دشن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، اليوم الخميس، العيادات الخارجية في مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، في مدينة جنين، بحضور عدد من كبار المسؤولين وأكد الحمد الله في كلمته بحفل التدشين، أن من أهم أولويات الحكومة في هذه المرحلة الحساسة، هو تعزيز صمود أبناء شعبنا، وتثبيتهم في أرضهم، والاستمرار في مسيرة التنمية وشدد على أهمية تكريس بنية مؤسساتية موحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، قادرة على تلبية احتياجات المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وقال: لقد تركزت الجهود، لدعم تطوير قطاع الصحة ورفد المشافي الحكومية بالأجهزة والمعدات وبالكوادر الطبية والإدارية والفنية وإدخال تخصصات وخدمات جديدة نوعية، وإقامة المراكز التخصصية، ليس فقط لضمان الاستجابة الفاعلة والسريعة لاحتياجات المواطنين المضطردة والمختلفة، بل ولتوطين العلاج وتقليص التحويلات الطبية إلى خارج القطاع الصحي الفلسطيني وتطوير القدرات والموارد الذاتية".
وأضاف: "يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم لنضيف بنية جديدة إلى مستشفى جنين الحكومي، حيث نفتتح فيه اليوم العيادات التخصصية التي ستمكننا من زيادة قدرات وإمكانيات المستشفى وتوسيع الخدمات الطبية المقدمة في إطاره. نيابة عن الرئيس محمود عباس وباسمي، أحيي كل الجهود التي اجتمعت وتوحدت بحس ومسؤولية وطنية عالية، لدعم وتمويل وتحقيق هذا الإنجاز الذي نحتفي به معا".
واستطرد رئيس الوزراء: "لقد جاءت عملية التطوير التي نراها اليوم في افتتاح المغسلة والعيادات التخصصية، بالشراكة الكاملة مع جمعية أصدقاء المستشفى الخيرية، التي قامت مشكورة بأعمال التجريف وبناء المبنى والجدران، فيما ساهمت وزارة الصحة بأعمال التشطيب بإشراف مهندسيها، وشاركت هيئة الأعمال الإماراتية بالتمويل من خلال الجمعية".
وتابع رئيس الوزراء: "لقد أحاطت إسرائيل العمل المؤسساتي الفلسطيني في البناء والتطوير، بالكثير من الصعوبات والمعيقات على الصعيدين السياسي والاقتصادي، واستمرت في تصعيدها انتهاكاتها، فاستمرت في فرض حصارها الخانق على قطاع غزة، وفي وضع العراقيل والقيود أمام جهود التنمية والاستثمار، خاصة في المناطق المسماة (ج)، التي تهدم البيوت والمنشآت فيها، وتحاول اقتلاع وتهجير شعبنا منها".
وأوضح الحمد الله: "اوعزت لوزير الصحة العمل على افتتاح قسم القسطرة وجراحة القلب وزيادة خمسة أسرة في قسم العناية المكثفة، بالإضافة إلى تجنيد التمويل اللازم للمطبخ في مستشفى خليل سليمان الحكومي بقيمة 500 ألف دولار، فكما أكدنا دوما فان الصحة والتعليم على رأس سلم أولوياتنا".
وأردف رئيس الوزراء: "لقد كانت جهودنا في تطوير قطاع الصحة الفلسطيني، بكافة مكوناته، تلتقي دائما مع جهود المجتمع المحلي ورغبته في دعم تنمية وتطوير مؤسساته، فما كان لنا أن نرى الإنجازات الكبيرة التي تحققت ولا تزال في هذا القطاع، لولا التفاف أبناء شعبنا وتكاتفهم حول عمل الحكومة ومسيرتها في البناء والتنمية".
واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "أشكر الطواقم الطبية والإدارية وجميع العاملات والعاملين في مشافينا الحكومية ومشافي فلسطين عموما، وأحييهم على العمل الإنساني والوطني الذي يضطلعون به، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وزيادة أعداد الجرحى والمرضى. وكلي ثقة بأنكم تبذلون أقصى طاقاتكم لتقديم خدمات طبية مميزة ولصون سلامة وحياة المرضى".
من جانبه، أشاد محافظ جنين إبراهيم رمضان، بدعم جميع الأصدقاء والمجتمع المحلي لشعبنا من خلال بناء مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات، ما يساهم في تعزيز صمود شعبنا على أرضه، رغم إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه اليومية بدوره، ثمن مدير مستشفى جنين نجي نزال دور الداعمين لافتتاح العيادات الخارجية والمغسلة، بدعم من المجتمع المحلي وهيئة الأعمال الخيرية الإماراتية.
وأوضح أن هذه الإنجازات من شأنها أن تساهم في تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين وقال نزال: لولا هذا الدعم والإنجاز والتطور الذي يسهم في تقديم العناية الطبية لما يزيد عن 300 ألف نسمة لما التقينا في هذا الاحتفال وتحدث عن أهمية أن تواصل الحكومة تقديم مزيد من الدعم لكي يتمكن المستشفى من القيام بمهامه بشكل أكبر، خدمة للمرضى في مختلف المجالات.
بدوره، ثمن عاليا رئيس جمعية أصدقاء المستشفى يوسف القاروط دور المجتمع المحلي في وقوفهم ودعمهم للجمعية، لكي تتمكن من النهوض بالخدمات الطبية للمرضى ودعا إلى تقديم دعم للمستشفى الذي ما زال يعاني من النقص، مشيرا الى أن المستشفى يحوي فقط 5 أسرة لحالات الإنعاش، وأن هذا العدد قليل جدا مقارنة بعدد السكان وفي السياق ذاته، افتتح الحمد الله طريق قباطية– الجلمة في الحفل الذي نظمته وزارة الأشغال العامة.
وقال الحمد الله في كلمته بحفل الافتتاح: "لقد جاء بناء هذا الشارع، كجزء من منظومة عمل شاملة لإنشاء وتأهيل الطرق والشوارع، والارتقاء بمواصفاتها التقنية والفنية لضمان السلامة العامة، خاصة في ظل تفاقم أزمات السير وتزايد الحوادث. إذ يعتبر إنشاء هذا الطريق مشروعا حيويا بامتياز، فهو من أطول الطرق التي نفذتها وزارة الأشغال العامة والإسكان، وصمم للتخفيف من الأزمة المرورية في مركز مدينة جنين، كما أنه يقع في ذات المنطقة التي تقام فيها محطة توليد الكهرباء والمنطقة الصناعية، ويشجع التعليم والسياحة في المنطقة. وقد راعينا الوضع البيئي عند إنشاء هذا الشارع، حيث تم نقل أشجار الزيتون إلى مناطق أخرى".
وأضاف رئيس الوزراء: "كما أكدنا دوما، فإن انشغالنا بحشد أكبر تأييد دولي لحقوقنا التاريخية العادلة، ولضرورة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لن يلغي أو يعطل اهتمامنا، بالنهوض بواقع حياة المواطنين، وتقديم أفضل الخدمات لهم في إطار بنية مؤسساتية متطورة. فأي مشروع نجسده على الأرض أو بنية نضيفها إلى دولتنا، إنما نؤكد من خلالها، حقنا في العيش بحرية وكرامة على أرضنا، ونثبت جاهزية مؤسساتنا لإدارة شؤون المواطنين بكفاءة وفعالية حتى في ظل أصعب الظروف وأعتى التحديات. وبالقدر الذي تتزايد فيه الصعاب، ينشط عملنا الحكومي وتتعاظم المهام الملقاة على عاتقنا جميعا، لتعزيز صمود شعبنا وضمان الاستجابة الفاعلة لاحتياجاته الكبيرة والصغيرة منها".
واختتم رئيس الوزراء كلمته: "أشكر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والقنصلية الأمريكية، وكذلك الحكومة الكندية الصديقة على تمويلهما لمشروع طريق "قباطية- الجلمة" وجميع الشركاء، واثمن عاليا دور وزارة الأشغال العامة والإسكان، بكافة طواقمها، في تنفيذه وإنجازه بسرعة وكفاءة، وأتمنى أن تتضافر الجهود للحفاظ على هذا الشارع ومنع التعدي على الإرشادات والإشارات المرورية فيه وتحت طائلة القانون".
من جهته، أكد القنصل الأميركي العام دونالد بلوم على الشراكة بين وزارة الأشغال العامة والإسكان، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ووزارة الشؤون العالمية الكندية، قائلا: "يمثل هذا المشروع أول تعاون بين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الشؤون العالمية الكندية على مشاريع البنية التحتية في الضفة الغربية وقطاع غزة. نأمل أن تكون بمثابة البداية لتعاون في المستقبل".
بدوره، شدد رئيس التعاون في مكتب الممثلية الكندية، ديفيد فورنييه، على أهمية الشارع الجديد باعتباره عنصرا أساسيا من البنية التحتية الاقتصادية التي من شأنها تسهيل التجارة ودعم وصول الشركات الفلسطينية للأسواق.
وحضر هذا الحفل محافظ جنين اللواء ابراهيم رمضان، ووزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، ووزير الصحة جواد عواد، ووزير الحكم المحلي حسين الاعرج، والقنصل الأميركي العام دونالد بلوم، وممثل كندا دوجلاس سكوت براودفوت، والقائم باعمال مدير وكالة التنمية الأميركية في فلسطين جوناثان كامين، وفعاليات المحافظة يذكر أن هذا المشروع نفذ بتمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والحكومة الكندية، بتكلفة 15 مليون دولار.
أرسل تعليقك