رام الله - فلسطين اليوم
أكّد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يغبن عن المشهد القانوني الذي أقر العديد من النصوص لتكريم المرأة وحمايتها، وصون حقوقها وإنصافها من الظلم والاضطهاد، حيث يتعرّضن لإجراءات قمعية متعددة، ويحرمن من حقوقهن الإنسانية كافة.
وأكّد الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر في تقرير بمناسبة "يوم المرأة العالمي" الذي يصادف الثامن من مارس / آذار من كل عام، بأن المجتمع الدولي يصم أذانه ويغمض عيونه ويجري ضد نساء فلسطين، وبخاصة الأسيرات اللواتي يعانين من ظروف صعبة وقاسية في سجن الدامون، مما يدلل بأن شعارات حقوق المرأة التي يتغنى بها هي مجرد أكاذيب، و لا تطبق على الجميع.
وأوضح الأشقر أن ما يقارب من (15500) حالة اعتقال نفذها الاحتلال للنساء والفتيات الفلسطينيات منذ عام 1967، وحتى اليوم، ولا يزال يعتقل في سجونه (48) أسيرة فلسطينية بينهن أمهات ومسنات ومريضات، يتعرّضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من حقوقهن، و يعانين من ظروف صعبة وقاسية، ويشتكين من عدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال.
اقرا ايضا مواصفات المرأة المثالية في أعين الزوج أو الشريك
وأضاف الأشقر أن الأسيرات في سجون الاحتلال يفتقدن الى الخصوصية نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة وضعتها إدارة السجن في ممرات السجن وساحة الفورة، كذلك وضع الحمامات خارج الغرف ويسمح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج إلى الفورة .
وتعاني الأسيرات من التنقل بسيارة البوسطة , حيث يتعمد الاحتلال إذلالهن بعمليات التنقل وذلك عبر عرضهن على المحاكم في فترات متقاربة ومتكررة لفرض مزيد من التنكيل التعسفي لهن، حيث يتم إخراج الأسيرات من السجن الساعة الرابعة فجرًا، وتعود مساء من اليوم نفسه ، الأمر الذي يسبب لها التعب الجسدي والنفسي والإرهاق، وطوال فترة السفر يتم تقييدهن بالسلاسل الحديدية بالأيدي والأرجل , بالإضافة إلى افتقارهن إلى الملابس والأغطية الشتوية والطعام الكافي والصحي، ويتعرّضن لسياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية بين الأسيرات او الجريحات اللواتي أصبن بالرصاص حين الاعتقال، و تشتكى الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية بينهن.
وأكّد الأشقر أن الأسيرات يفتقدن لكل مقومات الحياة، وفرض الاحتلال على بعضهن أحكام مبالغ فيها بحجج واهية، وكل ذلك يحدث دون ضجيج، ودون تدخل من تلك المؤسسات التي تتغنى وتحتفي بحقوق المرأة، في يوم المرأة العالمي، لترسخ مبدأ الانحياز للاحتلال الذي يدوس على كل مبادئ حقوق المرأة و الإنسان تحت سمع وبصر كل تلك المؤسسات وناشد "أسرى فلسطين" المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية المختلفة، وبخاصة المدافعين عن حقوق المرأة، التوقف أمام مسؤولياتها، وأن تتعامل بحيادية تجاه قضايا المرأة الفلسطينية، وأن تستمع لصرخات الأسيرات الفلسطينيات، وتتدخل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة.
وطالب في الوقت ذاته وسائل الإعلام بتسليط الضوء بشكل أكبر على معاناة الأسيرات وفضح الانتهاكات التي يتعرّضن لها في سجون الاحتلال، واستهتاره بحياتهن، وحرمانهن من كل الحقوق التي نصت علها المواثيق الانسانية، وبخاصة المريضات وفى مقدمتهن الأسيرة المقدسية "إسراء الجعابيص" التي تعتبر من أصعب الحالات بين الأسيرات والتي تحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة بعد إصابتها بحروق شديدة في منطقة الوجه واليدين حين الاعتقال وبترت 8 من أصابعها، ويماطل الاحتلال في إجراء العمليات اللازمة لها.
قد يهمك ايضا المواصفات المرأة المثالية في عيون الرجل
"المرأة العاملة للتنمية" تواصل حراكها لمناهضة العنف
أرسل تعليقك