لندن - ماريا طبراني
كان هناك الكثير من الأوقات التي زل فيها لسان دونالد ترامب مقترحا أن هيلاري كلينتون لن تستطيع تلبية أمور الأمة وإرضاءها؛ إذ كانت لم تستطع إرضاء زوجها - في إشارة إلى علاقة بيل كلينتون مع مونيكا لوينكسي - ثم كان هناك مرة أخرى لمح فيها إلى أن هايدي كلوم لم تعد الرقم 10، وبطبيعة الحال فهناك العديد من المرات التي فيها، وأشار إلى ابنته الأكبر سنا إيفانكا بتلميحات جنسية، فعندما سئل عن الشيء الذي يجمعه من قواسم مشتركة بابنته قال "حسنا كنت سأقول الجنس، فلديها جسد مثالي، فان لم تكن إيفانكا ابنتي فكنت لأواعدها".
وهذه الكلمات إذا سمعت مرة واحدة من الصعب نسياتها، ومن العدل القول إن المرشح الجمهوري للرئاسة كان يعرف بتحيزه ضد النساء في الوقت الذي تخطى فيه المجتمع فكرة أن حياة المرأة وجسمها من ممتلكات والدها أو زوجها، ويبدو أن ترامب فهم ذلك وأصبح يهتم بالنساء أكثر مما اعتقد الكثير من المتابعين. وعدل ترامب فريقه هذا الأسبوع وأقال مدير الحملة كوري يفاندوفسكي بشكل غير رسمي، ويقال إن السبب صراع على السلطة مع الابنة الكبرى لرئيسة إيفانكا، وهذا ما يوضح أن حملة ترامب تتحكم بها النساء، وهن مجموعة من النساء اللاتي يردن له أن يصبح زعيم العالم الحر لأسباب لا يعرفها غيرهن.
وتعد إيفانكا ترامب الابنة الكبرى لدونالد ويقول عنها الكثيرون إنها ابنته المفضلة وتظهر معه في كل الصور والخطابات في حملته، وتقول عنها شبكة "سي إن إن" إنها اليد اليمنى لوالدها، وقيل أيضا إنها هددت بالانسحاب من الحملة إذا لم يطرد السيد ليفاندوفسكي.
وتشير المعلومات إلى أن إيفانكا ابنة ترامب من زوجته السابقة إيفانا كانت تسعى للإطاحة بيفاندوفسكي منذ أشهر عدة، لا سيما في أعقاب الحادث الذي اعتدى فيه على مراسلة صحافية، ورغم ذلك قال مدير الحملة الانتخابية السابق الاثنين الماضي إنه لا يعرف لما أقيل، ويحظى بعلاقة جيدة مع أبناء ترامب. ووصفت إيفانكا آخرا والدها بأنه رجل ارتقى بالخطاب الرئاسي، وألقت خطابا في قمة فوربس للنساء في نيويورك، ووجهت فيها الثناء لوالدها الذي عملت معه على مدى 10 سنوات حتى دخل عالم السياسية العام الماضي، وقالت "أميركا أصبحت تعرف اليوم من هو دونالد ترامب".
ولاحظ الكثير من المراقبين أنها تعد القوة الدافعة وراء قرارات حملته الكبرى، لكن في الوقت ذاته لن ينسى الناس في أميركا أن الاثنين جمعتهما في السابق صور غريبة لاب وابنته.
وسيتفاجأ الجمهور أن العقل المدبر وراء سيل تصريحات ترامب المتحيزة ضد النساء التي تناثرت في حملته كانت في الحقيقة امرأة وهي هوب هيكس البالغة من العمر 27 عاما، ولم يكن لديها أي خبرة في مجال السياسية قبل أن تنضم إلى الحملة، وكانت تعمل في السابق عارضة أزياء لرالف لورين، وتنحدر من عالم العلاقات العامة في نيويورك بدلا من عالم السياسة في العاصمة. وأحضرت إلى العائلة كي تساعد إيفانكا في توسيع خط الأزياء الخاص بها، حتى لاحظ ترامب شغفها وقرر أن يوظفها في عام 2014، وهي مسؤولة اليوم عن كل ما يتعلق بالإعلام في الحملة، ولديها قائمة سوداء لكل من يحاول انتقاد المرشح، ويبدو أن ترامب سعيد بعملها ففي إحدى المقابلات مع مجلة "جي كيو" قال إن لديها موهبة في الرد على مكالمات كثيرة في وقت واحد.
وتعد ميلانيا ترامب أيضا واحدة من النساء المؤثرات في الحملة، وهي الزوجة الثالثة للملياردير ولديها منه طفل اسمه بارون، ويشير إليها بأنه جاكي القرن الـ21، وكانت تعمل عارضة أزياء سابقة، وولدت في سلوفينيا وتتحدث 4 لغات هي السلوفينية والفرنسية والألمانية والإنكليزية. وأجابت عندما كان زوجها يفكر في خوض الانتخابات الرئاسية في عام 1999 عندما سئلت عن أي نوع من السيدات الأوائل ستكون؟ "سأكون تقليدية جدا مثل بيتي فورد أو جاكي كيندي". ووصفتها "سي إن إن" بأنها سلاح ترامب السري، وأنها لن تهتم بالسياسة كثيرا لكنها عازمة على إتقان شخصية السيدة الأولى للخمسينات.
واستطاعت سارة بالين أن تلعب دورا في إمساك العصا داخل الحزب الجمهوري لصالح ترامب، وفي عام 2008 كانت المرشحة الثانية بعد جون ماكين لمنصف نائب الرئيس، ويتوقع أن يكون اسمها من ضمن القائمة نفسها مرة أخرى هذا العام. وأيدت بالين ترامب في كانون الثاني/يناير الماضي في خطاب مشوش بشكل كبير قالت فيه "السلطة عن طريق القوة، حسنا فنحن نتحدث عن وجودنا؛ لذلك لا، فلن نتوقف فقد حان الوقت للحفر هيا لنحفر".
وأتى الوجه الجديد لحملة ترامب كاترينا بيرسون لتكون شخصية الاستقطاب في سياسة تكساس، وكانت تعمل مرة لصالح منافسه السابق تيد كروز، وكانت في السابق سيناتور ديمقراطي صوتت لأوباما في عام 2008 لكنها قررت التحول في انتمائها للحزب "تي" بعد أن عملت أن الرئيس لم يرتد دبوس العلم الأميركي على طية صدر سترته، ثم أصبحت الناطق الرسمي باسم حزب "تي".
ويعتقد أن السيناتور الجمهوري عن ولاية آيوا جوني إرنست ستكون رهانا آمنا كنائبة للرئيس وتساعد ترامب على تخفيف صورته بين الناخبات، فهي عقيد متقاعد ومن النساء المخضرمات العاملات في مجلس الشيوخ، ولديها خبرات أمنية ووطنية كثيرة، لكنها رفضت أنها من المرشحين لكي تكون نائبة الرئيس، وصرحت الأسبوع الماضي "إذا كنت من المرشحين فأعتقد أنهم يجب أن يتصلوا بي، لكن لم يتواصل معي أحد حتى الآن".
أرسل تعليقك