واشنطن ـ رولا عيسى
يعتبر "يوم الأرض" أكبر حملة عالمية سنوية لحماية الكوكب والحفاظ عليه منذ 45 عامًا، ولهذه المناسبة سنلقي نظرة سريعة علي بعض المناظر الطبيعية المذهلة في جميع أنحاء العالم، وكيف تغيرت على مر السنين إثر ضعف إجراءات حماية البيئة والإضرار بها بسبب النشاط البشري.
يتعرض أي مكان يتواجد فيه البشر إلى التحول ويواجه بعض التغييرات من صنع الإنسان، على سبيل المثال تحولت تلال كوتسوولدز في بريطانيا من منطقة ريفية إلى منطقة شبه حضرية.
وتعرضت المرتفعات الاسكتلندية إلى موجة تغيير لا رجعة فيه، حيث أصبحت تشمل ملعبًا للغولف و توربينات الرياح بعد أن شهد السكان في كيثنس إنشاء 21 من توربينات الرياح، يبلغ ارتفاع كل واحدة منها حوالي 110 متر، بينما تم تأسيس في قرية أبردينشاير ملعب غولف لرجل الأعمال دونالد ترامب بتكلفة 150 مليون دولار.
وخلال القرن الماضي، تم التوسع في جبال الألب حسب متطلبات صناعة السياحة وجعلت بعض المناطق لا يمكن التعرف عليها بالمقارنة لما كانت عليه في الماضي، حيث انتشرت فيها مصاعد التزلج و10 آلاف من مرافق النقل التي تغطي مساحة تصل لأكثر من 3400 متر مربع من مناطق التزلج في جبال الألب، التي يزورها ما يزيد عن 120 مليون سائح كل عام.
ويمكن للسياحة أن تغير هيئة المكان، وخصوصًا عندما يتم الاهتمام بأولويات السياح أكثر من حماية البيئة، إذ من الصعب خاصة بالنسبة إلى البلدان النامية وقف المد من الزوار والحد من تأثير الأمر على البيئة.
ومن ضمن الأمثلة على هذا الأمر، شاطئ " My Khe" في وسط فيتنام الذي أصبح الآن يفيض بالمنتجعات الفاخرة، علمًا أنَه كان يمتد في الماضي لمسافة 30 كيلومتر من الرمال البيضاء الجميلة التي تقع بين جبلين لكن توسعت مدن حضرية داخل مناطق مختلفة من الشاطئ الذي اجتاحته الفنادق الضخمة.
أما خليج ها لونغ في فيتنام، الذي يتمتع بمجموعة رائعة من والجزر تجتذب أكثر من ستة ملايين زائر سنويا شهد حملات تقطيع لأشجار المانغروف والحشائش البحرية لإفساح المجال للقوارب السياحية، وعانى أيضًا من تلف الكهوف الجيرية التي كانت تميز الموقع.
ويوجد مثال أخر وهو أهرامات الجيزة، موقع للتراث العالمي، و يُصعب التعرف عليه اليوم بالمقارنة مع مظهره منذ مائة عام حيث أصبحت تطل على الملامح العصرية للقاهرة.
ومنذ الاحتلال البريطاني لمصر في أوائل القرن العشرين تم التركيز على بناء الطرق والشوارع والمباني في الجيزة، التي تحيط بالموقع الأثري الشهير.
ولا تنجو المناظر الطبيعية المحمية من التنمية الحضرية وتأثير ظاهرة تغير المناخ، ويتضح الأمر في الحديقة الوطنية الجليدية التي تغيرت بشكل سلبي في أقل من قرن من الزمان وأنشئت الحديقة في عام 1910، وكان يوجد بها مجموعة مذهلة من 150 نهرًا جليديًا أما اليوم انخفض العدد إلى 25 فقط، ويستمر العدد في التضاؤل.
وشهد منتزه "يوسمايت" الوطني في ولاية كاليفورنيا أدنى مستوياته من الثلوج في تاريخ الحديقة التي من المتوقع أن تجف في حزيران/ يونيو، قبل شهرين من الموعد المعتاد.
هذه التغييرات في المناظر الطبيعية الأكثر شهرة في العالم تزيد من أهمية حملة يوم الأرض التي تواجه مهمتها في حماية الأرض والحفاظ على البيئة تحديات مستمرة
أرسل تعليقك