تل أبيب - فلسطين اليوم
لليوم الثالث على التوالي يساعد ارتفاع درجات الحرارة، مطلقي الطائرات الورقية في إشعال حرائق أكبر مما شهدته الأسابيع والأيام الأخيرة. وقد اندلعت حرائق أمس الثلاثاء، في أكثر من كيبوتس وبلدة إسرائيلية على امتداد الحدود مع قطاع غزة، والتهمت مناطق زراعية محاذية لطرق إسرائيلية عامة في مناطق قرب بلدات سديروت، وزيكيم، وكرميا على الحدود الشمالية من القطاع.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، وصول "بالون طائر" وسط بلدة سديروت التي تبعد نحو 4 إلى 5 كيلومترات من حدود شمال القطاع، يحمل مواد حارقة، لكنه لم يتسبب في أي حرائق ويتعمد الشبان الفلسطينيون، إطلاق أكبر عدد ممكن من الطائرات الورقية منذ ثلاثة أيام، مستغلين حرارة الجو لزيادة قوة النار التي تندلع في الأحراش والأراضي الزراعية الإسرائيلية.
ومع استمرارها منذ 83 يوما، بدأت عمليات إطلاق الطائرات الورقية تشكل تحديا أمنيا بالنسبة لإسرائيل، التي بدأت في إطلاق الرصاص على مطلقي الطائرات الورقية، ثم استهدفت مواقع عسكرية لحركة حماس في عمق قطاع غزة. وكبدت الحرائق إسرائيل خسائر مادية فادحة، دفعت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى إصدار تعليماته بخصم حجم الأضرار المادية من أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية.
وكانت الحرائق طالت في بدايتها، نحو خمسة مواقع وربما أقل، إلا أنها بدأت تشعل النيران في أكثر من 16 موقعا في اليوم الواحد، تنجح طواقم الإطفاء الإسرائيلية في إخمادها فعلا، ولكن بصعوبة كبيرة وأدت ظاهرة الطائرات الورقية، التي لم تتمكن سلطات الاحتلال من إيجاد وسيلة للتغلب عليها، إلى تصاعد الخلافات في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حول سبل التعامل معها، خاصة أن مطلقي الطائرات الورقية هم من الأطفال والفتية الذين لا ينتمون لأي من الفصائل الفلسطينية. وتركزت الخلافات حول عدم وجود مسوغ قانوني يمكن الاعتماد عليه، والدفاع عنه أمام العالم، يبرر استهداف هؤلاء الفتية وإطلاق النار عليهم.
وقد أشارت صحيفة معاريف العبرية، إلى رفض رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، رفض خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر "الكابنيت"، ضم كبار قادة الجيش، مطالبة بعض الوزراء بضرورة التخلص من مطلقي الطائرات باستهدافهم جسديا. وقالت الصحيفة إن آيزنكوت أخبر الكابنيت أن حماس هي التي تبادر وتطلق الطائرات الورقية، موضحا أن الجيش سيواجه مشكلة قانونية في ادعاء أن الطائرات الورقية تهدد الحياة بما يبرر قتل مطلقيها.
وقال كبار المسؤولين في الجيش للمستوى السياسي، إن موقفهم الجديد يتمثل في مهاجمة أهداف حماس وعدم إلحاق الأذى جسديا بمطلقي الطائرات الورقية الحارقة. وأبلغ ضابط كبير في القيادة الجنوبية سكان مستوطنات غلاف غزة، أن البديل في مواجهة تلك الطائرات هو الحرب، وأنه فيما إذا تصرف الجيش بقوة يمكن أن يتم جر الوضع إلى تصعيد كبير.
وقال الضابط للسكان: "في حال وقوع حرب فإنه سيتم إخلاء المستوطنات، وهو ما لا يريده الجيش وينتظر الانتهاء من بناء الجدار الجديد". بينما نقلت القناة العبرية الثانية الليلة الماضية، عن وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، قوله لمسؤولي مستوطنات غلاف غزة، إن الجيش سيعمل قريبا، على تنفيذ هجمات أكثر عنفا، منها تصفية مطلقي تلك الطائرات. وقال المستشار القانوني للحكومة أفيحاي ماندلبليت، إن استخدام الطائرات لأغراض قتالية عسكرية، يجعل منها هدفا عسكريا مشروعا، وبالتالي، وفقا لقوله، يمكن لهذا أن يبرر استهداف مطلقيها. وقد يجر هذا إلى تصعيد جديد في حال ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على البلدات الإسرائيلية.
أرسل تعليقك