رام الله - فلسطين اليوم
نقل الفنان التشكيلي القدير سمير سلامة بسيارة إسعاف من مقر مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني، برفقة جهاز تنفس إلى مقر جاليري "ون" في مدينة رام الله، للمشاركة في المعرض الاستعادي الأول له، من ضمن أربعة معارض تقام في مدن: القدس، ورام الله، والبيرة، وبيت لحم.
مساء أول من أمس، كان الافتتاح مشحوناً بالعواطف، خاصة حين تحدث سلامة للإعلام والحضور باقتضاب يرافقه اللهاث .. قال: ردت لي الحياة حين وجدت نفسي في فلسطين .. أيها الموت هزمتك الفنون كلها .. لم أخضع لمرض السرطان ولم أعطه أي اهتمام، ورفضته باستمرار، لكن القدر أقوى منّا جميعاً، وبالنسبة لي فإن وجودي سيتواصل عبر أعمالي، وهذا ما يهمني .. علينا أن نفتخر، رغم كل آلامنا كشعب بأننا فلسطينيون.
وأضاف: مستعد لتقديم أي شيء مقابل محبة فلسطين لي، ودون منة على أحد، فكل ما قدمته في حياتي على مستوى العمل السياسي، وإنتاجات "الأفيش" في بيروت، وكل أعمالي جزء يسير أقدمه تعبيراً عن حبي لفلسطين .. لم يكن يهمني أن أكون فناناً بارزاً، أو "كبيراً كما يقولون"، وكل ما قدمته واجب ليس أكثر، ومحاولة للتعبير عن حب فلسطين وعن نفسي أيضاً من خلال أعمالي.
المعرض الذي افتتح بمبادرة نخبة من الفنانين التشكيليين، وإدارات دور العرض (الجاليريات) في عدة مدن فلسطينية، ومؤسسات ثقافية وفنية، أبرزها وزارة الثقافة والمتحف الفلسطيني، ومن مهتمين أيضاً، اشتمل على لوحات لسلامة تتراوح ما بين ستينيات القرن الماضي والعام 2017.
وقال الفنان خالد حوراني، قيّم المعرض: سلامة الذي يعاني من توعك صحي كان بادياً عليه في افتتاح المعرض جلوساً وبالاستعانة بجهاز تنفس، وقع على عدد من لوحاته وهو على سرير الشفاء، وأن الغالبية العظمى للأعمال التي تشارك في سلسلة المعارض الاستعادية تعرض في فلسطين للمرة الأولى.
وأضاف: "معرض الوفاء" هذا ينتظم بالتوالي بين أربع قاعات في أربع مدن فلسطينية، وتضم لوحات في غالبيتها العظمى تعرض للمرة الأولى في فلسطين، وأنجزها الفنان القدير سمير سلامة، أحد أيقونات الفن الفلسطيني، ومؤسسي الفن الفلسطيني المعاصر، على مدار عقود، وحملت إلى فلسطين من درعا السورية، وبيروت، وباريس، وغيرها من المنافي.
بدوره قال وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو: افتتاح هذا المعرض للفنان سمير سلامة يحمل دلالة رسالة بالغة الأهمية على صعيد الوفاء والتقدير لأحد فناني فلسطين الكبار، لافتاً إلى أن "وجودنا هنا اليوم في افتتاح هذا المعرض الاستعادي للفنان سمير سلامة يمثل الدور الحقيقي لوزارة الثقافة"، مؤكداً في كلمته بافتتاح المعرض .. "هذه من اللحظات التي أفخر بها خلال عملي في وزارة الثقافة، التي تشاركت مع مؤسسات ثقافية وفنانين فلسطينيين، ومع مؤسسات فنية لتقدير أحد قامات ومؤسسي الفن الفلسطيني المعاصر".
ولفت بسيسو إلى أن سلامة، وعلى مدار مسيرته الإبداعية، قدم العديد من الأعمال الفنية المميزة، التي وثقت فلسطين، وباتت وثيقة تعكس الحالة الإبداعية الفلسطينية، وشكلت مصدر إلهام للفن الفلسطيني.
المعرض، أو سلسلة المعارض الاستعادية التي تشكل في مجموعها معرضاً متكاملاً، تحاول استعراض تجارب سمير سلامة التي مرّ بها، والقدرات التي حدثت على ممارساته الفنية منذ المنفى القسري الأول في سورية كلاجئ فلسطيني، وحتى منفاه الاختياري الطويل في باريس، وعوداته المتقطعة إلى فلسطين.
أرسل تعليقك