القدس المحتلة - فلسطين اليوم
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكسي في كلمة القاها الاثنين، إن مدينة القدس هي مدينة مقدسة مباركة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث، وحاضنة اهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وهي بالنسبة الينا كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية، ونحن نرفض كافة الإجراءات الاحتلالية في مدينة القدس معلنا مرارا وتكرارا رفضنا للموقف الأمريكي الذي أدى الى نقل السفارة الامريكية للمدينة المقدسة.
واضاف" المسيحيون الفلسطينيون هم مسيحيون يفتخرون بايمانهم وهم متشبثون بقيمهم الانجيلية وبحضورهم العريق في هذه الأرض المقدسة وانهم فلسطينيون متمسكون بهويتهم الوطنية وانتمائهم للشعب العربي الفلسطيني، ولا يمكننا ان نقبل بأي شكل من الاشكال بأن يقوم احد بتهميش الحضور المسيحي في مدينة القدس كما اننا لا يمكننا ان نقبل بمن يتنكرون لوجودنا ويعتبرون بأن القدس لهم وليس لغيرهم".
واشار ان تضاؤل اعداد المسيحيين في مدينة القدس لا ينتقص من مكانة المدينة المقدسة في المسيحية، فهنالك عوامل كثيرة أدت الى تراجع اعداد المسيحيين في فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص، ولعل اهم هذه العوامل الاحتلال وسياساته، وتضاؤل اعداد المسيحيين في مدينة القدس بشكل دراماتيكي لا يجوز ان يؤدي الى تهميش البعد المسيحي لهذه المدينة المقدسة التي تعتبر حاضنة اهم المقدسات المسيحية لا سيما كنيسة القيامة والقبر المقدس، والذي يعتبر في التاريخ والتراث المسيحي القبلة الأولى والوحيدة للمسيحيين.
وقال المطران حنا" لا يجوز إعطاء لون واحد للمدينة المقدسة فالقدس مدينة عربية فلسطينية فيها تعددية دينية يجب ان يتم احترامها ولا يحق لاحد ان يستأثر بالقدس ويدعي انها مُلكا له، وان يتنكر للاخرين لان هذا ينصب في خدمة الاحتلال وسياساته وممارساته، القدس مدينة توحدنا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين ونحن نفتخر بالقدس باعتبارها مدينة تجسد هذه الوحدة الوطنية وهذا التلاقي الإسلامي المسيحي ومن واجبنا جميعا ان نحافظ على هذه الأمانة وعلى هذه الهوية الاصيلة والاصلية لمدينة القدس".
واكد" القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وبالنسبة الينا فإننا نعتبرها عاصمتنا، هكذا كانت وهكذا ستبقى ولكي نتمكن من الدفاع عن مدينة القدس يجب ان نكون موحدين وان يحترم احدنا خصوصية الاخر وفرادته فالقدس مدينة تجمعنا وستبقى تجمعنا ونحن نرفض أي خطاب اقصائي من أي نوع كان، لان أي خطاب من هذا النوع انما ينصب في خدمة الاحتلال وسياساته وممارساته الهادفة لابتلاع القدس وتهويدها وطمس معالمها وتزوير تاريخها".
واضاف أن القدس في المسيحية تعتبر المركز الروحي المسيحي الاقدم والاعرق في عالمنا فالمسيحية لم تنطلق رسالتها لا من روما ولا من القسطنطينية ولا من أي مكان في هذا العالم، مضيفا" نحن نحترم المراكز الروحية المسيحية في عالمنا ولكن القدس تبقى القبلة الأولى والوحيدة للمسيحيين والمركز المسيحي الروحي الاقدم والاعرق حيث ام الكنائس وهي اول كنيسة شيدت في العالم."
وأوضح" اقرأوا تاريخكم لان الانسان عدو ما يجهل ودافعوا عن مدينتكم ووطنكم والحضور المسيحي العريق في هذه الأرض المقدسة فنحن لسنا اقلية في وطننا كما اننا لسنا عابري سبيل في بلادنا كما اننا أيضا لسنا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض، ولسنا بضاعة مستوردة من أي مكان في هذا العالم ومرجعيتنا هي هنا في هذا المشرق وانتماءنا هو لهذا المشرق العربي الذي نعيش فيه منذ قرون طويلة وسنبقى فيه رغما عن كل الالام والاحزان والتحديات."
وتابع" أقول لكافة أبناء شعبنا الفلسطيني بكافة مكوناته اقرأوا تاريخ وطنكم وتاريخ مدينة القدس بشكل خاص لانه من الأهمية بمكان ان نعرف تاريخنا لكي نزداد تشبثا وانتماء وعشقا بهذه البقعة المقدسة من العالم التي اسمها فلسطين وتمسكوا بايمانكم فلا قيمة لوجودنا بدون الايمان الذي يقوينا ويعزينا في الاحزان والشدائد والظروف الصعبة، وبانجيلكم والانجيل بالنسبة الينا ليس كتابا نقرأه فحسب بل هو قيم واخلاق ومبادئ إنسانية واخلاقية ووطنية نعيشها في حياتنا اليومية."
واستطرد" ولا تقبلوا بأن يقوم احد بتهميش حضوركم وانكار البعد المسيحي للمدينة المقدسة فنحن قوم نؤمن بالتسامح والمحبة ولكن التسامح والمحبة عندنا لا تعني على الاطلاق القبول بالاخطاء والتجاوزات أيا كانت. دافعوا عن الحق وتشبثوا بانتمائكم الروحي والوطني فنحن مسيحيون فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى ونفتخر بانتمائنا للامة العربية ولكننا لا نفتخر ببعض الاعراب او المستعربين الذين يسيئون لهذه الامة بسلوكياتهم وتصرفاتهم اللامسؤولة، وتحلوا بالوعي والرصانة والحكمة والاستقامة التي من خلالها يمكننا ان ندافع عن وجودنا وقدسنا ومقدساتنا واوقافنا وايضا عن قضية شعبنا الفلسطيني التي نعتبرها اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث."
جاءت كلمات حنا لدى استقباله وفدا من ممثلي الجمعيات والمؤسسات المسيحية في القدس والضفة الغربية.
أرسل تعليقك