غزة – محمد حبيب
اصعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من سياسة اعتقال النساء والفتيات الفلسطينيات بشكل كبير خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، مشيرا إلى أنَّه رصد 139 حالة اعتقال لنساء مقابل 43 حالة فقط خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بنسبة 200%.
وأكد الناطق الإعلامي لمركز "أسرى فلسطين" للدراسات، رياض الأشقر، أنَّ الاحتلال ضاعف من هجمته ضد النساء الفلسطينيات المرابطات في المسجد الأقصى المبارك، مشيرا إلى أن "أكثر من ثلثي حالات الاعتقال خلال العام الجاري هي للنساء المتواجدات في ساحات وعلى أبواب المسجد الأقصى اللاتي يتصدين لعمليات الاقتحام التي تمارسها عصابات المستوطنين تحت حماية الجيش والشرطة الإسرائيلية بشكل مستمر، وغالبيتهن تم التحقيق معهن في مركز القشلة في القدس، وأصدر الاحتلال قرارًا بإبعادهن عن المسجد الأقصى لأكثر من 3 أسابيع وفرض عليهن غرامات مالية باهظة".
وأضاف الأشقر أنَّ "الاحتلال الإسرائيلي صعد منذ بداية العام الجاري من استهداف زوجات وشقيقات وأمهات الأسرى في الضفة المحتلة والقدس المحتلتين بالاعتقالات خلال الزيارة، حيث رصد 14 حالة اعتقال لسيدات وفتيات من أقارب الأسرى بالدرجة الأولى بحجج مختلفة أبرزها تهريب شرائح اتصال الى أبنائهم داخل السجون عبر الزيارة، بينما أطلق سراح بعضهم بعد التحقيق، ولا يزال عدد منهم خلف القضبان، ينتظر المحاكمة بعد إعداد لائحة اتهام بحقه، ومنهم عدد من كبار السن ويعانون من الأمراض المختلفة".
وأشار إلى أن "الاحتلال أطلق سراح غالبية المعتقلات منذ بداية العام، بعد أيام أو أسابيع وبعضهن امضين عدة أشهر، بينما لا تزال منهن 10 أسيرات رهن الاعتقال، وهن: فداء محمد دعمس من بلدة بيت أمر قضاء الخليل، والنائبة خالدة جرار من رام الله، وجهاد الشراونة من الخليل، وعالية العباسي من القدس، وتمضي 26 شهرا في السجون، ومنى السائح لا تزال موقوفة، والطبيبة صابرين ابوشرار ولا تزال موقوفة، وسمية غنيمات وهي نجلة الأسير إبراهيم غنيمات المحكوم بالمؤبد، وسهام البطاط وهي والدة الأسير هيثم البطاط من الخليل، وفاطمة عامر من قلقيلية واتهمها الاحتلال بمحاولة تهريب سلام، والفتاة ميسون عيسى من بيت لحم ونفذت عملية طعن لمجنده قبل اعتقالها".
وتطرق الأشقر إلى معاناة الأسيرات التي تضاعفت خلال الشهور الماضية نتيجة استهداف الاحتلال لهن بشكل متعمد، وخاصة تكرار عمليات التفتيش التي ينفذها سجانون رجال دون استئذان، وعمليات النقل المذلة بالبوسطة، وما يرافقها من معاملة سيئة من قبل وحدة "نحشون" ومن الظروف القاسية خلال النقل.
ونوَّه بأنَّ الاحتلال يتعمد زيادة مرات عرضهن على المحاكم في فترات متقاربة وتأجيل محاكمهن بشكل غير مبرر لعشرات المرات لفرض مزيد من التنكيل والنقل التعسفي لهن، حيث يتم إخراجهن من السجن إلى "البوسطة" الساعة الرابعة فجرا، ويتم تقييدهن فترة السفر بالسلاسل الحديدية بالأيدي والأرجل، مع تشديد القيود على أيدي الأسيرات ما يتسبب في جروح لهن في بعض الحالات، إضافة إلى الإجراءات الاستفزازية التي تتعمد وحدات الناحشون المرافقة القيام بها كإشعال موسيقى صاخبة.
وناشد مركز "أسرى فلسطين" المؤسسات الإنسانية، والمنظمات التي تنادى بحقوق الإنسان، والمؤسسات التي تعنى بقضايا المرآة، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، كما دعا المركز وسائل الإعلام "إلى تسليط الضوء أكثر على معاناة الأسيرات الفلسطينيات, وبخاصة الأمهات والمريضات منهن وفضح الانتهاكات التي يتعرضن لها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
أرسل تعليقك