أعلنت حكومة الصين أنها قدمت اقتراحات إلى رئيس سيراليون إرنيست باي كوروما بالسماح لها ببناء معمل فحص مؤقت وآخر دائم للمساعدة في تشخيص أعراض مرض "ايبولا" ومنع انتشاره في البلاد.
وقالت الصين عبر مركز مكافحة الأمراض والوقاية "سي دي سي" إنها تعتزم بناء معمل مؤقت متحرك يتم الانتهاء منه خلال 10 أيام على أن يكون مقره في "مستشفى الصداقة السيراليونية الصينية" في مدينة جوي لمساعدة الطواقم الصحية العاملة في مكافحة مرض الإيبولا وزيادة قدرتهم على مواجهة المرض والتقليل من مستويات انتشاره في البلاد.
وأضاف مدير مركز مكافحة الأمراض والوقاية، وانج لو، إن المعمل الدائم سيستغرق تشييده ثلاثة أشهر حتى يصبح مؤهلا للاستخدام طويل الأجل، مبينا أنه لوقف انتشار المرض يتعين علينا جمع عينات الدم من الأشخاص المصابين الذين سينصب عليهم التركيز بصفة رئيسية، مؤكدا أن المعامل المزمع إقامتها ستتمتع بمستويات ومعايير أمان صحية مرتفعة.
وقد أبدى رئيس سيراليون كوروما ترحيبه الشديد بالوفد الصحي الصيني الذي استغرق وقتا للتعرف على التحديات الصحية الحقيقية التي تواجه حكومة سيراليون في جهودها لمواجهة تفشي وباء ايبولا سواء على مستوى التشخيص، أو الاستجابة، أو الحصول على العينات المطلوب فحصها.
وأشار المسؤول الصحي الصيني إلى أن هناك تحديات كبرى أخرى تتمثل في الأعداد التي سيتم الحصول على عينات منها، فالمطلوب هو الحصول على أكبر قدر ممكن من العينات حتى نتمكن من وقف انتقال العدوى من شخص إلى آخر.
ومن جانبه عبر رئيس سيراليون عن امتنان بلاده لحكومة الصين وشعبها للاستجابة السريعة والمساعدات الفورية التي أرسلت فور الإعلان عن تفشي الوباء في البلاد في مايو من العام الجاري.
وأشار إلى أن الحكومة السيراليونية تمكنت من تطوير قدرتها البشرية والمؤسسية للتعامل مع تفشي الوباء الذي وصفه بأنه "أمر جديد للغايةعلينا".
وأكد الرئيس كوروما دعم حكومته الكامل للوفد الصحي الصيني في مشروعاته لإقامة المعملين ودخولهما حيز التنفيذ وتشغيلهما في أقرب وقت ممكن بما يساعد على تخفيف الضغوط على المعامل القائمة فضلا عن المساعدة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين في الأقاليم الغربية والشمالية من البلاد.
وتابع كوروما استعراضه لفوائد المعامل الصينية المزمع إقامتها مؤكدا أنها ستكون مفيده لزيادة قدرات القطاع الصحي حتى بعد مواجهة تفشي وباء الإيبولا، مشيرا إلى أن وزارة الصحة والصرف الصحي سوف تتواصل مع الفريق الصحي الصيني من أجل ضمان سرعة تنفيذ المقترحات الخاصة بالمعامل.
واستغل رئيس سيراليون فرصة الاجتماع مع الوفد الصيني للاستفسار عن مدى جدى وتوافر العقار المضاد لفيروس الإيبولا المعروف اختصارا باسم "JK- 05" الذي قيل إنه ينتج في الصين حاليا. وقد وعد السفير الصيني لدى سيراليون زاو يانبو بالعمل متابعة الأمر وإحاطة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالأمر.
ولدى اصطحابه للوفد الصحي الصيني في اجتماع الرئيس، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في دولة سيراليون، د. سامورا كامارا، إن المعامل المزمع إقامتها ستتحول بمجرد إنشائها إلى مركز لعلاج الإيبولا، لافتا إلى أن هناك عينات أكثر تعمقا سيتم الحصول عليها بمجرد إنشاء المعمل الدائم.
ومن جانبه أكد السفير الصيني لدى سيراليون زاو يانبو، أن طليعة الوفد الصحي التي قدمت إلى العاصمة فري تاون تعتزم بناء المعمل المتحرك المؤقت خلال عشرة أيام بمكونات ومعدات جاهزة من أجل المساعدة على وقف انتشار المرض في البلاد.
وأكد السفير الصيني أن "الوقت من ذهب.. لذا فإن مدير مركز مكافحة الأمراض والوقاية، وانج لو، يقود فريق العمل من أجل تشييد المعملين على وجه السرعة".
وتعد سيراليون من أكثر الدول تضررا بتفشي الموجة الثالثة من وباء ايبولا، وقد اتخذت عددا من التدابير الاحترازية أخيرا بتدخل قوات الجيش في مكافحة المرض، وحظر التجول والإقامة الجبرية، وفتح أبواب التطوع لتوعية السكان بخطورة الأوضاع وطبيعة المرض وسبل مكافحته.
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن انتشار الإيبولا تسبب في مصرع نحو 2600 شخص في سيراليون وليبيريا وغينيا ونيجيريا خلال الأشهر القليلة الماضية.
أرسل تعليقك