القدس المحتلة - فلسطين اليوم
وصل مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى إسرائيل، ستستغرق ثلاثة أيام. وقد التقى فوراً مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في مقر إقامته بالقدس الغربية، وتقرر أن يجتمعا مجدداً، اليوم الاثنين، في ديوان رئيس الوزراء.
تناول البحث بينهما عدة مواضيع، حسب مسؤول إسرائيلي، «أولها الأوضاع في سوريا، وموضوع الأزمة مع إيران، وكيفية إخضاعها للإرادة الدولية في قضية الاتفاق النووي، ووقف تشجيعها للإرهاب، وكذلك موضوع قطاع غزة، وكيفية تحسين الأوضاع الإنسانية فيه، رغم رفض السلطة الفلسطينية التعاون مع الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بشأنها».
وأكدت مصادر سياسية في تل أبيب أن زيارة بولتون هذه تحمل أهمية خاصة، لأنها تأتي لنسج آخر الخيوط في التفاهمات الروسية الأميركية حول الأوضاع في سوريا، والترتيبات الأمنية فيها. فبعد أن اتفق الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترمب، خلال لقائهما الشهر الماضي في هلسنكي، على مبادئ تسوية الأوضاع هناك، يأتي بولتون للبحث في التفاصيل. وهو سيلتقي نظيره الروسي، نيكولاي بتروشيف، في جنيف لهذا الغرض. واختياره زيارة إسرائيل قبيل لقائه بتروشيف يبين مدى الأهمية التي توليها إدارة ترمب للموقف الإسرائيلي إزاء سوريا.
فالمعروف أن إسرائيل تطلب إنهاء الوجود الإيراني في سوريا بشكل تام، أكان ذلك وجود قوات «الحرس الثوري» أو «حزب الله» اللبناني أو بقية الميليشيات التابعة.
وفي الآونة الأخيرة بدأت تسمع في إسرائيل أصوات تطالب حكومة نتنياهو بتجاوز الروس والدخول في مفاوضات مباشرة مع نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، قائلين: «بعد الانتصار الذي حققه الأسد، لم يعد بحاجة إلى الإيرانيين. بل إنه يدرك اليوم أن بقاء الإيرانيين في سوريا بات يهدد أمنها أكثر».
وقال مسؤول في السفارة الأميركية إن المحادثات مع نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين ستشمل «ملفات أمنية إقليمية».
وصرح مسؤول مرافق لبولتون بأن الأميركيين متفقون مع الروس والإسرائيليين على ضرورة إخلاء سوريا من إيران، لكنهم يدركون أن هذه المهمة ليست سهلة، فإيران لا تتعجل الخروج، ولا تستوعب أن حلفاءها الروس يطلبون خروجها.
وينبغي البحث عن طرق سياسية في البداية لإقناعها بالخروج، مثل تدفيعها ثمناً اقتصادياً باهظاً من جراء العقوبات الأميركية، وإفهامها أن بقاءها سيكلفها ثمناً أقسى من ثمن الحرب التي خاضتها على الأرض السورية.
وتعهد نتنياهو بمنع إيران من ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، حيث اتُّهمت إسرائيل بتنفيذ سلسلة ضربات أسفرت عن مقتل عناصر إيرانيين.
وأيدت إسرائيل كذلك قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى العظمى في 2015، وإعادته فرض العقوبات على طهران.
وأجرى نتنياهو سلسلة محادثات مؤخراً مع بوتين تناولت الوجود الإيراني في سوريا، وضغط على موسكو لضمان بقاء القوات الإيرانية وحلفائها على غرار «حزب الله» بعيدة عن مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
ويحظى بولتون بترحيب كبير في إسرائيل، إذ إنه يعتبر مناصراً كبيراً لحكومتها اليمينية ولسياستها في شتى المواضيع، بما في ذلك الموقف من سوريا وإيران.
يُشار إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لبولتون منذ تعيينه في منصب مستشار الأمن القومي الأميركي، في شهر مارس (آذار) الماضي. وهو يحل ضيفاً على نظيره الإسرائيلي، مئير بن شبات، وسيلتقي مع رئيس الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي)، وعدد من رؤساء الأجهزة الأمنية الأخرى. وفي يوم الأربعاء يتوجه إلى جنيف ثم إلى أوكرانيا.
أرسل تعليقك