كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لن يكتفي بلقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل أسبوعين فقط من موعد انتخابات الكنيست المقبلة، بل يعد أيضاً لحملة دولية متعددة الأطراف لدعمه ومساندته حتى يُعاد انتخابه لرئاسة الحكومة من جديد ويهزم منافسيه.
وعددت هذه المصادر أربعة لقاءات تم إعدادها حتى الآن تصب في هذا الاتجاه، هي:
اقرا ايضا : نتنياهو ينعي وزير دفاع إسرائيل ومعلمه السياسي
المشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، بعد أسبوعين. وكان نتنياهو أعلن أنه لم يكن يخطط لحضور المؤتمر هذه السنة، إلا أنه غيّر رأيه فجأة عندما علم بأن الرئيس الأميركي سيحضره، طالباً إجراء لقاء معه على هامش المنتدى. ولكن عندما ألغى ترمب مشاركته في هذا المنتدى بسبب الإغلاق الحكومي، قال نتنياهو إنه سيحضر دافوس ليلتقي كثيراً من كبار الزعماء في العالم.
عقد قمة سياسية في القدس الغربية، الشهر المقبل، لمجموعة «فيشيغراد»، التي تضم كلاً من بولندا وهنغاريا وسلوفاكيا والتشيك، التي تتعارض في مواقفها مع السياسات الداخلية والخارجية للاتحاد الأوروبي. والاتجاه هو أن تعقد القمة في 19 فبراير (شباط) المقبل. وسيسعى نتنياهو إلى إضفاء طابع درامي على اللقاء، فيسعى إلى اتخاذ قرارات «مشاغبة» بمعنى أنها تخالف القرارات والسياسات المتفق عليها في الاتحاد الأوروبي، التي تعتبرها إسرائيل معادية لها، خصوصاً ما يتصل منها بالشأنين الفلسطيني والإيراني.
القيام بزيارة إلى تشاد للإعلان من هناك عن تجديد العلاقات الثنائية بين الجانبين. ومعروف أن الرئيس التشادي، إدريس ديبي، قام بزيارة أولى لإسرائيل، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال نتنياهو وقتها إنه سيزور إنجمينا قريباً لإعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسمياً. ويحاول نتنياهو التأكيد على أهمية هذه الخطوة، ليس فقط بسبب اتفاقات التعاون الثنائي مع تشاد في كل المجالات، مثل مكافحة الإرهاب، والمساعدات الأمنية والمياه، والزراعة، بل بشكل خاص كونها دولة إسلامية.
لكن أهم حدث في هذه الحملة سيكون في نهاية مارس (آذار) المقبل، حيث يسافر إلى الولايات المتحدة ويلتقي الرئيس ترمب ويخطب أمام مؤتمر اللوبي الإسرائيلي
«أيباك». ويخطط نتنياهو لأن يكون خطابه في المؤتمر مميزاً، علماً بأنه يتقن فن الخطابة خصوصاً باللغة الإنجليزية باللكنة الأميركية الأصلية، ويهوى الوقوف على المسرح، خصوصاً أمام عدد هائل من المندوبين يصل أحياناً إلى 20 ألفاً، يهبون واقفين ومصفقين له بين جملة وأخرى. وهو بحاجة ماسّة إلى مثل هذا الظهور، بسبب خلافاته مع شرائح من اليهود الأميركيين. ففي الولايات المتحدة يوجد نحو 6 ملايين يهودي، ثلاثة أرباعهم يصوتون للحزب الديمقراطي. ويشعر هؤلاء بأن سياسة نتنياهو في
إسرائيل تتماثل تماماً مع التيار الأرثوذكسي، في حين أن غالبيتهم تنتمي إلى التيار الإصلاحي الليبرالي في اليهودية. وسيكون نتنياهو معنياً بتحسين علاقاته معهم. وبعد العرض الخطابي أمام اللوبي اليهودي، يفترض أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي لقاء في البيت الأبيض مع الرئيس ترمب. وسيكون موعد هذه الزيارة قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الإسرائيلية.
ويضاف إلى ذلك ما نشر في إسرائيل في الأيام الأخيرة عن خطر تدخلات أجنبية في الانتخابات الإسرائيلية عن طريق «السايبر»، إذ حذّر رئيس المخابرات العامة (الشاباك)، نداف أرغمان، من تدخلات خارجية من الممكن أن تؤثر على نتائج انتخابات الكنيست. وقد فهم المستمعون لأرغمان، خلال مؤتمر «أصدقاء جامعة تل أبيب»، أنه يقصد
روسيا. ولكن يتضح أن هناك أكثر من جهة دولية مرشحة لمثل هذا التدخل، بينها الصين ومنظمات دولية أيضاً. وتشير المعارضة الإسرائيلية إلى أن نتنياهو سيكون أول المستفيدين من مثل هذا التدخل. وقالت رئيسة حزب «ميرتس» اليساري، تمار زاندبرغ، إن «على القوى الأمنية أن تتأكد من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يعمل لصالح صديقه (نتنياهو)».
ونفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، الأربعاء الماضي، تدخل بلاده في انتخابات إسرائيل أو غيرها من دول العالم. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن قوله: «لا تقرأوا ما تكتبه وسائل الإعلام الإسرائيلية. روسيا لم ولا ولن تتدخل في أي انتخابات في أي دولة في العالم».
قد يهمك ايضا : نتنياهو يطالب بمواجهة الشهود في قضايا فساد مرفوعة ضده
مجدلاني يؤكّد القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها
أرسل تعليقك