تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مساء اليوم الأحد، صورةً لكتاب أصدرته وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، يقضي بإعفاء الناطق باسم الوزارة طريف عاشور من منصبه.
وحسب الكتاب المنشور، فإن الوزيرة الكيلة أصدرت قراراً بإعادة عاشور إلى مكان تسكينه الفعلي في المستشفى الوطني بنابلس، وذلك على إثر إهانته لصحفية.
وفي السياق، أكدت مصادر مطلعة في وزارة الصحة، لـ "دنيا الوطن"، صحة الكتاب المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما لم يتسنى الحصول على رد من عاشور.
وفي وقت سابق، وجهت الصحفية ياسمين حمزة كلبونة، رسالة إلى إلى وزيرة الصحة مي الكيلة، ومحمد العواودة مدير دائرة الاعلام في وزارة الصحة، بخصوص المتحدث باسم وزارة الصحة طريف عاشور.
وقالت الصحفية، على صفحتها على موقع (فيسبوك): "أنا ياسمين حمزة كلبونة، صحفية من نابلس، حاصلة على درجتي البكالوريوس في الإعلام والماجستير في التخطيط والتنمية السياسية، أبلغ من العمر 31 عاماً، وأعمل في المجال الإعلامي منذ عدة سنوات، كنت أعمل مؤخراً مقدمة برامج إخبارية في إذاعة طريق المحبة في نابلس، قبل أن اتلقى اتصالاً هاتفياّ من د. طريف عاشور، رئيس وحدة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة، ليعرض علي العمل كـ "موظف إعلام" في الدائرة التي يرؤسها، وذلك بتاريخ 21-4-2020، وطلب مني أن أحضر في اليوم الذي يليه لمقابلته والحديث في تفاصيل الوظيفة".
وأضافت الصحفية ياسمين: "في اليوم التالي، الأربعاء 22-4-2020، توجهت لمقابلته بناء على طلبه، وأجرى معي مقابلة دردشة كما وصفها وامتحان خبر مكتوب، وأخبرني أن توقيع العقد سيتم خلال أيام، بعد أن أرسل مذكرة داخلية لأحدهم (حسب ما قال لي مسؤول التشغيل في الوزارة)، وقام بتزكيتي من خلال تلك المذكرة، وأني الشخص المناسب لشغل هذه الوظيفة، وأنه يريد أن أكون على رأس عملي على الفور، وقام باجراء اتصالاته لتسريع الرد على المذكرة في نفس اليوم، وحتى أنهي عملي مع (طريق المحبة)".
وقالت الصحفية: "ووصل الرد لـ عاشور (باتصال هاتفي) بقبولي بالوظيفة.. وقال لي مبروك.. وطلب مني أن أباشر عملي على الفور.. وبناء عليه تقدمت باستقالتي من مكان عملي الحالي والتحقت بالدوام في اليوم التالي (الخميس 23-4-2020)".
وتابعت الصحفية: "يوم الخميس صباحاً، سألته عن المهام المطلوبة مني، ولم يجِبنِ، وكان رده (مالك مستعجلة عَ الشغل اشربي قهوتك أول)، لكنه أكد لي مجدداً أن توقيع العقد سيكون يوم الاثنين المقبل، وطلب مني فيما بعد، كتابة تعليمات من وزارة الصحة لشهر رمضان لنشرها على الموقع الالكتروني الخاص بالوزارة، وقمت بعمل ما هو مطلوب مني، وقام عاشور بتصوير مقطعي فيديو يتضمنان "رسائل صحية وارشادات لشهر رمضان المبارك".
وواصلت الصحفية ياسمين كلبونة، حديثها، بالقول: "يوم الجمعة مساءً، قام عاشور بنشر الفيديو بعد جهوزيته، على صفحته الخاصة على الفيس بوك، وقام بعمل إشارة لي عليه، لكني لم أقم بمشاركته على صفحتي "الخاصة"، وما كان منه إلا أن بعث لي برسالة "غاضبة" مضمونها بالنص الحرفي:
مش عاجبك الشغل ما حد جابرك عمو.. لسه ع البر احنا رح أأجل توقيع عقدك.. يبدو استعجلت.. 3 نشاطات عملتها الدائرة.. وشكلك قرفانة تعملي مشاركة.. للجيران شكلهم! هي أول شي للأسف فشلتي فيه اعلامياً..".
وأضافت: "الدكتور طريف قال لي: مستحية ياسمين انك بالصحة؟.. على كل الاحوال شكلي استعجلت.. بدك وزيرة المرأة روحي عندها.. بس لما تكوني بالصحة..بدك تخلصي للصحة.. اللي مش واثق من شغله كيف بدها الناس توثق فيه..".
وأردفت بالقول: "يوم الأحد صباحاً، توجهت إلى عملي المفترض، وفور وصوله للدائرة، بدأ معي الحديث قائلاً إنها كانت بداية سيئة جداً لي في العمل، وكرر لي جملة "فشلتِ في أول اختبار"، و"انتِ مجرد قبلتي تشتغلي بمؤسسة حكومية انتي صرتي من العبيد وبدك تشتغلي ليل نهار لوزارة الصحة".
وذكرت الصحفية كلبونة: "أنا أقبل بالعمل ضمن شروط المؤسسة وسياساتها العامة، لكني لا أقبل الإهانة.. كان جوابي أني لا أقبل منه أن يقيّمني اعلامياً، ولا أقبل أن يصف بدايتي بالعمل بالسيئة والفاشلة (خاصة وأني فعلياً لم ابدأ بالعمل بعد ولم أرتكب أي خطأ)، ولا أقبل بأن أكون من العبيد..! وأني أثبت اخلاصي وولائي للعمل بأدائي وانجازاتي وليس بـ "مشاركة" على الفيس بوك".
وختمت الصحفية حديثها، بالقول: "كان سؤاله الأخير لي: هل الذي قمتِ بفعله صحيح؟ (أني لم أشارك الفيديو على صفحتي الخاصة).. أجبت: أنا لم أخطئ.. فقال لي "توكلي ع الله".. أي أنه قام بطردي وإنهاء عملي قبل أن يبدأ.. أتوجه اليكم بالنظر في هذه الشكوى، لأخذ حقي من الإهانة وسوء المعاملة التي تعرضت لها، ومن خسارتي لعملي".
الناطق باسم الصحة يرد
بدوره، رد الدكتور طريف عاشور على منشور الصحفية ياسمين كلبونة، وقال: "توضيح بخصوص ما كتبته الإعلامية ياسمين كلبونه .. رشح لي احد الاخوة الصحفيين الأخت ياسمين من اجل العمل في وحدة العلاقات العامة والإعلام، وتم التواصل معها قبل نحو أسبوع حيث قالت بعد حضورها للوحدة انها كانت تعمل باذاعة محلية تركتها واتجهت الى وسيلة إعلامية أخرى عملت فيها وتركتها دون استيفاء حقوقها منها كما قالت ، وهي الآن بصدد عمل جديد لدى راديو طريق المحبة حيث انها لا تزال بالبيت وستبدأ العمل معهم ربما في رمضان".
وقال عاشور في منشوره "لم توقع الأخت ياسمين أي عقد معنا ، واستغرب من أي شخص ان يترك وظيفته قبل توقيع عقد عمل جديد ، بل وان هذه من أبجديات أي عمل ، لا أترك عملي مطلقا دون ان أوقع عقد العمل الجديد ، الا ان الأخت ياسمين ابلغتني انها ستفعل ذلك ولن تستقيل بل انها ستذهب الى حضور اجتماع صباحي مع الإدارة في طريق المحبة ، وتبقى معهم الى حين توقيع العقد".
وتابع: "إلا أنها حضرت في وقت مبكر يوم الاجتماع وقالت انه تم الغاء الاجتماع حيث انتظرتهم ولم يحضروا ، مما اضطرها الى تقديم استقالتها طواعية منها ولم يجبرها احد على ذلك .
علما انه لا يوجد عقود توظيف وان الامر لا يعدو عقد مياومة لفترة محدده".
وختم بالقول: "مع ذلك ومساعدة للاخت ياسمين ان كانت لا تزال ترغب العمل بطريق المحبة ، انا على استعداد للتواصل الشخصي معهم – وهم اخوة كرام - من اجل النظر في كتاب استقالتها".
وفي أعقاب ذلك، عادت ياسمين لنشر منشور جديد، أعلنت فيه أنه "بعد التواصل مع وزارة الصحة ونقابة الصحفيين والمكتب الحركي، ووقوفاً على حيثيات الشكوى التي تقدمت بها رسمياً، فقد قررت وزيرة الصحة مي الكيلة تشكيل لجنة تحقيق عاجلة وستبدأ عملها من صباح الغد".
وأضافت: "أنا على استعداد لأي سؤال أو إجراءات قانونية في هذا السياق.. شكراً لجميع الزملاء والأصدقاء وكل من تواصل معي سواء هاتفياً أو على صفحات التواصل الاجتماعي".
وفي وقت لاحق، استقبلت وزيرة الصحة، الدكتورة، مي الكيلة، في مكتبها برام الله، اليوم الثلاثاء، نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، ومحامي النقابة علاء فريجات، والصحفية ياسمين كلبونة، التي تقدمت بشكوى لوزارة الصحة مؤخراً.
وأوصت اللجنة، التي شكلت لدراسة شكوى الصحفية، بالاعتذار للزميلة ياسمين كلبونة، من قبل الدكتور طريف عاشور، الناطق باسم وزارة الصحة، حيث تم الاعتذار أمام الوزيرة، ونقيب الصحفيين، وبوجود لجنة التحقيق في الوزارة.
كما وأوصت اللجنة باتخاذ إجراءات إدارية، بحق الدكتور عاشور، حيث أكدت الوزيرة، أنها ستتخذ إجراءاتها وفق توصية لجنة التحقيق، بما يضمن عدم تكرار هذا الخطأ.
وأشادت الوزيرة الكيلة بالعلاقة المتينة بين نقابة الصحفيين والجسم الصحفي الفلسطيني، مؤكدة أهمية الدور الذي يلعبه الصحفيون في إيصال المعلومات الدقيقة للمواطنين.
ورحبت الوزيرة الكيلة بالصحفية ياسمين كلبونة، مؤكدة دعمها الكامل للنساء في جميع أماكن عملهن، خصوصاً في ظل جائحة (كورونا) واحترامها لمهنيتها الإعلامية.
وجرى خلال اللقاء، الاعتذار للصحفية كلبونة، التي قدمت بدورها الشكر للدكتورة الكيلة، وللجنة التحقيق، التي جرى تشكيلها بمشاركة نقابة الصحفيين، وأكدت الوزيرة، انه سيتم الأخذ بتوصيات لجنة التحقيق، التي قدمتها لوزيرة الصحة.
قد يهمك ايضاً :
الخضري يقول ان معاناة الشعب الفلسطيني تتفاقم عشية عيد الفطر في ظل الاحتلال و(كورونا)
مجدلاني يقول ان الاحتلال يفرض حصاراً على يعبد ويرتكب الجرائم
أرسل تعليقك