عبرت سلطات سيراليون اليوم الاثنين عن ارتياحها "لنجاح" العملية المثيرة للجدل لعزل السكان من اجل مكافحة فيروس ايبولا، مع اكتشاف سبعين جثة و150 اصابة محتملة جديدة.
وفي ليبيريا البلد الاكثر تأثرا وحيث البنى التحتية تعاني من الضغط استقبل مركز معالجة فتح الاحد قرب العاصمة منروفيا على الفور 105 مرضى، بينهم 56 اظهرت الفحوصات التي خضعوا لها انهم ايجابيون للفيروس بحسب نائب وزير الصحة تولبرت نينسواه.
الى ذلك اصيب بالعدوى مرسل كاثوليكي اسباني في التاسعة والستين من عمره في سيراليون، ليصبح ثاني مواطن اسباني يصاب بالفيروس، وقد نقل ليلا الى مدريد حيث ادخل المستشفى "في حالة خطرة" بحسب الاجهزة الطبية.
وقد تسبب وباء ايبولا في افريقيا الغربية، الاخطر في تاريخ هذه الحمى النزفية التي اكتشفت في 1976، وتفشت في مطلع السنة في غينيا، بوفاة 2630 شخصا على الاقل من اصل 5357 حالة بحسب اخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية حتى 14 ايلول/سبتمبر.
وفي سيراليون اتاح العزل الذي فرض على ستة ملايين شخص من الجمعة الى الاحد للقيام بحملة ضخمة من بيت الى بيت، باكتشاف اكثر من 150 اصابة جديدة وحوالى 70 جثة في منطقة العاصمة فريتاون وحدها بحسب السلطات.
واكدت المسؤولة الثانية في الاجهزة الصحية ساريان كامارا "ان الامر بالبقاء في المنزل تقيد به السكان بشكل جيد ما سمح لفرق الحملة بتوعية العوائل بشأن ايبولا في منازلها".
وقال وزير الصحة ابو بكر فوفاناه لوكالة فرانس برس ان المتطوعين البالغ عددهم حوالى 30 الفا والذين شاركوا في الحملة تمكنوا من زيارة 80% من منازل البلاد معتبرا ان العملية تكللت ب"النجاح".
وسمحت الحملة خصوصا كما قال بوقف "عمليات الدفن الليلية" لمرضى ايبولا من قبل عائلاتهم، ما يزيد بشكل كبير مخاطر تفشيه باعتبار ان الجثث ناقلة للعدوى.
واكد مسؤولون في القطاع الصحي في ليبيريا لفرانس برس ان ممارسات الدفن ليلا التي تنطوي على مخاطر مع غسيل الجثث، مستمرة لدى المجموعات السكانية التقليدية رغم رسائل التنبيه والوقاية.
واوضح غابرييل غوربي لوغان الذي يعمل في القطاع الصحي في منطقة بومي بشمال غرب مونروفيا "ان بعض الاشخاص هم في حالة انكار دائم، لهذا السبب لا يصغون للقواعد".
واعلنت ليبيريا الاحد انها سترفع عدد الاسرة من 250 الى الف سرير لمعالجة المرضى في منروفيا بمساعدة المجتمع الدولي.
وفي اليوم نفسه وصلت دفعة ثانية من اصل ثلاثة الاف عسكري اميركي وعد بارسالهم للمشاركة في مكافحة الوباء في المنطقة الى ليبيريا.
ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع الماضي الى "التحرك بسرعة" لتجنب انتقال العدوى الى عشرات او حتى "مئات الاف " الاشخاص. واعلن انشاء مركز قيادة عسكرية في ليبيريا وتوفير الف سرير في المنطقة.
وفي نيجيريا التي تعد ثماني وفيات من اصل 20 حالة، ابقي على موعد بدء العام الدراسي الاثنين باستثناء لاغوس كبرى مدن البلاد والاكثر اصابة حيث ارجىء الى الثامن من تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
ووصف مجلس الامن الدولي في 18 ايلول/سبتمبر هذا الوباء بانه "تهديد للسلم والامن الدوليين"، وهي سابقة بالنسبة لحالة طوارىء صحية.
والقلق الذي تثيره هذه الحمى النزفية في سائر ارجاء العالم برز مجددا في عطلة نهاية الاسبوع مع اعلان الهند تأجيل القمة الهندية الافريقية الثالثة المقرر عقدها في نيودلهي في كانون الاول/ديسمبر المقبل وكان يفترض ان يشارك فيها مندوبون عن خمسين دولة افريقية.
الى ذلك كررت منظمة الصحة العالمية الاثنين معارضتها للقيود المفروضة على السفر الى بلدان افريقيا الغربية بسبب وباء ايبولا الذي يبقى "حالة طوارىء صحية عامة عالمية".
وفي بيان نشر في ختام اجتماع للجنة الطوارىء التابعة لها اكد الخبراء في هذا الوباء "مجددا وبشكل حازم انه لا ينبغي فرض حظر عام على السفر او التجارة مع البلدان المصابة"، واضافوا محذرين "ان الغاءات الرحلات والقيود الاخرى على السفر ما زال يعزل البلدان المصابة وهذا يتسبب بعواقب اقتصادية وخيمة ويعوق جهود الاغاثة والمساعدة ما يزيد من خطر الانتشار الدولي".
وطالبت منظمة الصحة العالمية ايضا بتنسيق افضل بين السلطات في البلدان المصابة بالفيروس وقطاع النقل.
أرسل تعليقك