افتتح رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك ورشة عمل عقدتها الجامعة بالشراكة مع جمعية التربية الطبية الدولية، حول كتابة البحوث العلمية لطلبة الكليات الطبية في حرم الجامعة الرئيس، قدمها الدكتور مالك الزبن، خريج الجامعة الذي بات أحد أهم الباحثين والمختصين في طب وجراحة الأعصاب في بريطانيا.
وعبّر أبو كشك في كلمته عن فخره بالدكتور مالك الزبن الذي تعتبر مسيرته حافلة بالإنجازات العالمية، بدءاً من عمله في كلية الطب بالجامعة وليس انتهاءً بعمله كأمهر أخصائيي جراحة الأعصاب في بريطانيا، إضافة لنشاطه البحثي والأكاديمي الذي يشهد له بالتميز.
وبيّن أن وصول خريجي الجامعة للعالمية يعتبر خير دليل على تميز نهجها العلمي وتفوق برامجها ونجاحها في تطبيق استراتيجياتها واتساع أفق رؤيتها نحو التميز والإبداع العلمي والبحثي.
وأشار أبو كشك أن شبكة العلاقات الدولية الواسعة التي تحظى بها الجامعة قد مكنت طلبتها وخريجيها من تحقيق الإنجازات والتغلب على العثرات، متطرقاً في هذا السياق إلى طلبة الطب الذين ابتعثتهم الجامعة لاستكمال الدكتوراة في الطب في بريطانيا والذين حصلوا على أعلى نسب النجاح في الامتحانات التي تعتمدها أعرق الجامعات البريطانية للقبول في البرامج الطبية.
وقال أن الجامعة تمضي قدماً للنهوض بالبحث العلمي المبني على الابتكار والإبداع في شتى المجالات والذي يعزز العمل الجماعي بين الطلبة والأكاديميين الباحثين، وقد هيئت لذلك بيئة بحثية ريادية ووفرت لها كل السبل والإمكانيات التي من شأنها دعم استمرارية هذا النهج.
من جهته، قال الدكتور مالك الزبن إن لجامعة القدس الفضل الكبير في نجاحه من خلال الفرص البحثية والأكاديمية التي قدمتها له، فقد كانت محطته الأولى للنجاح والانطلاق نحو العالمية، داعياً طلبة الجامعة للاستفادة من هذه الفرص والتحلي بالصبر والإصرار على النجاح.
وركّز الدكتور الزبن في ورشة العمل على أساسيات البحث العلمي في المجالات الطبية على وجه الخصوص، موضحاً للطلبة طرق إيجاد وصياغة سؤال البحث باعتبارها المرحلة الأولى والأهم في كتابة البحوث، كما تحدّث عن شروط وآليات النشر في المجلات المحكمة معرجاً على مهارات بحثية أُخرى ومقدما ًإرشادات عامة للطلبة الذين عبّروا عن اعجابهم بإنجازاته التي شكلت مصدر إلهام بالنسبة لهم.
وبيّنت عميدة البحث العلمي د. إلهام الخطيب أن استضافة الدكتور الزبن تأتي ضمن سلسلة اللقاءات وورش العمل التي يتم استضافة الخبراء لها تعزيزاً لدور الجامعة في النهوض بالبحث العلمي في فلسطين ككل، مشيرة أن الجامعة أطلقت النوادي البحثية الطلابية التي تهدف لإشراك الطلبة كعنصر أساسي في العملية البحثية والأكاديمية من خلال تطوير مهارات البحث العلمي لديهم، ومنحهم الفرصة للتشبيك والتواصل مع الباحثين داخل الجامعة وخارجها، وتعزيز مشاركتهم في عرض أوراقهم العلمية في المؤتمرات المحلية والدولية.
وفي كلمة جمعية التربية الطبية الدولية التي يرأسها الدكتور الزبن، وجّه الدكتور محمد عبيد الله رئيس قسم البحث العلمي في الجمعية شكره لجامعة القدس على الشراكة المثمرة لعقد هذه الورشة، متحدثا عن الجمعية التي تعتبر جمعية خيرية بريطانية تأسست عام 2000، وافتتحت فرعاً لها في فلسطين في عام 2008 والتي يقوم عملها على مبدأ التعليم المستمر من خلال التدريبات التي تعقدها للأطباء وخريجي المهن الصحية لاكسابهم المهارات العلمية التي يحتاجها السوق الفلسطيني والعالمي في المجالات الطبية، إضافة للمنح البحثية والدراسية التي تقدمها للراغبين في إكمال دراستهم العليا في الخارج.
يذكر أن الدكتور مالك الزبن أنهى دراسة الطب من كلية طب جامعة القدس في بداية انطلاقتها، ثم عمل كمساعد بحث وتدريس في قسم التشريح وعلم الأجنة فيها، وكان له دور كبير في إنجاز مشروع مختبر التشريح في الجامعة، لينتقل بعدها لبريطانيا ليحصل على شهادة الدكتوراة في علوم الأعصاب من جامعة ساوث هامبتن، وإضافةً لعمله اليوم كأخصائيي في جراحة الأعصاب في مستفى جامعة ويلز في بريطانيا، يعمل محاضراً في معهد علوم الأعصاب بجامعة قاردف، ومديرا ًتنفيذياً لجمعية التربية الطبية الدولية في بريطانيا.
وإلى جانب تميز حياته العملية، يعتبر الدكتور الزبن من الباحثين النشطاء، حيث شارك في العديد من المؤتمرات الطبية العالمية المختصة بعلوم الأعصاب، وحصل على جائزة أفضل عرض تقديمي في مؤتمر جراحة الأعصاب البريطانية والأوروبية، كما أن له أكثر من 45 منشوراً علمياً في المجلات المحكمة المرموقة على مستوى العالم، وأنجز العديد من الأبحاث حول مرض الصرع.
أرسل تعليقك