذلك رؤية مشتركة لتحقيق حريّة الإنسان العربي."
وأضاف " لقد قدمت لفلسطين وما زلت، انطلاقا من عقيدة لا تلين، وإيمان راسخ بعدالة قضية بذلت في سبيلها الكثير من التّضحيات؛ فحق لك يا من عشت فلسطيني الهوى ريا وارتواء أن تكون فلسطيني الهوية ولاء وانتماء، لذلك يشرفني باسم سيادة الرئيس محمود عباس وفي هذا اللقاء أن أقدم لك مكرمته وقراره بمنحك الجنسية الفلسطينية عربون تقدير لنضالاتك وتضحياتك في سبيل قضية الأمة المركزية.
وشدد دبور على أن قضيتنا شعبا وقيادة تمر في هذه المرحلة الحرجة بأشد وأخطر المنعطفات منذ إعلان بلفور المشؤوم من خلال تمرير ما يسمى "بصفقة القرن" ومحاولات فرضها بالقوة على شعبنا وقيادتنا، مؤكداً لكنّنا الثقة التامة بقيادتنا وشعبنا وتاريخنا النّضالي بأننا سنفشل كافة المحاولات الهادفة لتصفية القضية.
ولفت إلى أن الجولات المشبوهة الّتي يقوم بها موفدو ترامب ما هي إلا مضيعة للوقت، وسيكون مصيرها الفشل؛ لأننا أصحاب الأرض، وأصحاب القرار، ولن نسمح لكائن من كان بتجاوز شرعيّتنا الفلسطينيّة المتمسكة بالثوابت الوطنية في العودة والحرية والاستقلال. وجدد دبور التأكيد بأنّ عنوان القضية والشعب الفلسطيني واضح ومعروف، وهو منظمة التحرير الفلسطينيّة التي قدمت أبناءها وقادتها شهداء في سبيل تحقيق طموح الشعب الفلسطيني بقيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشدداً على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى وطنه "لذلك رفضنا ونرفض كل مشاريع التوطين والتهجير."
وثمن دبور عاليا مواقف لبنان الشقيق شعبًا ورئيسًا وحكومة وبرلمانًا وأحزاب ساندوا ودعموا الموقف الفلسطيني في كافة المحافل الدوليّة، ورفضوا كل القرارات التي تنتقص من حقوقنا المقدسة وبخاصة حق شعبنا في العودة والحرية والاستقلال. وأكد العريضي أن فلسطين في القلب والذاكرة وهي قضية حق لن تموت، مشيرًا إلى أن وعيه السياسي والوطني بدأ من بيروت عروس العواصم العربية والمقاومة الوطنية والفلسطينية بيروت جمال عبد الناصر، وبالقرب من مقر منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية المساندة للثورة الفلسطينية بقيادة المعلم الشهيد كمال جنبلاط.
ولفت إلى مشاركته منذ بداية عمله الحزبي والوطني في المظاهرات والتحركات المؤيدة للحقوق الفلسطينية بقيادة قائد الحركة الطلابية في لبنان الشهيد انور فطاير. وأضاف " هذه بيروت وهذا تاريخها وفي قلب هذه العاصمة يقع هذا المكان هذا المكان الذي وقف فيه القائد الفلسطيني الكبير ياسر عرفات إلى جانب وليد جنبلاط وكثيرين من قادة الدول في 40 استشهاد معلمنا يوم قال القائد ابو عمار يا اخي وليد يا ابن اخي كمال اقول لك في هذا اليوم بالذات العهد هو العهد والقسم هو القسم والوصية هي الوصية والنضال مستمر، ليرد جنبلاط ستبقى الرجال رجال والمبادئ مبادئ وسنبقى اوفياء لنهج المعلم كمال جنبلاط"
ولفت إلى أن بيروت هي العاصمة العربية التي احتلت وقهرت الجيش الإسرائيلي، الذي لا يقهر عبر نداء المقاومة الوطنية من منزل وليد جنبلاط. وشدد على أن حزب كمال جنبلاط كرس وصية كمال جنبلاط بأن فلسطين هي الأمانة وهي القضية التي يجب أن تبقى حية.
وأكد العريضي "اعتز بانني واحد من هذا الشعب بقرار الأخ الرئيس ابو مازن المشكور والمقدر تقديرا لهذه المسيرة لكل رفاقي تكريما لكل من استشهد من أجل فلسطين وتقديرًا من الشعب الفلسطيني لابناء ذلك القائد الكبير ولمدرسته وتاكيد ان هذه القضية كانت وستبقى امانة بين ايدينا."
وخاطب العريضي الرئيس عباس "نقول للأخ الرئيس أبو مازن وللقيادة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني امام هذا النضال الكبير الذي يقوده هذا الشعب ستبقى الأمانة مصانة ومحفوظة وسنبقى اوفياء وامناء وسنبقى على هذه المبادئ الذي تركها لنا المعلم الشهيد وقادها وكنا الى جانبه بفخر واعتزاز الرئيس وليد جنبلاط نحن لنا في التاريخ محطات مشرفة ومشرقة نفخر بها وضميرنا مرتاح تجاه فلسطين واهلها وشعبها." وأكد العريضي استمرار الحزب الاشتراكي بمسيرته المدافعة عن الشعب والقضية الفلسطينية وكل الإمكانات متاحة امام إسرائيل وهي حائرة في كيفية كسر إرادة الشعب الفلسطيني فالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقهر.
وشدد على أنه لن تستقر الأمور في هذه المنطقة الا بعد أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة المغتصبة من قبل الكيان الإسرائيلي، مضيفا "وللذين يتساءلون ما اهمية الجنسية الفلسطينية اقول هذه الجنسية فخر كبير خرجت بمرسوم افخر واعتز به ويضيف امانة على كتفي وبين يدي في سبيل القضية الفلسطينية."
وكشف أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية مستمرة من خلال ما يسمى اليوم بصفقة القرن، مشيرًا إلى أن كيان الاحتلال ومنذ عام 1948 يمارس كل أشكال الارهاب والتوسع والقتل والاجرام والتهجير. وشدد على أن الشعب الفلسطيني لم يقهر ولم تكسر ارادته رغم الدعم العسكري والسياسي والمادي والحماية الأميركية لكيان الاحتلال ورغم الانهيار العربي. وطالب العريضي بإنصاف الفلسطينيين واعطائهم الحقوق المدنية المشروعة. وفي الختام سلم السفير دبور العريضي جواز السفر الفلسطيني الممنوح له من الرئيس محمود عباس.
أرسل تعليقك