باتت الصيدليات الخاصة الخيار المفضل لشريحة واسعة من مواطني القطاع للحصول على الخدمات الطبية المتنوعة؛ في ظل مخاوفهم من التوجه إلى العيادات والمستشفيات الحكومية والعامة، منذ الإعلان عن اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي وانتشار فيروس كورونا.
ويرى المواطنون أن الصيدليات الخاصة أكثر أمناً من المستشفيات في هذه المرحلة، والتي تم خلالها اكتشاف نحو 13 حالة إصابة بالفيروس.
ودفع الإقبال المتصاعد على الصيدليات العديد منها إلى التعاقد مع أطباء للعمل فيها دون حصولهم على أي مقابل مادي من المواطنين أنفسهم، والاكتفاء بما يشتريه المرضى من أدوية، كما هو الحال مع هشام أبو جميزة الذي استعان بطبيب أطفال في ظل تزايد أعداد الأطفال المرضى.
وقال لـ"الأيام": يومياً يتوافد على الصيدلية أكثر من عشرة أطفال مرضى يريد ذووهم علاجهم والحصول على الأدوية اللازمة، وهو ما دفعه إلى الاستعانة بأحد الأطباء المتخصصين بمقابل مادي متفق عليه، على أن يقدم الخدمة مجاناً للمرضى.
وأضاف أبو جميزة: إن الإقبال على تلقي الخدمة الطبية لا يقتصر على الأطفال، بل على مواطنين مرضى آخرين يعانون من أمراض متعددة، حيث يتم صرف العلاج اللازم لهم.
وأكد أن الاعتماد على الصيدلية يزداد يوماً بعد يوم في ظل توجس ومخاوف المواطنين من التوجه إلى المستشفيات والمرافق الصحية العامة الأخرى.
أما الصيدلي ذو الفقار سويرجو، فيؤكد أنه رغم الوضع المادي الصعب للمواطنين بشكل عام، فإنهم أصبحوا يلجؤون إلى الصيدلية لتلقي الخدمات العلاجية الأولية وشراء الأدوية المسكنة والمضادات الحيوية البسيطة.
وقال سويرجو لـ"الأيام": إن التزام المواطنين بعدم المخالطة، والابتعاد عن مناطق الازدحام لتجنب الإصابة بـ"كورونا"، دفعهم إلى الاعتماد على الصيدليات للحصول على أنواع محددة من الأدوية وتلقي خدمات طبية عاجلة وضرورية.
كما عزا سويرجو اعتماد المواطنين على الصيدليات إلى ثقة الكثير من المواطنين بقدرة بعض الصيادلة والعاملين على صرف الأدوية الضرورية واللازمة لبعض المرضى.
أما الصيدلي سائد عبد المنعم، فاضطر للاستعانة بمساعد له للتغلب على الارتفاع الكبير في أعداد المواطنين المرضى الراغبين في الحصول على الخدمات الطبية المتنوعة داخل منازلهم.
وقال عبد المنعم لـ"الأيام": هناك شريحة واسعة من المواطنين المرضى، خصوصاً كبار السن، أضحت تعتمد على الصيادلة والممرضين للحصول على الخدمات والرعاية الصحية داخل المنزل، كخدمة الحقن والغيار على الجروح وقياس ضغط الدم والسكري وغيرها من الخدمات الأولية، فضلاً عن اعتماد المواطنين ممن يعانون من أمراض موسمية كالإنفلونزا التقليدية والحساسية على الوصفات التي يصرفها الصيدلي نفسه، دون حاجتهم للتوجه إلى المستشفى أو عيادة خاصة يضطرون خلالها إلى دفع مقابل مادي.
من جانبهم، يرى مواطنون أن العديد من الأسباب دفعتهم للاعتماد على الصيدليات في هذا الوقت بالذات، إلى جانب إجراءات الوقاية والسلامة لتجنب الإصابة بـ"كورونا" ومن أبرزها خلو العيادات الحكومية من كثير من الأدوية اللازمة.
وقال المواطن إبراهيم أبو وردة، الذي اضطر إلى التوجه لإحدى الصيدليات القريبة من منزله لعلاج طفله الذي يعاني من التهابات في حلقه: إنه لا يحبذ في هذه الفترة التوجه إلى المستشفيات أو العيادات بسبب حالة الاستنفار وإجراءات مواجهة "كورونا"، بالإضافة إلى عدم توفر الأدوية.
أما المواطن أسامة بدر، ففضل التعاقد مع أحد الصيادلة من أجل التغيير على جرح غائر في قدم والدته المريضة بمرض السكري، بدلاً من نقلها إلى المستشفى بشكل يومي والتعرض لمخاطر الإصابة بأي مكروه.
وقال بدر لـ"الأيام": إن ظروف والدته الصحية لا تسمح له بالمجازفة وإخراجها من المنزل إلى أي مكان آخر؛ في ظل الوضع السائد.
قد يهمك ايضاً :
منتدى الفنون البصرية يطلق مبادرة "من حجرنا بنرسم أملنا"
جمعية حماية المستهلك بمحافظة رام الله والبيرة تتابع وضع الأسواق
أرسل تعليقك