عززت اوروبا والولايات المتحدة اجراءات الوقاية في مواجهة احتمال انتشار ايبولا فيما تصارع اول مريضة اصيبت خارج افريقيا الموت في اسبانيا التي اعلنت تشكيل لجنة لادارة الازمة، مع اعلان منظمة الصحة العالمية تجاوز عتبة الاربعة الاف وفاة.
في هذه الاثناء اعلن الامين العام المساعد للامم المتحدة جان الياسون انه لم يتم حتى الان تلقي سوى 25% من الاموال المطلوبة لمكافحة ايبولا استجابة لنداء الامم المتحدة لجمع مليار دولار لهذا الغرض.
وقال الياسون "من اصل مليار دولار تسعى هيئات الامم المتحدة لجمعها تم حتى الان جمع ربع هذا المبلغ. الوقت ليس في صالحنا نحن بحاجة الى اكثر بكثير من هذا".
واضاف الياسون ان هناك حاجة ماسة للطاقم الطبي المؤهل للمساعدة في مكافحة المرض في الدول الاكثر معاناة وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا.
وقال "يمكننا ان نتغلب على ايبولا اذا عملنا كلنا معا"، داعيا كذلك الى تحسين النظام الصحي في الدول المصابة "لان كثيرين يموتون جراء امراض اخرى" غير ايبولا او لا يحصلون على الرعاية الاساسية.
واكد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي انها "لحظة صعبة ومعقدة"، بعد زيارته مساعدة الممرضة تيريزا روميرو (44 عاما) التي اصيبت بالمرض في مستشفى كارلوس الثالث في مدريد حيث تعمل واعلن الجمعة انها في "حالة خطيرة لكن مستقرة".
واعلنت الحكومة الاسبانية انشاء لجنة وزارية خاصة لادارة ازمة ايبولا تضم وزارات الصحة والخارجية والدفاع والداخلية على ان تساعدها لجنة علمية.
وقال راخوي "انني مقتنع تماما باننا سنفعل كل ما يتوجب علينا القيام به" لتجاوز الازمة.
وعدا عن الممرضة، ادخل 13 شخصا الى هذا القسم المتخصص في المستشفى بصورة احترازية، بعدما عبر هذا المركز عن استعداده لقبول الاشخاص المعرضين للاصابة اذا رغبوا في ذلك.
والاصابة في اسبانيا وانتشار الوباء في غرب افريقيا يثيران قلقا دوليا.. وفي الايام الاخيرة كثرت الانذارات الخاطئة والشائعات وادخال اشخصا الى المستشفيات على سبيل الاحتياط.
وادخل عدد كبير من الاشخاص المستشفيات في اوروبا والولايات المتحدة، في حين يواصل ايبولا انتشاره في افريقيا.
وفي ليبيريا، اعلنت الامم المتحدة وضع 41 من افراد طاقمها الطبي في الحجر الصحي بعد اكتشاف اصابة ثانية خلال اسبوع بينهم. ويبلغ عديد بعثة الامم المتحدة في ليبيريا 6 الاف شخص.
وبينما يكاد المركز الرئيسي التابع لمنظمة اطباء بلا حدود لمعالجة الامراض يقترب من "الامتلاء الكامل" في غينيا، بدأ موظفو الصحة في ليبيريا اليوم الجمعة تحركا للمطالبة بتعويض عن الخطر.
واعلنت الحكومة الليبيرية منع دخول الصحافيين الى مراكز علاج المرضى لتغطية اضراب في مشفى في مونروفيا، متهمة وسائل الاعلام "بتجاوز الحدود".
وقال الناطق باسم الحكومة اسحق جاكسون ان الصحافيين "ينتهكون خصوصية الناس ويلتقطون الصور لبيعها للمؤسسات الدولية ونحن سنوقف كل ذلك".
وفي مانيلا، اعلن وزير الصحة الفيليبيني انريكي اونا ان بلاده تدرس ارسال عدد من العاملين في القطاع الصحي الى غرب افريقيا للمساعدة على مكافحة وباء ايبولا. وقال ان الولايات المتحدة وبريطانيا طلبتا من مانيلا تقديم "موارد بشرية" لمكافحة الوباء.
وفي نيويورك، قام حوالى مئتي شخص يعملون في تنظيف مراحيض الطائرات ويشعرون بالقلق من هذا المرض، باضراب في مطار لاغارديا مساء الاربعاء. ويفترض ان يستأنفوا العمل بعدما خضعوا لعملية تأهيل.
وعززت السلطات الاميركية دورات تأهيل الطواقم الصحية مستخلصة العبر من الخطأ الذي ارتكب في دالاس حيث توفي الاربعاء مصاب كان اعيد الى بيته اولا بعد وصوله من افريقيا.
وتم تدريب موظفي الهاتف للحالات الطارئة (911) على طرح اسئلة محددة لرصد بعض الامراض.
واعتبارا من السبت سيعزز مطار جي اف كينيدي الدولي في نيويورك عمليات مراقبة المسافرين القادمين من الدول الافريقية الثلاث التي تشهد اكبر انتشار للمرض. واعلنت كندا عن اجراءات مماثلة.
كما قررت لندن تعزيز عمليات الكشف عن الامراض في مطاري هيثرو وغاتويك ومنافذ قطارات يوروستار للقادمين من الدول الثلاث، بالاضافة الى طرح اسئلة على المسافرين عن الدول التي زاروها مؤخرا.
وفي فرنسا، اعلن عن خدمة جديدة اعتبارا من السبت مع توفير خط هاتفي لتثقيف الجمهور بعد حالة هلع في مدرسة ابتدائية تستقبل اطفالا قدموا من غينيا، بعد انذار خاطىء.
وفعلت محافظة مدريد ذلك لمحاربة الانباء الخاطئة.
وحذرت شرطة اسبانيا الجمعة من نشر الاخبار الكاذبة والتحذيرات الخاطئة من العدوى على مواقع التواصل الاجتماعي، ونصحت الناس باستقاء المعلومات من المصادر الموثوقة وعدم اشاعة الهلع.
ويشعر المقربون من الممرضة المصابة بالخوف من العدوى. وتجري مراقبة خمسة اشخاص لم تظهر عليهم اي اعراض بعضهم بناء على طلبهم، بعدما كانوا على اتصال مع المريضة او مع واحد من الراهبين الاسبانيين المصابين بالفيروس واللذين توفيا بعد اعادتهما الى اسبانيا في اب/اغسطس وايلول/سبتمبر.
وطالبت جمعية للدفاع عن العاملين في مجال الصحة العامة في مدريد باستقالة مدير الصحة في مدريد خافيير رودريغيز بسبب تصريحات خاطئة تساءل فيها عما اذا كانت الممرضة كذبت على الاطباء كما لو انه يحملها مسؤولية التأخر في بدء علاجها.
وعبر العاملون في القطاع الصحي عن غضبهم محملين الحكومة مسؤولية الصعوبات التي يواجهونها بسبب سياسة التقشف اثر الازمة المالية التي ادت الى اغلاق وحدة العزل الصحي وصرف 12% من الطاقم الصحي، وتراجع برامج التأهيل والتدريب.
وفي حصيلة جديدة للوباء، اعلنت منظمة الصحة العالمية انه تم حتى 8 تشرين الاول/اكتوبر تسجيل 8399 اصابة في سبعة بلدان ادت الى وفاة 4033 شخصا.
وتبلغ نسبة الوفياة بالحمى النزفية 7 من اصل كل عشرة مرضى.
وتقسم المنظمة الدول السبع المصابة الى مجموعتين تضم الاولى الاكثر اصابة وهي غينيا وليبيريا وسيراليون، والثانية نيجيريا والسنغال واسبانيا والولايات المتحدة.
وسجل في ليبيريا العدد الاكبر من الاصابات مع 4076 اصابة بينها 2316 وفاة.
وفي جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تشهد انتشار نسخة مختلفة من فيروس ايبولا سجلت 71 اصابة بينها 43 وفاة.
في البرازيل، وضع غيني وصل الى البرازيل قبل عشرين يوما في الحجر الصحي في ريو دي جانيرو للاشتباه باصابته بايبولا رغم انه لم يعد يعاني من الحرارة ولم تظهر عليه اي اعراض مصاحبة للمرض. وكان الرجل توجه الى المستشفى الخميس وهو يعاني من ارتفاع في الحرارة.
أرسل تعليقك