دمشق - نور خوام
لم تستطع سنوات الحرب الطويلة التي مرت بها سورية وكل ما رافقها من آلام وأحزان أن تطفئ حب الحياة في قلوب نساء دمشق بل إن واقع الحال يدل على أن الحرب جعلتهن أقوى وربما أجمل, فلا يمكن للمتجول في شوارع دمشق إلا أن يلتفت الى الاهتمام الكبير الذي توليه نساء تلك المدينة للأناقة والجمال والطلة الجذابة, ورغم موجة الغلاء الشديد إلَّا أن عمليات التجميل وخاصة تجميل الانف انتشرت في اوساط الفتيات بشكل كبير جدا حتى أصبح منظر الفتاة ذات الجبيرة على الأنف مألوفا جدا في شوارع العاصمة .
وأوضح اختصاصي اذن انف حنجرة الدكتور نوار حسن إلى "فلسطين اليوم" أن عمليات تجميل الأنف انتشرت كبير في الآونة الاخيرة وخاصة في أوساط الفتيات بين عمر 16 و35, وأكد على أن عيادته تراجع كل يوم اكثر من 10 حالات بعرض اجراء تعديلات على شكل انوفهن للوصول إلى شكل الأنف المثالي, وبين أن عملية تجميل الانف تحدث بالفعل تغييرات كبيرة على شكل الوجه وخاصة الفم وحتى العيون لافتا الى تداخل احيانا الغرض الوظيفي والتجميلي .
وكشف أن العملية لا تنطوي على مضاعفات خطيرة وهي بالمجمل ليست مؤلمة وانما الانزعاج يكون بسب حشوة الانف والصفائح والجبيرة والتي تزال تدريجيًا بعد اسبوعين مبينًا أن شكل الانف يتغير كثيرًا والنتيجة الاخيرة النهائية تكون بعد سنتين من اجراء العملية .
وأكَّدت ميساء على أنها وبعد تردد طويل قررت أخيرًا اجراء العملية وهي تتنظر النتيجة الان بفارغ الصبر بسبب الازعاج الذي كان يسبه لها منظر أنفها, فيما بدت ميرفت راضية تمامًا عن شكل وجهها بعد شهرين من اجراء العملية مبينة أنها لم تندم أبدًا على اجرائها وتشجع الفتيات للقيام بعملية للتجميل ان كانت ضرورية, وردًا على سؤال حول انتشار هاجس التجميل بين الفتيات رغم الحرب أكدت ميرفت على أن الحياة رغم كل شيء مستمرة في سورية وان الجمال ضروري جدا في حياة البنت مبينة استعدادها تحمل الالم والنفقات للوصول إلى الشكل المثالي "كلو فدا الجمال ".
وكشفت الاخصائية النفسية روز شعبان أن انتشار عمليات التجميل هو ردة فعل طبيعية للفتيات لما يشاهدنه من اشكال مثالية في التلفاز للممثلات والمطربات, وبينت أن هذا الاتجاه يعد مقبولا إذا لم يتحول الى هوس وادى الى الحاق الضرر بالفتاة وتبشيعها بدلا من تجميلها وهذه الحالات موجودة طبعا, وأوضحت أن وجود هذه الاتجاه الكبير من الفتيات الى عالم التجميل رغم الحرب هو دليل تعافي كبير وحب الحياة والرغبة في التجديد والوصول الى الكمال .
أرسل تعليقك