لندن ـ كاتيا حداد
اكتشف باحثون أن الطيور الطنانة لديها أقسام في جسدها ما يسمح لريشها بعزل كميات كبيرة من الحرارة، وتبين ذلك بفضل التصوير الحراري عالي السرعة لتلك الطيور وهي تحوم بين الزهور، حيث تحرك الطيور الطنانة أجنحتها ما يصل إلى 70 مرة كل ثانية أثناء الانتقال من زهرة إلى أخرى، وتسمح البقع البيضاء الموجودة في الصور الحرارية للطيور بخروج الحرارة من جميع أجزاء جسمها مثل العينين والكتفين والساقين.
ووجد العلماء أن الطيور الطنانة لديها ريش أقل كثافة في هذه المناطق من الجسم، ما يساعد في تبديد الحرارة أثناء الطيران، ومن دون ذلك تواجه الطيور خطر الإنهاك نتيجة كميات الطاقة المنبعثة من عضلاتها، ووجدوا أن الطيور الطنانة تكون أكثر دفئا بدرجة حرارة (8°C) عن درجة حرارة الجو المحيط بها.
وبيّن الدكتور دونالد باورز، وهو عالم أحياء في جامعة جورج فوكس في ولاية أوريغون، والذي قاد فريق البحث، أن الطيور تستخدم الرياح التي تنتجها أجنحتها لتبديد الحرارة بعيدا، واكتشف باروز وفريقه أن أقدام الطيور تتدلى فى الهواء بينما يتدفق الهواء القادم من أجنحتها ما يساعد على إزالة الحرارة الزائدة، وأضاف الدكتور باورز وزملاؤه في دورية الجمعية الملكية المفتوحة للعلوم أنه "تشير البيانات المتوفرة لدينا أن الطيور الطنانة تبدد كميات كبيرة من الحرارة المتولدة أثناء رحلتها من خلال مناطق محددة لتبديد الحرارة في جسدها، وتدلي الطيور بأقدامها أثناء الطيران ما يعزز من فقدانها للحرارة".
ودرس الباحثون 7 من الطيور الطنانة التي تطير بسرعات تصل إلى 47 كيلو متر/ الساعة، باستخدام كاميرات حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ووجد الباحثون أن الطيور أثناء الطيران تبدد الحرارة حول العينين ومفصل الكتف والقدمين، إلا أن كمية الحرارة المفقودة من كل جزء تتغير وفقا للسرعة التي يحلق بها الطائر، ففي الرحلات ذات السرعات البطيئة تصبح كمية الحرارة المفقودة من العين والكتف منخفضة لكنها تزيد في القدمين.
واكتشف العلماء أنه أثناء الطيران بسرعة عالية يتدفق الهواء حول منطقة العين والكتفين، ما يساعد على تبديد الحرارة، أما فى الطيران بسرعة منخفضة تصبح كمية الهواء المتدفقة في هذه الأجزاء غير كافية لتبديد الحرارة، ويساعد تدلي أقدام الطيور في تبديد الحرارة الزائدة في تلك الحالة.
وأوضح الباحثون أن الطيور الأخرى ربما تستخدم إستيراتيجيات مماثلة للبقاء في حالة جيدة أثناء الرحلة، وأضاف باورز "الحيوانات الطائرة تولد كمية كبيرة من الحرارة ويجب أن يتم تبديدها لتجنب ارتفاع درجة الحرارة، وتزداد فكرة تبديد الحرارة في الطيور بسبب الريش الذي يغطي معظم سطح الجسم، ما يؤخر فقدان الحرارة، ويعتبر تبديد الحرارة في الطيور الطنانة حول العين من الأشياء المهمة، ويرجع انخفاض تبديد الحرارة حول العين إلى فقدان الحمل الحراري بشكل سريع في الرحلات ذات السرعات العالية، لكنه ربما يتأثر أيضا بتنظيم الدورة الدموية على سطح الجلد".
أرسل تعليقك