لندن _ فلسطين اليوم
يُعدّ مرض "الزهايمر" كلمة مرعبة للكثيرين خاصة، وأن معاناة الإصابة بهذا المرض لا تقتصر على المريض وحده، بل على جميع المحيطين به والمتعاملين معه، والنسيان وفقدان القدرة على معرفة أقرب الأشخاص، كلها مخاوف مرتبطة بالمرض المعروف بـ"خرف الشيخوخة"، والذي لم ينجح الطب حتى الآن، في إيجاد علاج حاسم له، وفي الوقت الذي تسير فيه الدراسات العلمية، على قدم وساق لمعرفة الأسباب المحتملة للزهايمر، ربطت دراسة طويلة الأمد بين قلة واضطرابات النوم، وبين علامات وأسباب الإصابة باها المرض.
ويساعد الاكتشاف المبكر للزهايمر، على الحد من آثاره على الأقل حتى الآن، وقال باحثون من مدرسة جونز هوبكنز، بلومبرغ للصحة العامة في الولايات المتحدة، إن تكرار حالات النسيان وعدم القدرة على ضبط الاتجاهات من العلامات التقليدية، التي قد تشير إلى الإصابة بالزهايمر وأضافوا إليها اضطرابات النوم.
وأجرى الباحثون دراستهم التي نشرتها وسائل إعلام عديدة، على أكثر من 100 شخص ممن تجاوزا الستين عامًا، وامتدت الدراسة على مدار ستة أعوام قام خلالها الأشخاص، بتدوين كل ما يتعلق بنومهم خلال هذه الفترة، في الوقت نفسه تابع الباحثون، وفقا لمجلة "فوكوس" الألمانية، التغيرات التي تحدث في مخ الخاضعين للدراسة والمرتبطة بخرف الشيخوخة.
وبعد هذه المدة خلص الباحثون إلى أن النوم المضطرب ليلاً، والمصحوب بحالة من التعب المستمر نهارًا، هي علامة تشير إلى ارتفاع خطورة الإصابة بالزهايمر، وتؤكد هذه الدراسة ما سبق وخلص إليه باحثون كنديون في دراسة سابقة، قالت "إن اضطراب النوم خاصة في مرحلة "نوم حركة العين السريعة"، قد يعد علامة على الإصابة بالزهايمر، ربما بعد فترة تصل إلى 15 عامًا.
ما علاقة النوم بخرف الشيخوخة؟ ، ترجع الإجابة على هذا السؤال لسنوات عدة، عندما بدأ علماء أبحاثهم على الفئران لمعرفة تأثير النوم على المخ، وخلص الباحثون إلى أن النوم يؤدي إلى ما يمكن وصفه "بإزالة السموم من المخ"، إذ تتسع المساحة بين خلايا المخ، خلال النوم ما يساعد على التخلص من جميع المواد الضارة، عن طريق آلية معينة تحدث خلال النوم، وبدأت هذه التجارب على الفئران، والآن يسعى الباحثون للمزيد من الدراسات، التي تؤكد نفس هذا الارتباط والآلية لدى الإنسان أيضًا.
أرسل تعليقك