غزة_ عبد القادر محمود
أكدت المتخصصة بشؤون البيئة أمل صرصور، أن الطرق المتبعة لإعادة تدوير النفايات بشكل عام هي طرق بدائية وتحدث أضراراً فادحة على البيئة والإنسان، مشيرة إلى أن مشكلَة النفايات الصلبة تعتبر ثاني أكبر المشاكل البيئية في فلسطين وأكثرها تهديدا، لعدم توافر التقنية الحديثة لتدويرها. وقالت صرصور :"إن عملية فرز النفايات والمواد الصلبة وإعادة تدوير البلاستيك في قطاع غزة، ما زالت صناعة غير مضمونة ولا يمكن التأكيد من انها تقع ضمن معايير السلامة الصحية"، مؤكدة على أن استخدام البلاستيك يتم لمرة واحدة فقط، وأنه في حال تم استخدامه مرة أخرى فإن تأثيراً سلبياً سيلحق بحياة الإنسان، وذلك يعتمد على درجات الحرارة التي سيوضع فيها، وحسب ذلك يختلف التأثير.
وتابعت:" إن إعادة تدوير البلاستيك زاد بنسبة واضحة بسبب الحصار الاسرائيلي للقطاع نظراً لمنع الاحتلال إدخال المواد الخام وهذا يشير لاحتمالية وجود مواد مضافة للبلاستيك قد تكون خطيرة وضارة بالصحة تستخدمها بعض المصانع، خاصة في ظل غياب آلية المراقبة والفحص المخبري".
وشددت على أن إعادة استخدام البلاستيك يمكن أن تخرج بعض العناصر من البلاستيك التي قد تسبب أمراضاً خطيرة على حياة الإنسان ومن ضمنها السرطان.
وحذرت صرصور من استخدام البلاستيك المعاد تدويره في صناعة الأدوات المنزلية المستخدمة في حفظ الأغذية، مؤكدة على ضرورة أن يقتصر في صناعة متعلقات الصرف الصحي والخراطيم ومستلزمات الكهرباء وكل شيء بعيد عن الاستخدام الآدمي.
ودعت المختصة لتجهيز المختبرات لتنفيذ الفحوصات اللازمة للمنتجات البلاستيكية سواء قبل أو بعد إعادة صناعتها لضمان سلامتها وخلوها من المواد الخطيرة، إضافة لتفعيل القوانين والتشريعات الصارمة من قبل الأجهزة الرقابية والجهات الرسمية لتقليل أضرار هذه الظاهرة على البيئة والصحة العامة.
هذا وقد أثبتت دراسات وأبحاث علمية وفحوصات مخبرية، أن بعض المنتجات المعاد تدويرها بطرق خاطئة لاسيما التي تجلب مكوناتها من مكبات القمامة ومخلفات المستشفيات والمصانع تُخرج مواد كيميائية مسرطنة تتفاعل وتتسرب داخل الأغذية والأشربة، عدا عن الضرر الذي تلحقه بالبيئة والكائنات الحية.
ويلجأ اعداد كبيرة من العاطلين عن العمل إلى جمع الأواني البلاستيكية بعد أن أصبحت بديلاً للمواد الخام, وانخرط العديد منهم في مجال جرشها وبيعها لمصانع البلاستيك من أجل اعادة تدوريها مرة اخرى .
المواطن "حسام بدح"، يعتمد على التنقيب وجمع المواد البلاستيكية الموجودة داخل مكبات القمامة، كمصدر للرزق من خلال تجميعها ومن ثم بيعها للمصانع المختصة بتدوير البلاستيك لإعادة تصنيعها مرة أخرى في العديد من حاجيات المواطنين كالأواني والأطباق والأكياس لحفظ الأطعمة والمشروبات.
ويقول حسام :"أقوم بجمع الزجاجات البلاستيكية الفارغة ومخلفات المستشفيات والأسواق والمحال التجارية الموجودة داخل المكبات، منذ أكثر من ثلاث سنوات لبيعها للمصانع لكي استطيع أن أوفر قوت أولادي"، مبيناً أنها مصدر رزقه الوحيد في ظل انعدام فرص أخرى للعمل بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طوال.
بدوره، قال المواطن أبو غازي أحد أصحاب محال بيع المستلزمات المنزلية "استعمال الأكواب والأواني البلاستيكية أمر عملي ويحظى بإقبال شديد من قبل المستهلك، فهي رخيصة الثمن ومتوفرة وسهله الاستخدام وتليق بمختلف المناسبات كالأعراس والحفلات".
وأوضح أبو غازي أنه ليس من اختصاصه معرفة المواد المستخدمة في صناعة البلاستك ومدى صحة تدويرها وخطورتها على المواطنين، مبيناً أنه يبيع المنتجات البلاستيكية منذ سنين ويعتبرها مصدر رزق له ولم يسبق وأن وجهت له أي انتقادات أو شكاوى بهذا الخصوص.
أرسل تعليقك