افتتحت وزيرة التربية والتعليم العالي خولة الشخشير، ووكيل وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية للشؤون البرلمانية في جمهورية ألمانيا الاتحادية توماس سيلبر هورن، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ورئيس بلدية رام الله م. موسى حديد، اليوم الاربعاء، مدرسة ذكور عين منجد الأساسية، في مديرية تربية رام الله والبيرة، بتمويل من الحكومة الألمانية من خلال بنك التنمية والتطوير الألماني (KFW) بلغ 788.000يورو.
وحضر فعاليات الافتتاح، الوكيل المساعد للشؤون المالية والإدارية، مدير عام الأبنية في وزارة التربية فواز مجاهد، ومدير عام العلاقات الدولية والعامة جهاد دريدي، ومدير تربية رام الله والبيرة أيوب عليان، وغيرهم من الشركاء الألمان وممثلي الفعاليات الرسمية والأجهزة الأمنية والمؤسسات الأهلية والطلبة وذويهم وأسرة الوزارة والمديرية.
وتضم هذه المدرسة، التي تحتضن حوالي 460 طالباً من المرحلة الأساسية، 12 غرفة صفية نموذجية، وقاعة متعددة الأغراض، ومختبر حاسوب، ومختبر علوم، إضافة إلى الغرف الخدماتية الأخرى، والساحات والملاعب والوحدات الصحية وغيرها.
وأشارت الشخشير إلى أن هذه المدرسة النموذجية تأتي في سياق المشاريع المشتركة بين الوزارة والحكومة الألمانية التي قامت من خلالها ببناء وصيانة أكثر من 100 مدرسة، وأكثر من (400) مدرسة ضمن سلة التمويل المشترك (JFA) والتي تعتبر ألمانيا عنصراً أساسياً وهاماً فيها.
وأردفت الشخشير قائلةً: 'لقد قامت الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني بتنفيذ حزمة كبيرة من المشاريع التعليمية المتميزة؛ بهدف تدعيم البنية التحتية التعليمية الفلسطينية على تسع مراحل، وكان من بينها بناء مدارس جديدة ضمت آلاف الغرف الصفية، وصيانة مدارس أخرى في الضفة وقطاع غزة، وكذلك مساهماتهم في برامج التوأمة الفاعلة بين مدارس فلسطينية وألمانية، والدورات التدريبية بتكلفة إجمالية بلغت (63,140,000) يورو'.
ودعت إلى الاستثمار في مجال التعليم عبر بناء الأجيال الناشئة، ورفدها بالقيم والمعارف وتدعيم قدراتها لتتمكن من تحمل المسؤوليات، مؤكدةً في السياق ذاته، على ضرورة خلق شراكات مجتمعية ومحلية ودولية قوية من أجل ضمان تحسين نوعية التعليم، وتحقيق الغايات المنشودة.
وقدمت شكرها لكافة الجهات التي أسهمت في تشييد هذا الصرح العلمي، خاصة بالذكر الحكومة الألمانية ممثلة ببنك التنمية الألماني، وطاقم الأبنية في الوزارة، وبلدية رام الله.
من جانبها، نقلت المحافظ غنام تحيات الرئيس محمود عباس لكافة المشاركين في هذا الحفل، مشيدةً بدعم الحكومة الألمانية وبالشراكة الفاعلة مع مؤسساتها والعلاقة الوطيدة مع الشعب الألماني الصديق.
وأكدت غنام أن الاحتفال بهذه المدرسة تزامناً مع ذكرى النكبة يبرهن على تمسك شعبنا بخيار التعلم والمعرفة والاصرار على بناء دولته المستقلة خاصة وأن العقل البشري هو الرهان الوحيد نحو التحرر والاستقلال، مشددةً على أهمية دعم أطفالنا في كافة أماكن تواجدهم خاصة في قطاع غزة والشتات، وضمان وصولهم إلى بيئة تعليمية آمنة وصحية، مستذكرةً في السياق ذاته، مخيم اليرموك وما يتعرض له من نكبات متتالية.
وتابعت حديثها: 'ونحن نحتفل بتشييد هذا الصرح العلمي نستذكر أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات ونؤكد على حقهم في مواصلة تعليمهم، ولا ننسى الشهداء من الطلبة والمعلمين الذين ناضلوا من أجل حريتنا وكرامتنا.
كما أشارت إلى الشهيد الطفل محمد أبو خضير الذي أحرق حياً، وعذابات أطفالنا وطلابنا، مطالبةً العالم بتأمين الحماية لشعبنا الفلسطيني.
وأعرب سيلبر هورن، عن سعادته للمشاركة في هذه الفعالية، مشدداً على دور المدرسة في تمكين الطلبة وغرس القيم الايجابية والمعارف في عقول الأطفال والمساهمة في فهم الآخر واحترامه '.
وجدد هورن، رغبة بلاده في ديمومة الدعم للشعب الفلسطيني، ومواصلة بناء المدارس وترميمها خاصة في قطاع غزة، لافتاً إلى أن التعاون مع وزارة التربية يعد شكلاً مميزاً منذ عشرين عاماً ونتج عنه بناء وترميم حوالي 500 مدرسة في فلسطين.
ولفت في كلمته إلى جولته لقطاع غزة، والتي شملت زيارة بعض العائلات التي تضررت نتيجة العدوان الإسرائيلي وغيرها من المشاهد في القطاع، مشدداً على أهمية توظيف واستثمار التعليم المهني والتقني من أجل توفير فرص مستقبلية للشباب الفلسطيني.
بدوره، استهل حديد كلمته بقوله: 'سعيدة هي رام الله بتوفير صرح جديد لأطفالنا يستقون منه العلم والمعرفة في هذه المدينة التي عرفت باحتضانها للثقافة والمؤسسات التعليمية منذ القرن التاسع عشر'.
وأعلن عن رغبة البلدية ببناء طابق إضافي للمدرسة خلال العام الحالي، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة جديدة في منطقة الجدول بتمويل من صندوق المعارف، وكذلك بناء مدرسة أخرى خرى في منطقة ردانا- عين مصباح.
كما أشاد بالشراكة والتعاون المتميز بين البلدية ووزارة التربية والذي تجسد من خلال تنفيذ العديد من النشاطات والفعاليات حيث كان أخرها الاعلان عن مدرسة بنات رام الله الثانوية، أول مدرسة ذكية؛ انسجاماً مع التطورات الراهنة في العالم.
من جهته، تحدث مجاهد، عن النموذج الألماني في مجال دعم المدارس الفلسطينية؛ بوصفه من أرقى النماذج الحديثة ومن التجارب الرائدة في فلسطين؛ والذي تضمن ركائزاً هامة أسست لمدرسة جاذبة وصديقة للطفل.
وأردف قائلاً: 'مع افتتاح هذه المدرسة ندشن العام التاسع عشر من الدعم الألماني لوزارتنا، وهو دعم بدأ منذ عام 1996 ثم ما لبث أن شهد نقلة نوعية تجسدت من خلال الانتقال نحو التصاميم العصرية للابنية المدرسية بمنظور يحقق الفاعلية إلى أبعد مدى لتتكامل فيها المرافق مع الحدائق، والملاعب والساحات ...'.
وأشار إلى جاهزية المدارس وانسجامها مع المواصفات العالمية؛ من حيث العزل الحراري والصوتي، والألوان والتصاميم الجذابة، والساحات الخضراء، والافادة من مياه الري وغيرها من الجوانب التي تعد من المقومات المعززة للبيئة المدرسية.
وأعرب عن شكره للحكومة الألمانية على دعمها المتواصل لا سيما في مجال بناء وتأهيل المدارس في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، مقدماً تقديره لكافة طواقم الوزارة خاصة من الأبنية على الجهود التي بذلوها والخبرات التي وظفوها في سبيل دعم القطاع التعليمي.
وفي كلمته الترحيبية، أكد مدير المدرسة رامي الرمحي، أن الاحتفال بافتتاح هذا الصرح العلمي الجميل، يشكل قاعدة للانطلاق نحو التطوير والنمو، وابراز إبداعات الطلبة والتعبير عن حقهم في التعليم والتعلم، مقدماً شكره باسم أسرة المدرسة لكافة المؤسسات والهيئات التي أسهمت في تشييد هذه المؤسسة التربوية المتميزة.
وفي ختام الحفل، الذي تضمن بعض الفقرات الفنية التراثية، تم تكريم المؤسسات الشريكة، وإجراء جولة داخل مرافق المدرسة.
أرسل تعليقك