نابلس - آيات فرحات
يخرج الكثير من أهالي الضفة الغربية في الأراضي الحرشية والوديان، بعد أول منخفض جوي بحثًا عن نبات الفطر، أو ما يعرف بالـ"فقع"، فهو كما يتناقل أجدادهم يخرج من الأرض بعد أولى العواصف الرعدية في الشتاء. وأوضح المزارع في أراضي وادي قانا قضاء محافظة سلفيت، الشاب خالد منصور (22) عامًا "أتوجهه بشكل يومي في موسم الفطر، إلى أراضي وادي قانا، لأجمع ما بين 40 إلى 50 كيلو غرام من الفطر، فهو يتواجد بكثرة بين الأعشاب وحول سيقان الأشجار لاسيما أشجار السور، والبلوط والسنديان الموجودة بكثرة في أراضي الواد".
وأضاف منصور لـ"فلسطين اليوم" أنَّه "في بداية الموسم يكون سعر الكيلو الواحد 25 شيقل، لكن بعد أسابيع يصبح 12 شيقل، وهناك مئات من المواطنين يذهبون إلى الوادي بشكل يومي لجمع بنات الفطر، والذي فيه نوعان، نوع سام يميل لونه إلى الأبيض وتعلوه طبقة منية اللون، وآخر صحي وغير سام يعرف باسم "شوا" ويذهب لونه إلى الأصفر أكثر".
وعن تسويق هذا المحصول؛ أشار منصور إلى أنَّه يبيع ما يجمعه لأقاربه وأهالي قريته فقط، أي أنَّه ليس هناك أي وسيلة تسويق مضمونه وناجحة، مضيفًا "جمعت ثمانين كيلو من الفطر على مدار يومين متتاليين وها هي موجودة لدي في البيت ولم أستطع أن أبيعها بعد".
لم تقف الصعوبات عند التسويق فقط فمنصور يروي المخاطر التي يتعرض لها أحيانًا من حيوان "الخنزير" الذي تطلقه السلطات الإسرائيلية بكثرة في الجبال الفلسطينية، ما يشكل خطرًا كبيرًا على المزارعين، إضافة إلى أن منطقة وادي قانا محاطة بسبع مستعمرات يهودية، وهي أيضًا تعتبر محمية طبيعية يمنع قطف ثمارها أو الصيد فيها، لذلك فإن مسؤول الطبيعية الإسرائيلي يباغتهم بشكل مفاجئ أحيانًا، ليلقي عليهم الغرامات المالية أو الاحتجاز لعدة ساعات من اليوم.
وأكد صديق خالد، وجدي منصور، والذي أخذ إجازة من عمله منذ بداية موسم قطف الفطر ليتفرغ لجمعه، أن الخطورة في القطف تكمن في القرب من المستوطنات، موضحًا أنه يبيع ما يجمعه من فطر أمام سوبر ماركت في القرية يعود لأقاربه، وهذا يسهل عليه المهمة بشكل كبير.
في حين يرى الشاب إياد منصور (24) عامًا أنَّ "الخطورة في جمع الفطر تتركز في وعورة جبال وادي قانا، وفي انتشار المستوطنات وكثرتها"، مؤكدًا أن أساليب التوسيع بسيطة جدًا وبشكل محلي فقط.
وأضاف لـ"فلسطين اليوم" أنَّ "أغلب المواطنون يقطفونه للاستعمال الشخصي والمنزلي والقليل منهم يبيعون ويتاجرون فيه، وهو يكثر ويخرج من الأرض بعد أن تكون الأرض قد رويت من مياه الأمطار بشكل جيد، ويتركز في الأماكن الرطبة وليس تحت أشعة الشمس المباشرة".
أرسل تعليقك