برلين-فلسطين اليوم
حين تحمر عيناك وتخرج دموعك ويلتصق جفناك بإفراز أبيض وتشعر بحرقة وحكة بعينيك ومع كل طرفة عين تحس وكأن حبيبات رملية بهما قد تكون مصابا بالرمد أو بالتهاب ملتحمة العين، ولكن هل يكتسب هذا المرض من الآخرين، وكيف يعالج؟
والرمد أو التهاب الملتحمة هو تهيج في العين، وأعراضه احمرار العين وإفراز الدموع بشكل غير عادي وشعور المريض بوجود جسم غريب في عينه، وله نوعان: التهاب الملتحمة المعدي وغير المعدي.
والملتحمة هي الغشاء المبطن لبياض العين ولجفنها من الداخل، والفيروسات أو البكتيريا تكون غالبا سبب التهاب الملتحمة المعدي، ومنها فيروسات الـ "كلاميديا" والـ"هربس"، يفرك المريض عينيه لإحساسه بالحرقة والحكة فيهما فتنتقل الجراثيم إلى يديه وتبقى فيهما وبذلك تنتقل الجراثيم إلى الآخرين عند المصافحة مثلا، بل وقد تنتقل العدوى إلى الآخرين عن طريق رذاذ القطرات الدمعية المعدية.
أما التهاب الملتحمة غير المعدي فينشأ نتيجة عوامل بيئية، مثل هبوب الرياح والغبار والغازات والأبخرة الملوثة وضوء الشمس الشديد السطوع أو غاز الكلور الموجود في أحواض السباحة، وقد يترافق التهاب الملتحمة بإصابات القرنية أو بأمراض الحساسية الأنفية.
كما قد يعاني الأشخاص من التهاب الملتحمة بسبب عدم وجود ما يكفي من الدموع لديهم، على سبيل المثال: نظرا لجلوسهم الطويل أمام شاشات الحاسوب، أو لدى النساء نظرا لوصولهن مرحلة انقطاع الطمث في سن اليأس "وهو تقريبا عمر الخمسين حين تفقد المرأة قدرتها على الإنجاب".
ومن الضروري للذين يرتدون العدسات اللاصقة توخي الحذر بشكل خاص إذا كانوا مصابين بالتهاب الملتحمة، لأن هذا الالتهاب قد يتسبب بسهولة في التهاب قرنية العين لديهم.
وأهم أعراض التهاب الملتحمة هو احمرار العينين، وهذا دليل على ازدياد تدفق الدم فيهما، لأن الملتحمة تكون عادة عديمة اللون، ثم يبدأ شعور بالحرقة والحكة في العينين يترافق غالبا بإفراز الدموع.
وبعد مراحل النوم يكون الجفنان ملتصقين بواسطة إفرازات بيضاء مصفرة، كما أن الإفرازات الخيطية الزلالية أمام القرنية قد تكون معيقة للرؤية، والكثيرون من المصابين بهذا المرض يكونون حساسين لسطوع الضوء، ويرافقهم شعور بوجود حبيبات رملية في عيونهم يحسون بها مع كل طرفة عين.
ولتشخيص المرض يتفحص الطبيب العينين والجفنين باستخدام مصباح ضوئي خاص، ويقوم بمسح العين لأخذ عينة من المواد الموجودة حولها لكي يتم تحديد ما إذا كان التهاب الملتحمة معديا، والتعرف على العوامل المسببة للمرض، فإذا كان ثمة نوع ما من الحساسية هو السبب يقوم الطبيب بإجراء فحوصات إضافية للحساسية، مثل الفحص بالوخز، لاستنتاج نوع الحساسية المسببة للمرض.
يصف الطبيب مضادات حيوية على شكل قطرات يقطرها المريض في كيس الملتحمة بعينيه، وتوجد أيضا مراهم تساعد على تخفيف الالتهاب، ولا يكون لهذا العلاج الموضعي في العين تأثير إلا بعد تطبيقه على العين لفترة طويلة وبما فيه الكفاية، وإلا فقد تستعيد الجراثيم نشاطها متسببة في تجدد الالتهاب من جديد.
وإذا كان التهاب الملتحمة متعلقا بالحساسية فمن المفيد استخدام مزيلات الاحتقان مثل مضادات الهستامين وقطرات الكورتيزون في العين، والمستعملة لعلاج الحساسية، أما إذا حدث هذا الالتهاب نتيجة جفاف العين فقد تساعد الدموع الصناعية على ترطيب العين وتبليلها وحمايتها من الجفاف.
أما في حالة التهاب الملتحمة الفيروسي فالعلاج غير ممكن عادة ما لم يكن السبب من نوع فيروس الهربس، ويمكن العلاج في هذه الحالة باستخدام الأسيكلوفير، أكثر المضادات الفيروسية انتشارا، والذي يضعف تفاقم المرض، وفق موقع "فوكوس" الإلكتروني.
أما بالنسبة للعلاج الذاتي باستخدام العلاجات المنزلية مثل شاي البابونج "أزهار الأقحوان المفيدة لأمراض أخرى" فينبغي على المرضى بالتهاب الملتحمة الامتناع عنها وتجنب وضعها على العينين، فشاي البابونج قد يتسبب في حدوث الحساسية، كما أن التعامل مع العينين وعلاجهما يجب أن يكون بواسطة محاليل معقمة طاردة للجراثيم.
أرسل تعليقك