يشتكي أصحاب مزارع الدواجن في قطاع غزة من ضعف الإمكانيات وعدم قدرتهم على تحمل أي موجات صقيع وأمطار شديدة بسبب تعرض بعضها لأضرار كاملة وأخرى جزئية، فضلًا عن تكشف بوادر أزمة نقص الغاز الطبيعي في الوقت الراهن اللازم لتدفئة فقاسات الدجاج اللاحم والبياض وذلك بالتزامن مع دخول فصل الشتاء.
أوضح صاحب مزرعة دواجن، جاسم حجي، أن المنخفض المنصرم كان بمثابة ناقوس خطر وللحذر مما هو أسوأ قادم من قوة المنخفضات المتوقعة، حيث إن كميات الأمطار التي هطلت في اليومين الماضيين أضرارها بسيطة.
وأضاف حجي الذي يمتلك مزرعتي دواجن في محررة "نتساريم" سابقًا أن "بعض مزارعي تضررت بفعل الحرب الإسرائيلية وإصلاحها مكلف، لذا قمت بترميم الأضرار البسيطة لتفادي نفوق الدواجن جراء شدة الأمطار، والمنخفض جعلني في حالة طوارئ دائمة لإصلاح ما تخربه الأمطار والرياح للتقليل من الخسائر".
ونوه إلى أن بعض مزارعه دُمرت خلال الحروب الثلاثة ولم يتلق أي تعويض عن خسائره، موضحًا أن "موجات الصقيع والأمطار أقوى من إمكانياتنا المتواضعة، ولن نستطيع مواجهتها أو تحصين المزارع من أخطارها فلا يوجد في قطاع غزة مزرعة مثالية".
وتابع حجي "مزرعتي صنعتها من ألواح "الزينكو" وهذا يخفف من أضرارها على الدواجن في حالة موجة الأمطار الخفيفة وأما إذا اشتدت فلن تستطيع المزرعة الوقوف في وجه الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، فما بال المزارع المصنوعة من النايلون".
وحذر من نفوق أعداد كبيرة من الدواجن في حال عصفت بغزة منخفضات شديدة كالمنخفض الذي ضربها العام المنصرم والذي أدى إلى نفوق مئات الدواجن.
ويواجه مزارعو الدواجن أزمة في توفير الغاز الطبيعي اللازم لتدفئة الفقاسات، بسبب تحديد الاحتلال الإسرائيلي التي يوردها للقطاع، وهذا ينذر بخطورة بالغة مع انخفاض درجات الحرارة، وفق قوله.
وطالب حجي حكومة الوفاق بسرعة صرف التعويضات عن الخسائر التي تعرض لها أصحاب مزارع الدواجن في القطاع، ليتمكنوا من تحصين مزارعهم لمواجهة أي منخفضات قادمة.
وبيّن مسؤول جمعية مزارعي الدواجن، عبدالباسط السوافيري، أن 25% من مزارع الدواجن دمرت خلال الحرب بشكل كامل، و20 % منها دمر بشكل جزئي وتحتاج إلى إعادة تأهيل.
وأوضح السوافيري أن مزارع الدواجن غير مؤهلة لتحمل أي منخفضات جوية قادمة، والمزارع الحالية غير قادرة على مواجهة أمطار ورياح شديدة.
وعبّر عن خشيته من انخفاض درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، وتأثيره على عمل فقاسات الدجاج اللاحم والبياض ونفوق أعداد من الدواجن، التي تحتاج إلى غاز لضمان استمرار التدفئة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لـ12 ساعة يوميا فضلا عن نقص كميات الغاز الطبيعي.
وأوضح السوافيري أن قطاع الدواجن يعاني من مشاكل متعددة منها منع إدخال مواد البناء لإعادة بناء وترميم المزارع التي دمرها الاحتلال، وعدم صرف التعويضات للمتضررين.
وأوضح مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة، زكريا الكفارنة، أن منسوب المياه الذي هطل على القطاع في اليومين الماضيين لم يكن مرتفعا بحيث يشكل خطرا على مزارع الثروة الحيوانية، واقتصر الأمر على أضرار بسيطة لا تذكر.
ولفت الكفارنة إلى أن خسائر قطاع الثروة الحيوانية قدرت بـ60 مليون دولار أضرار مباشرة، و30 مليون دولار غير مباشرة، مشيرا إلى أن ملف الأضرار لم يكتمل بعد.
ونوه إلى أن قطاع الدواجن يعاني من أزمة في نقص الغاز اللازم لتدفئة الفقاسات، مؤكدا أن الزراعة تواصلت مع هيئة البترول لتوفير كميات غاز خاصة بمربي الدواجن لتفادي نفوق أعداد منها، ولا زال الأمر مرهونا بموافقة الجانب الإسرائيلي بزيادة كميات الغاز التي يوردها.
أرسل تعليقك