الرباط ـ وسيم الجندي
افتتح الملك المغربي محمد السادس، المرحلة الأولى من محطة توليد الطاقة الشمسية الواقعة على أطراف الصحراء الكبرى، والتي من المقرر أن تصل مساحتها عند اكتمال بنائها في عام 2018 إلى مساحة العاصمة الرباط. لتصبح بذلك أكبر محطة لتوليد الكهرباء في العالم، والتي ستقوم بإمداد نحو 1,1 مليون شخص بالكهرباء. وتعمل المرحلة الأولى في "Noor 1" في مدينة ورزازات على توفير 160 ميغاوات من طاقة إجمالية قدرها 580 ميغاوات، وهو ما يساعد المغرب على الحد من انبعاثات الكربون التي تبلغ مئات الآلاف من الأطنان.
وأوضحت المتحدثة باسم الوكالة المغربية للطاقة المتجددة مها القادري. أنه عقب تدشين الملك محمد السادس للمرحلة الأولى من المحطة، فإنه سيضع حجر الأساس للمرحلة الثانية Noor 2"" من المجمع الشمسي. وأشارت إلى أن المرحلة الأولى كان من المقرر تشغيلها في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، إلا أنه قد تم تأجيلها لأسباب غير محددة.
وتعمل المرحلة الأولىNoor 1" " على تزويد 650 ألف مواطن مغربي بالكهرباء عبر الطاقة الشمسية من الفجر وحتى الثلاث ساعات الأولي من بعد غروب الشمس. وقال مدير صناديق الاستثمار في الأنشطة المناخية CIF، التي تدعم المشروع بمبلغ 435 مليون دولار (300 مليون جنيهًا إسترليني) من إجمالي تمويل يبلغ تسعة بليون دولار مافالدا دوارتي، بأن هذه المحطة لتوليد الطاقة الشمسة تحمل أهمية كبيرة جدًا في إفريقيـا.
وتخطط دولة شمال إفريقيـا إلى توليد 42 بالمائة من طاقتها عبر الاستعانة بمصادر الطاقة المتجددة من طاقة شمسية ورياح إضافة إلى طاقة كهرومائية وذلك بحلول عام 2020. كما تأمل المغرب في استخدام مؤتمر الأمم المتحدة المقبل لتغير المناخ الذي تستضيفه في تشرين الثاني/نوفمبر كنقطة انطلاق لخطة أكثر طموحًا من خلال الاعتماد في الحصول على الطاقة على 52 بالمائة من مصادر الطاقة غير المتجددة بحلول عام 2030.
ويتعين بأن يكون لمثل هذه الخطوة آثارًا إقليمية، وتقدر صناديق الاستثمار في الأنشطة المناخية بأنه في حال قامت الحكومات والبنوك الدولية بإنتاج خمسة غيغا وات أخرى من الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية، فإن تكلفة الإنتاج قد تنخفض بواقع 14 بالمائة. بينما وفي حالة التوسع الذي يقترب من 15 غيغا وات، فإن تكلفة الإنتاج ستنخفض بواقع 44 بالمائة.
وتشارك بعض الجهات في الاستثمار بمحطة "نور 1" المتكاملة في ورزازات، حيث يضخ بنك الاستثمار الألماني استثمارات بقيمة 1 بليون دولار، يضخ بنك الاستثمار الأوروبي استثمارات بقيمة 596 مليون دولار، فضلًا عن استثمارات بقيمة 400 مليون دولار من البنك الدولي. وفي حال تحققت آمال القائمين على المشروع، فإنه سيتم تصدير الكهرباء باكتمال المشروع إلى شمال أوروبا وشرقًا إلى مكة المكرمة إضافة إلى توفير مصدر آمن للطاقة في المنزل.
أرسل تعليقك