انطلق مركز أبحاث علاج السرطان في مدينة غزة في أعماله قبل أشهر قليلة، ليسجل اسمه ضمن المؤسسات القليلة والمعدودة والأوائل على قطاع غزة في هذا المجال، والذي يعمل في مجال الابحاث المختلفة الخاصة بالسرطان، وتكاملها بعدة انواع من العلاج واتخذ المركز مقراً له في جناح خاص داخل جامعة فلسطين جنوب مدينة غزة، ليبدأ اعماله كل يوم باستقبال المواطنين والمرضى من اجل اجراء الفحوصات، بمشاركة مجموعة من الاطباء والمختصين المتطوعين.
وليد من رحم المعاناة
وجاءت فكرة إنشاء المركز من رحم المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة، حيث تقوم الفكرة على متابعة مرض السرطان في قطاع غزة، حيث البيئة الصعبة والمقعدة التي تشمل المياه والهواء والتربة، والتي انعكست على صحة الإنسان فتسببت في حدوث انواع عديدة من امراض السرطان، ومنها سرطان الثدي والمبيض عند المرأة، والبروستاتا والرئتين عند الرجل، وسرطان الدم، وسرطان القولون، وسرطان المعدة، وسرطان الجلد.
فقير الأجهزة العلاجية
وقال مدير المركز د اشرف الكرد "إنه تم انشاء هذا المركز لان قطاع غزة يفتقر الى الوسائل العلاجية الحديثة والوسائل البحثية المتطورة، كما ان الكثير من المستلزمات الطبية والأدوية غير موجودة، لهذا فان مرضى السرطان في قطاع غزة يعانون الكثير وينتظرون الكثير والزمن يمر والمريض لا ينتظر".
ويتميز المركز بالرؤية المستقبلية الممتازة لما فيه من اساتذة وباحثين متميزين في مجال السرطان بكافة أشكاله، وسوف يخطو للأمام للعمل الدؤوب وذلك بإيجاد الاقسام المتطورة التي تنتهج الاساليب العلمية الحديثة من حيث البحث والتشخيص ومتابعة العلاج.
وأوضح الكرد، ان المركز يسعى الى تشخيص المرض ومتابعة علاجه لقطاعات عريضة من سكان قطاع غزة عبر اساليب بحثية وعلمية حديثة تعتمد التقنيات المتطورة في التشخيص ومتابعة العلاج.
ظروف اقتصادية صعبة
ويهدف المركز الى مساعدة المرضى ذوي الظروف الاقتصادية الصعبة في مواجهة هذا المرض بتوفير الدعم المالي للمرضى، ومحاولة توفير الادوية الحديثة او المفقودة، وتوفير الفحوصات الوراثية المبكرة، وتوفير العلاج التشخيصي بناء على الفحوصات الوراثية، والكشف عن الاعراض الجانبية للأدوية، وتحسين الاعراض الجانبية لدى المريض، وتشجيع البحث الطبي، والتخلص من الاسباب البيئية والمجتمعية، ومساعدة المرضى الممنوعين من السفر، والتخفيف من معاناة سكان القطاع الذي يعيشون في اغلبهم ظروفاً اقتصادية صعبة.
كما يعمل على المحافظة على صحة الانسان في قطاع غزة في ظل التلوث البيئي الذي له الدور الاكبر في الاصابة بهذا المرض، ومتابعة الحالات النفسية الناجحة عن هذا المرض والتخفيف من اثارها الضارة على صحة المريض، وتفعيل المجتمع المدني، والقيام بالدراسات التوعوية في المدارس والمستشفيات والمؤسسات العامة والخاصة التي تساعد في التوعية والوقاية، وتساعد كذلك في عملية الكشف المبكر خاصة عند النساء والأطفال.
نداء إلى أصحاب الضمائر
وبلغت نسبة الاصابة بالسرطان عام 2012 في قطاع غزة الى 1756 حالة بمعدل 50 حالة اسبوعياً تقريباً، وفي عام 2014 ارتفعت لتصل الى 16000 حالة بمعدل 310 حالة اسبوعياً، وفي عام 2016 ارتفعت لتصل الى 40000 حالة بمعدل 833 حالة اسبوعياً، وما زالت الاعداد في تزايد.
ويقول الكرد " لهذا يتوجه مركز ابحاث علاج السرطان في غزة الى اصحاب الضمائر الانسانية والمؤسسات الانسانية في العالم بالوقوف بجانب المركز الذي هو بصدد الانشاء لتمكينه من اداء مهمته ووظيفته على الوجه الأكمل، ومواجهة المرض الخطير الذي اخذ يعصف بقطاعات عريضة من ابناء قطاع غزة".
وتمكن المركز خلال العام 2017 من القيام بحملة الفحص المبكر لسرطان الثدي الوراثي لعدد 500 من السيدات اللواتي اصيبت لهن قريبات من الدرجة الاولى بهذا المرض، وهي الحملة الاولى التي حققت نجاحا ملحوظاً، حيث يحتل سرطان الثدي النسبة الثانية من حيث الاصابة والوفاة بعد سرطان الرئة.
سرطان الدم النخاعي
كما أن المركز قام بإجراء تحليل الدم الشامل لعدد 50 طفل مريض بسرطان الدم النخاعي وبشكل متكرر كل شهر، بهدف متابعة الحالات بشكل دوري، بالإضافة للسعي لتوفير ادوية مهمة غير متوفرة والتي يؤثر نقصها سلباً على حياة المرضى من خلال الاتصال مع الشركات المتخصصة بهذه الأدوية، والقيام بإجراء تحاليل لازمة بسرطان المعدة لعدد 70 مريض، وتطبيق نتائج البحث العلمي بما يفيد الكشف المبكر عن المرض، وتحديد العلاج المناسب، بالإضافة لعشرات الانجازات التي سجلها المركز في هذا الاتجاه.
ويطمح المركز إلى إنشاء مختبر لازم لتشخيص امراض السرطان، والقيام بحملات تشخيصية وتوعوية تهدف الى تقليل عدد الاصابات ومساعدة المرضى على التغلب على هذا المرض الفتاك، والعمل على انشاء عيادة طبية الكترونية دولية لخدمة مرضى السرطان في قطاع غزة، وتوفير حصة مجانية من الادوية وبشكل مستمر.
أرسل تعليقك