كشفت الصحافيّة البريطانيّة شونا سيباري عن تجربتها مع جليسات الأطفال، على مدار 14 عامًا، بعدما قررت تتبع بعضهم، وسؤالهم للكشف عن الأفكار في شأن عائلتها، ومهارتها كأم.
وأشارت شونا إلى أنها "في أيلول/سبتمبر الماضي، تخلصت من آخر جليس أطفال لدينا وقد كان رقم 14، فقد اتجه من مطار بريستول إلى منزله في هنغاريا، بعد مهمة محددة في فصل الصيف، وكما أقول دائمًا (هذه آخر مرة أحصل فيها على جليسة)، ولكن بعد شهر أواثنين، تتراكم أكوام الغسيل، وينحدر المنزل في اتجاه الفوضى، وأبدأ في المقارنة بين تكلفة الخادمة والمربية البريطانية والأوروبية، مما يجعلني بعدها أرحب بالأوروبية سواء رجل أو إمرأة في منزلنا".
وأضافت "بكل بساطة ودون تفكير، وجود جليسة تنظف وتكوي وترعى الأطفال، كل ذلك مقابل مئة جنيه إسترليني في الأسبوع، يحررني من فكرة التخلص من وظيفتي".
وتابعت "سمّها السخرة إذا كنت ترغب في ذلك، ولكن الجليسة تحصل على دروس مجانية في اللغة الإنجليزية، إضافة إلى الغذاء والمسكن، وأنا أحصل على المساعدة بمبالغ زهيدة، المشكلة تأتي عندما تصادف الشخصيات على الطريق، لقد أحببت فقط جليستين من بين الـ14، ولكنني دائما أتساءل، كيف تفكر الجليسات بي، لذلك قررت تتبع بعضهم وسؤالهم، للكشف عن الأفكار في شأن عائلتنا، ومهارتي كوني أم".
وأوضحت بيترا فلاسكاكوفا (32 عامًا) من جمهورية التشيك، عملت لدى شونا بين عامي 2000 و2001، وهي الآن متزوجة ولديها طفلين، وحامل في الثالث، "كان عمري 18 عامًا، عندما اتصلت شونا عبر وكيل في لندن، وكانت الوظيفة الأولى لي، قالوا إنني سأحصل على 70 جنيهًا إسترلينيًا في الأسبوع، مقابل العمل 30 ساعة، والجلوس مع أطفال، المبلغ كان كثيرًا، ولكن لم يكن لدي أية فكرة عن ما سأفعله، وكانت شونا حامل في 8 أشهر، ولديها ولد يبلغ من العمر عامين، كان يذهب للحضانة 3 أيام في الأسبوع، وهذا ما لم أتوقعه".
وأشارت إلى أنّه "سرعان ما أصبحت الأمور واضحة، طلبت شونا مني الجلوس في المنزل، وبدأت تعطني قائمة طويلة من الأعمال المنزلية التي أرادتني استكمالها كل يوم، أتذكر ذلك الشعور، كنت خائفة جدًا، وقلت لها أنا مربية ولست خادمة، ردت موضحة لا أنت جليسة، ولكن حال لم تكوني مستعدة لمساعدتي بأيّة طريقة احتاج يمكنك العودة إلى بلادك حالاً، بعدها شعرت بوحدة، وأنا أعلم أنها بحاجة إلى المساعدة، ولكن لم أرد أن أعامل مثل العبيد".
وأكّدت "لم تخبرني شونا عن كلبها أوسكار (12 أسبوعًا)، لم يكن مدربًا للجلوس في البيت، ولأنّ شونا لا تستطيع الإنحناء، كانت وظيفتي التنظيف خلفه، كنت صغيرة جدًا لأخرج من بلدي، والآن لدي أطفال، وحتى الآن لا أصدق بعض الأشياء التي كانت تطلبها مني شونا، على سبيل المثال ذهبت هي وزوجها للتلزج لمدة أسبوع، وتركت معي طفلان أحدهما 3 أشهر، لقد شعرت بالرعب، الأمور كانت تسير بطريقة خاطئة، كيف أترك أولادي مع مراهقة 18 عامًا، هذا ما لا تفعله الأم الجيدة، يجب أن تكون شونا واحدة من أسوء الأمهات في بريطانيا".
وعلّقت شونا "كانت بترا فتاة حلوة، ولكن عديمة الخبرة، لم أكن مجنونة لأترك طفلي 3 أشهر، فقط كنت يائسة، وأرغب في قضاء عطلة".
وكشفت ليزا بيسش (32 عامًا) من هولندا، تعيش الآن مع صديقها وابنتها 9 أعوام، وطفل رضيع، "أتيت إلى شونا وكان عمري 21 عامًا، بعد الإعلان عن جليسات في موقغ جونتري، لم يكن لديّ أيّة خبرة في رعاية الأطفال، فقد كنت أعمل كراقصة في ملاهي أمستردام الليلية، ولكنني أردت الحصول على وظيفة في بريطانيا، ولأكون جليسة، كان أحد الخيارات، وفي ذلك الوقت كان لديها كونتي (عام واحد)، وآني (ثلاثة أعوام)، وفلو (خمسة أعوام)، اتفقنا على أن تدفع 100جنيه في الأسبوع مقابل العمل 40 ساعة".
وأضافت "كان هناك الكثير من أعمال النظافة والمنزل كان قديمًا وكبيرًا، ثلاثة طوابق وخمس غرف نوم، وبسرعة أدركت أن شونا تريد كل شيء كاملاً، ومن الممكن أن تغضب، لاسيما في الصباح، زوجها كان لطيفًا، ولكن هي كانت من تدير كل شيء، اعتقدت أنني أريد زوجها، والذي كان في منتصف العمر".
وبيّنت "لو عدت إلى الوراء سأقول لها لا داعي للقلق، لم أكن مهتمة بزوجك، لقد كانت غيورة، كما كان لديها معاير عالية بشأن تربية الأطفال".
وأوضحت شونا "كانت ليزا من أفضل الجليسات لدي، استطاعت إدارة المنزل بطريقة صارمة، ولكنني كنت غيورة بشكل لا يصدق، لأتركها هي وزوجي بمفردهما، وبعدما ذهبت إلى هولندا، وعدت نفسي بعدم توظيف أي شخص جذاب مثلها".
ومن جانبها، قالت فانسيا كورنير (32 عامًا) من فرنسا، 2006-2007، تعيش مع والديها وطفل عمره شهرين، "عملت عند شونا في عطلة فصل الصيف، كنت 24 عامًا، واتنهى بي الأمر للبقاء عامًا كاملاً، لم يكن سيئًا جدًا، ولكن عندما أنظر إلى الوراء هناك لحظات من الخوف كادت تؤثر على سلامتي العقلية، فقد رغبت شونا في توظيفي 10 ساعات يوميًا مقابل 150 جنيه أسبوعيًا، بدا الاتفاق جيد، ولكن الأطفال كانوا مدللين كثيرًا، يرمون بنوى التفاح على الأريكة، وكان عليَّ أن أنظفها، شعرت وكأنني خادمة، ولكن لم أجرأ على الفرار، كنت أرتب غرف النوم يوميًا، ولكن بلا جدوى، وتعبت من تذكير نفسي أنهم أطفال، وفي الحقيقة كانت غلطة شونا وزوجها".
وأضافت "كان هناك كلاب، كرهت تمشيتها، لاسيما في الشتاء والطين، كانت شونا تشتري النقانق لأوسكار، والذي كان يحدث فوضى في المطبخ، يجب أن أنظفها قبل استيقاظ شونا"، بينما تقول شونا "فانسيا كانت من الجليسات المفضلات، كانت مسترخية وغير مزاجية، ولكنني كنت صعبة، لقد جعلتني أشعر أنني أم جيدة".
وبدوره، بيّن فابان لوز، شاب فرنسي (27 عامًا)، الآن مهندس كهرباء ومتزوج، "كنت 23 عامًا، واحتجت لقضاء 3 أشهر في المملكة المتحدة، كجزء من شهادتي الجامعية، ووظيفة جليس أطفال كانت أسهل طريقة للقيام بذلك، شونا هي الوحيدة التي ردت على الإعلان، وحينها شعرت بالسعادة، رغم صعوبة الموقف بكوني صبيًا، وأحصل على وظيفة جليسة، ولكن سعادتي استمرت يومًا واحدًا فقط، ففي الساعة الأولى لي في المنزل، قام مونتي بتشغيل مسدس الماء، ورشه في وجهي، مرحبًا بكم في إنجلترا".
وأردف "في اليوم التالي، ردّ فلو على الهاتف، وأخبرني أن جدّته تتصل، وتريد التحدث إليّ، لم يكن لدي أي فكرة لماذا، فأنا لم أقابلها أبدًا، ولكنها ترجتني أن لا أرحل، فقد كنت الجليس رقم 10".
وأوضح "واحدة من مهامي كانت تظيف المنزل، ظننت أنني هناك لرعاية الأطفال، فالأمر كان مخيبًا للآمال بعض الشيء، أتذكر قول شونا لي، فابيو هذا ليس نظيفًا، إذا كنت لا تسطيع أن تفعل ذلك بطريقة صحيحة سأدفع لك أقل، وبالفعل كنت أكسب 70 جنيهًا في الأسبوع مقابل العمل يوميًا".
وقالت شونا "وظفت فابيو، لأنني أردت جليسًا شابًا مع الأطفال ليستطيع الخروج معهم، فهذا الشاب الفرنسي العصري استطعت وضع يدي على كتفه".
وأخيرًا، آرون كريستوف من المجر (23 عامًا)، 2014، يقول "قضيت الصيف مع شونا وعائلتها في ديفون، التقينا عبر موقع إيبور وورلد، عندما التقينا في البداية أشارت إلى أنها ستدفع 70 جنيهًا في الأسبوع مقابل 30 ساعة، ومع ذلك لم أشعر بأيّ حظ، فالمزرعة ضخمة، وجميع الأطفال لديهم غرف خاصة كبيرة، كانت غرفتي صغيرة جدًا بلا نوافذ أو ضوء طبيعي، شعرت شونا بالحرج عندما أعطتني الغرفة، ولكنها قالت على أي حال ستقضي معظم وقتك في الخارج".
واستطرد "كان كلامها صحيحًا، وأدركت أنها ليست بحاجة إلى جليسة لأطفالها المراهقين، بل بحاجة إلى خادمة، للمساعدة في الأعمال اليدوية والتخلص من الحظائر وجز العشب، ولكنني سرعان ما اكتشفت أنّ ذلك أفضل، ففي الأسبوع الأول سافرت شونا وزوجها إلى لندن للعمل، وتركوا المسؤولية لي، ثم قرر فلو إقامة حفلة ودعوة أكثر من 15 صديقًا، شاهدت المراهقين الإنجليز سكارى يكسرون الأثاث، ولكن عندما عادت شونا إلى المنزل ضحكت على ما حدث".
ورأت شونا أنَّ "أرون يفتقد للخبرة، وهو يحكم على الناس، آمل في يوم من الأيام عندما يكون لديه أطفال أن ينظر إلى الوراء، ويتذكر أن لا أحد مثاليّ".
أرسل تعليقك