أم الأشجار الهندية غرست أكثر من 8400 شتلة في 7 عقود
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

تعدّت الـ107 أعوام وأُدرجت قصتها في المناهج التعليمية

"أم الأشجار" الهندية غرست أكثر من 8400 شتلة في 7 عقود

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - "أم الأشجار" الهندية غرست أكثر من 8400 شتلة في 7 عقود

أشجار تين الهند
نيودلهي ـ فلسطين اليوم

قامت داعية البيئة في ولاية كارناتاكا الهندية الجنوبية، سالومارادا ثيماكا، بزراعة أكثر من 400 شجرة من أشجار "تين الهند"، وأكثر من 8 آلاف شجرة أخرى، بجهدها الفردي، خلال الـ68 عامًا الماضية، واليوم تخطى عمر بعض الأشجار التي زرعتها 70 عامًا، ولم تتلق الناشطة البيئية أي تعليم رسمي، ورغم ذلك فهي خبيرة بيئية علمت نفسها بنفسها، ولذلك فهي مثال رائع أظهر للعالم كيف يمكن للمرأة غير المتعلمة أن تحدث فارقًا كبيرًا في مجتمعها، بما حققته بمثابرة وعمل شاق بلا كلل.نالت جهود سالومارلدا ثيماكا العديد من الجوائز وشهادات التقدير كداعية بيئية، كان أبرزها

تأسيس جمعية باسمها، وإقامة احتفاليات متكررة كصدى لدعوتها لغرس الأشجار في جميع أنحاء الهند، كما نالت الناشطة البيئية اعترافًا دوليًا من قبل "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) التي أدرجتها ضمن أكثر النساء نفوذًا وإلهامًا في العالم عام 2016. ونالت مؤخرًا أعلى وسام مدني في الهند هو وسام "Padamshree" من الرئيس الهندي عن خدماتها الجليلة للبيئة.حتى بعد أن بلغت سنها هذه فهي لا تزال تتلقى الدعوات لحضور العديد من فعاليات التشجير، وتقطع مسافة نحو 10 آلاف كيلومتر شهريًا لزراعة أشجار جديدة أو رعاية أشجار قديمة. وعلى الرغم من أنها لم تلتحق

بالمدرسة، فقد أدرجت سيرتها في المناهج الدراسية في الهند، ناهيك عن قصيدة شعرية مقررة على طلبة المدارس في مدحها.كيف كانت البداية؟تزوجت في سن مبكرة من راعي ماشية يدعى تشيكايا، وخرج الزوجان سعيًا للقمة العيش، ليعملا في حراثة الأرض وقطع الحجارة. لم تتمكن من الحمل لفترة طويلة وكانت مثارًا للسخرية من أقرانها. وبدلًا من الاستسلام لأحزانهما قرر الزوجان فعل شيء مختلف. تسترجع ثيماكا ذكريات الماضي قائلة: "كنا نقضي أمسياتنا وحيدين، إذ لم نرزق بأطفال. لكن زوجي كان رجلًا لطيفًا رغم كل الضغوط عليه للبحث عن زوجة أخرى، لكنه كان دائم الرفض،

وظل يفكر في شيء ما يشغل حياتنا. وذات يوم، قرر كلاهما ببساطة زراعة الأشجار. لا شيء غير عادي في الأمر". لكن على عكس معظم الأشخاص الذين زرعوا تلك الأشجار في الحدائق، فقد اختار الزوجان تظليل الطريق الترابية التي تربط بين بلدتي هلكال وكودار بصفين متراصين من الأشجار على الجانبين، وتقول: "كانت طريقًا جافة ساخنة بفعل حرارة الشمس، وكان على القرويين الذهاب إلى كودار مرارًا وتكرارًا. لذلك رأينا أنه سيكون من الرائع أن نزرع الأشجار لتظليل الطريق".بدءًا بزراعة الأشجار في حضانة للأطفال الصغار لتصبح زراعة ورعاية الأشجار مهمتهما

الأساسية، وجنبًا إلى جنب مع زوجها، كانت تسقي وترعى عددًا لا يحصى من الأشجار، وكانت تستمتع برؤيتها تنمو يومًا بعد آخر، ليقرر الناس منحها لقب "أم الأشجار"."كان زوجي يحفر العديد من الحفر الصغيرة، وكان علينا أن نغرس فيها الشتلات، ونحيطها بالأغصان والفروع لحمايتها، ثم ذهبنا إلى صانع الأواني الطينية واشترينا أنيتين لاستخدامهما في جلب الماء من البئر. كنا حريصين على أن نسقي الأشجار كل يوم حتى يشتد عودها، ثم كل ثلاثة أيام لمدة عام، ثم كل أسبوع إلى أن تبلغ العاشرة من العمر"، على حد تعبيرها. وكانت ثيماكا تنطلق كل صباح وقد وضعت قدرًا على

رأسها، والآخر على يدها، وقدرين آخرين مثبتين على طرفي عصا طويلة على كتفيها بعد ملئها مرارًا من الآبار والبرك على طول الطريق، لتملأ القدر بالماء نحو 40 إلى 50 مرة يوميًا لتسقي به الأشجار. عندما سألناها عن عدد الأشجار التي زرعاها، أجابت قائلة: "لم نعدهم. لم يخبرني زوجي أبدًا بعددهم. لقد نمت لتوها وأصبح حجمها كبيرًا لدرجة أن ثلاثة أشخاص لا يستطيعون معانقة شجرة واحدة". أصبحت "أم الأشجار" معروفة بعد حصولها على جائزة "المواطن المثالي" لعام 1996 وجائزة "غودفري فيليبس" عام 2006.سر حياتها الطويلة الصحيةمن يري ثيماكا لا بد أن

يلحظ الابتسامة التي لا تفارق وجنتيها، رغم تقدمها في العمر، ورغم الزمن الذي أبى إلا أن يترك أثره عليها. هي لا تزرع الشجر بأمر من أحد، ولا حتى بغرض حماية البيئة، فكل تلك الأسباب أمور ثانوية بالنسبة لها. فلدى سؤالها عن السبب في مواظبتها على زراعة الأشجار، كأنها ناسك واظب على العبادة، فإن إجابتها دائمًا واحدة: "هذا ما يمنحني السعادة. قدري ألا يكون لدي أطفال. ولهذا السبب، خططنا لزراعة الأشجار وتربيتها لكي نراها تنمو كنعمة من النعم أمامنا. لقد تعاملنا مع الأشجار كأطفالنا. كل شجرة هي طفل بالنسبة لي. أحب أن أزرعها وأعتني بها حتى تنضج وتنمو

أمامي كما ينمو الطفل".وحسب ابنها بالتبني أومش، فإن "أم الأشجار" تستقبل عشرات الزوار كل يوم، وتلتقي بكل من يرغب في رؤيتها، ولا تتواني عن المشاركة في أعمال الخير ومساعدة الآخرين. فبعد أن بلغت هذا العمر، فإنها تستيقظ في معظم الأيام الساعة الخامسة صباحًا، وفي السابعة تتناول فنجانًا من القهوة. وفي التاسعة صباحًا، وكذلك الساعة 7.30 مساءً، تجلس لتشاهد حلقات "كانادا" في التلفزيون حتى العاشرة، وأحيانًا بعد ذلك. ورغم ذلك، فإن لديها طاقة ووقتًا طويلًا لتقضيه في "رعاية أطفالها" من الأشجار.حظيت "أم الأشجار"، ببساطتها، على إعجاب وتصفيق الحضور عندما

قامت في حفل توزيع الجوائز بمنح بركتها للرئيس الهندي رام ناث كونفيند، الذي يصغرها بنحو 33 عامًا، وذلك بلمس رأسه في قصر الرئاسة الذي يراعي البروتوكول الصارم.كان الرئيس يقف منتظرًا قدومها، وبعد أن تسلمت الجائزة بيد واحدة، باركته بيدها الأخرى، وهو ما قوبل بابتسامة عريضة وتصفيق من جميع الحاضرين، بمن فيهم رئيس الوزراء الهندي.وظهر الرئيس الهندي متأثرًا بهذه الإيماءة التي أشار إليها في تغريدة لاحقًا عندما قال: "حظيت بشرف كبير في حفل توزيع الجوائز، بأن أشارك في تكريم بعض من أفضل من أنجبتهم الهند. لكنني اليوم تأثرت بشدة عندما

باركتني السيدة سالومارادا ثيماكا، الناشطة والمدافعة عن البيئة من ولاية كارناتاكا، التي بلغت عامها 107 من العمر لتصبح أكبر الحاصلين على جائزة بادما هذا العام". وأضاف أن سالومارادا ثيماكا تمثل نموذجًا في العزيمة والإصرار والمثابرة للمواطن الهندي، خصوصًا من النساء في بلادنا.نصيحة ثيماكا للأطفال دائمًا هي أن "البيئة ستظل السيف الذي أقاتل به من أجل حياة أفضل. أحرص على أن تكون البيئة هي سيفك أيضًا. نحن نفقد أشجارنا وبحيراتنا في المدينة، بسبب إهمال السلطات. فبحيراتنا تتضاءل والأشجار تقطع لتحل مكانها مبانٍ شاهقة. أنت المستقبل وعليك منع حدوث ذلك".في

سن 107 أعوام، بالتأكيد لم تعد "أم الأشجار" قادرة على العمل الشاق، لكن يديها وعزيمتها باتا يشكلان جزءًا مهمًا من جهود البلاد في سبيل الحفاظ على بيئة خضراء.

قد يهك ايضا : 

روسيا ترسل دفعة أولى من القمح إلى السعودية

  مشروع رؤية 2021 للتحوّل الرقمي الشامل فى لبنان

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم الأشجار الهندية غرست أكثر من 8400 شتلة في 7 عقود أم الأشجار الهندية غرست أكثر من 8400 شتلة في 7 عقود



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday