استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء، وفدا من الإعلاميين والصحفيين الكنديين وابتدأوا جولة في الأراضي الفلسطينية استهلوها بجولة في مدينة القدس، واستقبلهم المطران في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم وقال المطران في كلمته ان الفلسطينيين يتمنون ويطالبون بأن تصل حقيقة ما يحدث في بلدهم الى سائر ارجاء العالم، وان تصل الصورة الحقيقية لما يحدث في بلادنا الى كل مكان في هذا العالم والى كافة شعوب الأرض.
واضاف "لقد حرض علينا الاعلام المرتبط بالاحتلال واساء لشعبنا ولقضيته العادلة وكانوا يصفوننا تارة بأننا مجموعة من الإرهابيين وتارة أخرى بأننا جماعة من القتلة والمجرمين في حين ان الفلسطينيين ليسوا إرهابيين وليسوا قتلة ومجرمين بل هم ضحايا الإرهاب الذي مورس بحقهم منذ النكبة وحتى اليوم".
وتابع "لا تستسلموا لاولئك الذين يريدون تزوير الحقائق والوقائع وليكن اعلامكم اعلاما صادقا رصينا دقيقا في نقل المعلومة كما هي دونما تأويل او تزوير او تضليل، ومهما مورس التضليل والتزوير بحق عدالة قضيتنا الفلسطينية فإن كل هذه الممارسات لا يمكنها ان تحجب الحقيقة والصورة الواقعية لما يحدث في ارضنا المقدسة".
واضاف "نتمنى ان تساهم زيارتكم في نقل الصورة الحقيقية لما يرتكب بحق شعبنا من مظالم لأننا نريد ان تصل هذه الصورة الى سائر ارجاء العالم، الفلسطينيون تعرضوا للنكبات والنكسات وللمظالم والتي ما زالت تبعاتها قائمة حتى اليوم".
واوضح ان الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب لا يمكن وصفه بالكلمات فشعبنا هو من اكثر الشعوب التي ظُلمت في التاريخ الحديث ومن يتحمل مسؤولية هذا الظلم انما هي القوى الاستعمارية التي أصدرت وعد بلفور واعني بذلك بريطانيا وامريكا وحلفائها، مضيفا ان هؤلاء الذين كانوا سببا في نكبة الشعب هم ذاتهم الذين يرتكبون اليوم افظع الجرائم بحق الشعوب العربية.
واضاف "من الذي يدمر في سوريا ويستهدف هذا البلد العريق ، من الذي استهدف العراق وحضارته ، من الذي استهدف ليبيا ودمرها بشكل كلي ، ومن الذي يدمر في اليمن ويقتل اطفاله ويدمر المستشفيات والأماكن العامة على من فيها"، موضحا ان أمريكا وحلفائها هم المتورطون المباشرون في هذه الجرائم اما بشكل مباشر او عبر ممثليهم ووكلائهم وسواء كان الأصيل او الوكيل فالجريمة هي ذاتها ومن يتحمل مسؤولية الدمار الهائل الذي حل بالشعب انما هو القابع في البيت الأبيض وعملائه ومرتزقته وحلفائه في كل مكان.
واضاف "ان ما حل بمنطقتنا العربية من دمار وحروب وإرهاب كان هدفه الأساسي وما زال هو تصفية القضية الفلسطينية، أراد اعدائنا تصفية القضية من خلال تصفية الوطن العربي وتدميره وتقسيمه وإشاعة الفوضى الخلاقة فيه، استهدفوا الوطن العربي لكي يمهدوا الطريق لاستهداف قضية العرب الأولى الا وهي قضية الشعب الفلسطيني ولكنهم لم ولن ينجحوا في ذلك".
وتابع "يا لها من جرائم ارتكبتها أمريكا وحلفائها ، أمريكا التي تُصدر أسلحة الموت والدمار والخراب الى منطقتنا، أمريكا التي يزدهر اقتصادها على حساب الشعوب المقموعة والفقيرة والمستضعفة والمنكوبة ولذلك فإنني اود ان أقول لكم بأنه لا يجوز الرضوخ للضغوطات والابتزازات الامريكية ولا يجوز القبول بالسياسات الامريكية الظالمة التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية، من أراد ان يقول الحقيقة عليه ان يوجه أصابع الاتهام لامريكا واعني بذلك الأدارة الامريكية تحديدا وليس الشعب الأمريكي الذي فيه الكثيرون من اصدقاءنا المتعاطفين مع عدالة قضيتنا".
ووضع المطران الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس، مطالبا ان تقوم وسائل الاعلام في عالمنا بدورها في ابراز حقيقة ما تتعرض له مدينة القدس بشكل خاص والشعب بشكل عام.
واضاف "أما المسيحيون الفلسطينيون فسيبقى انتماءهم هو للقيم المسيحية الحقة كما وستبقى جذورهم عميقة في تربة هذه الأرض المقدسة، نحن فلسطينيون ولسنا اقلية او جالية في وطننا ونفتخر بانتمائنا الفلسطيني وسنبقى كذلك شاء من شاء وابى من ابى".
واجاب المطران على عدد من الأسئلة والاستفسارات، مقدما للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وغيرها من المنشورات التي تتحدث عن القدس.
أرسل تعليقك