ملكات سوريَّة فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي نساء طروادة
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

يبتعد عن الشكل الدارج لأعمال فنيَّة تُصنع من وحي المأساة

"ملكات سوريَّة" فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي "نساء طروادة"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - "ملكات سوريَّة" فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي "نساء طروادة"

لقطة من الشريط
بيروت ـ العرب اليوم

تستعرض المخرجة السوريّة ياسمين فدا بعض مراحل تصوير وثائقي "ملكات سورية"، عبر شريط قصير من 3 دقائق نُشر على "فيميو"، وأنجز فريق العمل قرابة 80 ساعة تصوير، ويحتاج التمويل لاستكمال مراحل المونتاج، كما يخبر الشريط. وفي تلك الدقائق القليلة، يبدو واضحاً أنّ الفيلم لن يبتعد عن الشكل الدارج لأعمال فنية تُصنع من وحي المأساة السورية، وتكتفي تلك الأعمال بغالبيتها بانطباعات صنّاعها عن الحدث السوري، وإبراز الاصطفاف، أفلام قصيرة، مقاطع فيديو، لوحات فنية، أغان، كلّها أعمال تحمل ثغراتها معها، لكنّها تُقدَّم بلسان صانعيها، كأنّها مرجع متكامل عن شعب، ووثيقة لذاكرته أيضاً.
ويتناول الفيلم ورشة عمل مسرحي، شاركت فيها 40 لاجئة سوريّة إلى الأردن، وتظهر في الشريط الممثلة السورية ناندا محمد مشرفةً على تمارين الصوت والجسد للمسرحية المأخوذة عن "نساء طروادة"، أقدم نصوص الروائي المسرحي اليوناني يوربيديس480 ـ 406 ق.م. وتحكي المسرحية الأصلية معاناة النساء زمن الحرب. ولكن يتغير السلاح والحرب تبدو أبدية. من هذا المنطلق، وجد صناع الفيلم تشابهاً كبيراً بين مصير النساء في سورية، ومصير نساء طروادة، صور بصريّة متشابهة، مربكة، ويائسة. في العمل دعوة للجوء إلى الفنّ كمخرج من المأزق، لكنّ المأزق يتّسع، ونقع أيضاً على إملاءات تعبيرية لم تف بالغرض، وإسقاطات رمزيّة لا تخدم اسم الفيلم، تسرد النساء قصصهنّ من دون وسيط، تحتفين بما جرى معهنّ منذ اندلاع الأحداث في سورية، إلى أن أصبحن لاجئات خارج البلد على طريقة القصّ. تسرد إحداهنّ "تفاجأنا، الخبر إجانا إنه استشهد أخواتي الاثنان وأبي". تتعلمن ضمن تجارب الأداء إنقاذ مصاب، إحداهنّ تقرأ لأطفالها، وتريد أن يصل صوتها إلى كلّ العالم "إحساسي إنّه في عندي صرخة، وبدي أصرخها، خلي كل العالم يسمعها». وتسأل أخرى "يا ترى في نتيجة؟".
لا يخلو الفيلم الذي تشارك في صنعه عتاب عزام المقيمة في لندن، بعدما قضت ما يقارب الشهرين مع لاجئات سوريات في كل من لبنان والأردن، من طابع حميمي. وتظهر في رسالة تقرؤها إحدى المشاركات على خشبة المسرح "بنتي حبيبتي علا، مبروك الزواج، كنت حابة أفرح فيك وأعمل عرسك بصالة"، فترد الأخرى "لا البيت بيتنا، ولا المكان مكاننا ولا البلد بلدنا". حسرة فوق الحسرة. ألم مختوم بالتصفيق. جمهور افتراضي يتنبأ، وآخر يعاين المأساة. نسوة ينشدن الحلم، على طريقة الملكات. "انظري إليّ وستجدين مأساة تمشي على ساقين كنت أيتها الأم زوجة قائد عظيم". ينتهي الشريط بالتصفيق في مشهد أخير لمسرحية شخصياتها سوريّة، لكنهنّ لسن ملكات، بل وحيدات ينتظرن أدوارهن من جديد، للعودة إلى الخشبة.
ولا يتضمّن الشريط الترويجي للوثائقي، إلا تعبيراً عن الخسارة، في رسالة إلى عالم لا يدرك أنّ نجمات الشريط، المتشحات بالسواد، لا يشكّلن إلا عيّنة من نساء سورية. ويظهر الفيلم نموذجاً واحداً للسوريّات، لكنّه يقدّمه كرمز لكلّ امرأة سوريّة، كأنّ صانعيه ينظرون إلى تلك المرأة من بعيد، بعين أجنبيّة لا تعرفها عن حقّ. كما أنّه يقدّم وقائع مغلوطة، حين يصف النساء بـ"ملكات في منازلهنّ"، إذ إنّ معظمهنّ يعشن تحت نير اللجوء والحرب، ومعهما سطوة الرجل والمجتمع ومفاهيمه الذكوريّة. ورغم نجاح القيّمين على المشروع في اختيار إسقاط رمزي على واقع نساء سورية في نصّ يوربيديس، إلا أنّه يتضمّن مبالغات ترويجيّة عدّة، بنفس استشرافي، فسورية أوسع من نقاب أسود، وأكثر ألماً من هيكوبا.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكات سوريَّة فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي نساء طروادة ملكات سوريَّة فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي نساء طروادة



GMT 10:30 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

عائلة عارضة الأزياء ستيلا تينانت تكشف أنها انتحرت

GMT 09:21 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسس التعامل الصحيح مع الزوج العدواني

GMT 09:05 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

كبر معمرة على الأرض تعشق الشيكولاتة وتحتفل بعيدها الـ118
 فلسطين اليوم -

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday