نعى الرئيس محمود عباس، الثلاثاء، إلى أبناء شعبنا في الوطن والشتات، المناضل الوطني الكبير بسام الشكعة، الذي انتقل إلى جوار ربه مساء الاثنين ، عن عمر يناهز 89 عاما.
وأكد الرئيس عمق انتماء الفقيد الكبير لوطنه فلسطين، ودفاعه المتواصل عن قضية شعبه العادلة، وتمسكه وإصراره على الوحدة الوطنية، وعلى الحقوق العادلة المشروعة لشعبنا.
كما هاتف الرئيس نجل الفقيد، معرباً عن أحر التعازي وصادق المواساة لعائلته وذويه، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
وقال أيمن الشكعة، إن المناضل بسام الشكعة فارق الحياة عن عمر ناهز 89 عاما في أحد مستشفيات نابلس، مضيفا إن جثمانه سيشيع بعد صلاة ظهر اليوم الثلاثاء، من المسجد الحنبلي إلى المقبرة الغربية.
يعتبر الشكعة إحدى الشخصيات الوطنية والاعتبارية المعروفة التي تحظى باحترام كبير على مستوى الوطن.
ولد العام 1930 في مدينة نابلس ودرس في مدارسها، وارتبطت بدايات عمله السياسي بالتحاقه العام 1948 بجيش الإنقاذ وانضمامه لصفوف حزب البعث الاشتراكي، وشارك في مظاهرة ضد العدوان الإسرائيلي على قرية قبية العام 1953، مطالبا بتسليح الشعب الفلسطيني، ومن أبرز محطات العمل السياسي له ومواقفه السياسية، دعمه لمشروع الوحدة بين سورية وجمهورية مصر العربية، رافضا التجزئة والانقسام، فخاض نضالا ضد الانفصال عن الجمهورية المتحدة.
حكم على الشكعة بالسجن لمدة ثلاثة أعوام حكما غيابيا إلا أنه لجأ إلى سورية وأصبح لاجئا سياسيا فيها من 1959 - 1965، بعد حرب حزيران العام 1967 اهتم الشكعة ورفاقه بإفشال محاولات الاحتلال اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم، وبذل جهوداً كبيرة لمنع التهجير وشكل فرقا لمقاومة الاحتلال.
بعد تولي الشكعة منصب رئيس بلدية نابلس العام 1976 عن طريق الانتخابات، مارس أهم أدواره السياسية بربط المواطن الفلسطيني بأرضه، فلم يكن يميز بين العمل الميداني والخدماتي والاجتماعي كرئيس بلدية، وعمل على التصدي لعمليات مصادرة الأراضي والعقاب الجماعي وفرض الضرائب، ومن أدواره أيضا التنسيق مع الحركات الطلابية في جامعة بيرزيت، والنجاح، وبيت لحم، والنقابات المهنية والعمالية وكل قوى المجتمع، ما عزز من الالتفاف الشعبي حوله، ونجح في إفشال قرار إبعاده الذي حاولت سلطات الاحتلال تنفيذه.
ولعب الشكعة دوراً كبيراً في إفشال المخططات الإسرائيلية لما كان يطلق عليه "روابط القرى"، إضافة إلى دوره في محاربة المخططات الاستيطانية من خلال تثبيت الناس في أرضهم، وتشجيعهم على استصلاح أراضيهم كما فعل في مناطق الأغوار، في محاولة لإفشال خطة "ألون"، والتصدي لمشروع بناء مستوطنة في محطة سكة الحجاز بنابلس، ونجح في استعادة أراضي خلة السراويل في قرية حوسان بمحافظة بيت لحم.
كان الشكعة يذهب مشيا على الأقدام إلى جبلي عيبال وجرزيم ليتأكد من خلوهما من العصابات الإسرائيلية التي حاولت احتلال كل ما هو فلسطيني.
تعرض الشكعة للتهديد من قبل وزير الجيش الإسرائيلي عيزر وايزمن في العام 1979 ومواجهة إيذاء جسدي إذا استمر في معارضته لسياسات الاحتلال، وخاصة مشاركته في مظاهرة ضد إقامة مستوطنة "الون موريه" شرق نابلس، ما عرضه لقرار السجن والإبعاد.
في الثاني من حزيران العام 1980 أقدم تنظيم إرهابي إسرائيلي على وضع متفجرات في مركبته، مع اثنين من رؤساء البلديات في الضفة هما: كريم خلف، وإبراهيم الطويل، ما أدى لبتر ساقيه، مشعلا انتفاضة عارمة استمرت عدة أشهر.
وقد علق الشكعة على هذا التفجير قائلا: "أنا الآن تجذرت بالأرض وأقرب للأرض أكثر"، وبعد حادثة التفجير ظل الاحتلال محاصرا منزله مانعا زواره من التواصل معه.
وخلال رحلة علاجه وظف الشكعة إعاقته لشرح معاناة الشعب الفلسطيني، وكسب تأييد العالم لمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وتلقى 29 دعوة رسمية من دول العالم لزيارتها عقب حادثة التفجير، ولم يرفض إلا واحدة قدمها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، بسبب رفضه استنكار جريمة استهدافه واعتبارها جريمة سياسية، وليس النظر لها كجريمة من ناحية إنسانية فقط.
من أقوال الشكعة المشهورة "إن استطاعوا قطع أقدامي فلن يستطيعوا قطع نضالي، وأراد لي الصهاينة أن أموت ولكن الله منحني الحياة، لكي أكمل رسالتي في الدفاع عن فلسطين عربية حرة، كل فلسطين، وحق كل عربي أن يدافع عن فلسطين لأنها قضية الشعب العربي والأمة العربية، وهي قضية قومية عربية".
قد يهمك ايضا:
محمد جمعة المشرخ يؤكد أن المرافق المتطورة تشكل عنصر جذب للسياح حول العالم
مجلس الوزراء يؤكد ان الرئيس أوعز بإضافة جريمة الهدم جنوب القدس إلى الملف الذي رفع للجنائية الدولية
أرسل تعليقك