تواصل دول العالم بذ جهود استئصال تفشي فيروس ايبولا القاتل الذي يتفاقم "كل يوم" فيما تحسنت حالة الممرضة الاسبانية المصابة بالحمى النزفية السبت بعد اعطائها دواء تجريبيا.
وخضع مسافرون لاجراءات مسح واجريت تمارين لاختبار الجهوزية فيما حذر مسؤول في الامم المتحدة عاد من غرب افريقيا من ان الفيروس الذي اودى بحياة ما يزيد عن 4 الاف شخص، يسابق جهود مكافحته.
وقال رئيس بعثة الامم المتحدة العاجلة بشأن ايبولا انتوني بانبوري لمسؤولي الامم المتحدة بعد جولة في ليبيريا وغينيا وسيراليون، الدول الاكثر تضررا بالفيروس "ان الفيروس يتقدم علينا باشواط وفي كل يوم يزداد الوضع سوءا".
وقال "علينا ان نعمل معا لنوقف انتشاره الى دول اخرى وضمان ان تكون لدى الدول الجهوزية للكشف بسرعة عن الفيروس والسيطرة عليه واستئصاله اذا ما وصل".
وفي البرازيل قالت وزارة الصحة ان الفحوص اكدت عدم اصابة مواطن من غينييا بالحمى النزفية بعد وضعه في الحجر الصحي.
لكن مخاوف تفشي الفيروس مستمرة في اوروبا.
وتركز الانتباه في مدريد على الممرضة تيريزا روميرو (44 عاما) اول شخص اصيب بالفيروس خارج افريقيا.
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس السبت ان حالة روميرو "تحسنت، وهي بكامل وعيها وتتكلم من وقت لاخر عندما تكون في مزاج جيد". واضاف ان وضعها "خطر لكنه يتحسن".
ولكن اللجنة المكلفة ادارة الازمة قالت انه لا يمكن الحديث عن اي "تطور ملحوظ" وان وضع المريضة "مستقر ولكنه خطر".
وبدأ الاطباء علاج روميرو بالدواء التجريبي زد-ماب في ساعة متأخرة الجمعة، بحسب المصدر.
وليس هناك لقاح بعد او علاج متوفر على نطاق واسع للمصابين بالحمى النزفية، لكن زد-ماب هو احد العقاقير العديدة التي يتم تسريع العمل على تطويرها.
ويعتقد ان روميرو اصيبت بالفيروس اواخر ايلول/سبتمبر الماضي في المستشفى عندما كانت تعتني بمبشر اسباني اعيد الى بلاده بعد اصابته بايبولا في افريقيا.
ويخضع 16 شخصا آخرين للمراقبة معظمهم من موظفي مستشفى كارلوس الثالث حيث تعالج روميرو. واكد المستشفى انه لم تظهر على اي منهم اعراض المرض.
واكد المسؤولون في مستشفى مدريد عدم وجود اي خطر لانتشار الفيروس من الاشخاص الخاضعين للمراقبة، وبينهم زوج تيريزا روميرو.
ودعت وزارة الصحة الاسبانية الجمعة المواطنين الى "مواصلة نشاطاتهم اليومية بشكل عادي" بعد سلسلة من البلاغات الكاذبة عن انتشار اوسع للفيروس.
وقالت الشرطة السبت انها اعتقلت رجلا في مدينة قادش جنوب اسبانيا، تسبب باطلاق انذار بعد ادعائه الاصابة بعوارض ايبولا.
واعلنت منظمة الصحة العالمية ان 4,033 شخصا توفوا بالحمى النزفية التي يسببها فيروس ايبولا حتى الثامن من تشرين الاول/اكتوبر من بين8,399 اصابة سجلت في سبع دول.
ويأتي ارتفاع عدد الوفيات فيما قالت الامم المتحدة انه لم يتم حتى الان تلقي اكثر من 25% من الاموال المطلوبة لمكافحة ايبولا استجابة لندائها لجمع مليار دولار.
واجرت بريطانيا تمارين مدتها ثماني ساعات في انحاء البلاد السبت لاختبار مدى جهوزيتها لمواجهة انتشار الفيروس.
وشارك فيها اشخاص ادعوا اصابتهم بايبولا اضافة الى طواقم طبية تقوم بعلاجهم في اماكن لم يكشف عنها في البلاد.
وعززت بريطانيا والولايات المتحدة اجراءات المراقبة في مطارات رئيسية مثل هيثرو في لندن وكينيدي في نيويورك.
وفي اميركا اللاتينية اعلنت كل من البيرو واوروغواي تدابير مشابهة في المطارات فيما تعتزم المكسيك ونيكاراغوا تشديد الضوابط للمهاجرين الى الاراضي الاميركية كاجراءات وقاية.
ونصحت الحكومة الكندية مواطنيها بمغادرة دول غرب افريقيا التي سجل فيها اكبر عدد من الاصابات. كما اتخذت تدابير على حدودها لمراقبة المسافرين الاكثر عرضة للاصابة المحتملة.
وطلبت الامم المتحدة وقادة غينيا وليبيريا وسيراليون مزيدا من المساعدة في مواجهة الفيروس في افريقيا.
وقال نائب الامين العام للام المتحدة يان الياسون انه لم يتم حتى الان تلقي اكثر من ربع "المليار دولار المطلوبة" لمكافحة الفيروس. وناشد الاطباء والممرضين وغيرهم من الكوادر الطبية الانضمام الى الجهود.
والتقى رئيس غينيا الجمعة رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد التي وعدت ان الصندوق "جاهز للقيام بالمزيد عند الضرورة".
وامتدت المخاوف من ايبولا الى عالم الرياضة اذ طلب المغرب تأجيل تنظيم كأس الامم الافريقية لكرة القدم التي يستضيفها مطلع 2015 من 17 كانون الثاني/يناير الى 8 شباط/فبراير. غير ان الاتحاد الافريقي لكرة القدم اكد انه لن يقوم باي تعديل.
وقال وزير المالية في سيراليون كيفالا مراه السبت ان تبعات فيروس ايبولا تشبه تبعات "الحظر الاقتصادي" على الدول المصابة بالوباء لانه يعزلها عن باقي العالم ويشل النشاط الاقتصادي فيها.
وظهر بعض الامل مع اعلان وزيرة الصحة الروسية فيرونيكا سكفورتسوفا السبت ان العلماء الروس سيتمكنون خلال ستة اشهر من توفير ثلاثة لقاحات ضد فيروس ايبولا الذي يتسع انتشاره بعد ان تسبب بوفاة اكثر من اربعة الاف شخص في غرب افريقيا بشكل خاص.
ونقلت وكالة انباء ريا نوفوستي عن الوزيرة قولها خلال لقاء تلفزيوني "لقد طورنا ثلاثة لقاحات (...) ونعتقد انها ستكون جاهزة خلال الاشهر الستة المقبلة".
وقالت الوزيرة ان احد هذه اللقاحات التجريبية "بات جاهزا للتجربة السريرية"، اي على متطوعين. واوضحت ان احد هذه اللقاحات تم تطويره من نسخة غير فاعلة للفيروس.
ولم تسجل روسيا اي اصابة بالمرض ولكنها ارسلت نهاية اب/اغسطس فريقا من علماء الحميات ومختبرا متنقلا للمساهمة في جهود مكافحة ايبولا في غينيا.
ولا توجد ادوية معتمدة لعلاج المرضى او لقاحات فاعلة في حين تجرى تجارب في عدة دول وخصوصا في بريطانيا وكندا.
وهناك لقاحان تعمل على احدهما شركة غلاكسو-سميثكلاين البريطانية والاخر هيئة الصحة العامة الكندية على ان تسوقه شركة نيولنك جنيتيكس الاميركية.
وبدأت غلاكسو-سميثكلاين تجارب سريرية على لقاحها في مالي المجاورة لغينيا.
وينتظر صدور النتائج الاولية للقاحين التجريبيين خلال الشهرين المقبلين على ان تبدأ بعدها المرحلة الثانية لتحديد فاعلية اللقاح في الدول المصابة في بداية 2015.
وتصل معدلات الوفيات بايبولا الى 90% من المصابين وينتقل من خلال الملامسة المباشرة لدماء او سوائل أو سعال او أنسجة المرضى او الحيوانات المصابة.
أرسل تعليقك