جرائم زنى المحارم مرض ينخر في عظام المجتمع التونسي
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

قصص غير متوقعة يهتز لها ضمير الإنسانية

جرائم زنى المحارم مرض ينخر في عظام المجتمع التونسي

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - جرائم زنى المحارم مرض ينخر في عظام المجتمع التونسي

جرائم زنى المحارم
تونس - حياة الغانمي

أظهرت تحقيقات أمنية أن الفتاة ذات الـ 13 عامًا، الحامل في شهرها الثامن، واقعها شقيقها، في قضية شغلت الرأي العام التونسي، وصدمت كل من سمع بها، كما حدث في واقعة الطفلة ذات الـ15 عامًا والتي ثبت أن عمها البالغ من العمر 60 عامًا هو من واقعها مرات عدة وهددها بالقتل، إن هي تجرأت على إخبار احد

وكذلك اثارت قضية الشاب الذي ظهر في إحدى وسائل الإعلام، والذي كان يبحث عن أمه، وتبين أنه ثمرة زنى بين خال وابنة شقيقته الرأي العام، وأيضًا الأب الذي اعتدى ابنه، وحين اكتشفت زوجته الأمر واشتكت أمره إلى الشرطة، اتهمها بأنها تخونه مع عشيق لها وكان مآل القضية عدم سماع الدعوى، أما أبشع قضايا زنى المحارم، ما حدث حينما تقدمت أم طالبة تتبع ابنها من اجل ما اقترفه في حقها، حيث اقتحم حجرة نومها مباشرة اثر خروجها من الحمام، مبدًيا إعجابه بجسدها، فاستنكرت صنيعه وأطلقت نداء استغاثة فانهال عليها ضربا، وقد احتج أنه شديد الاعجاب بجسدها خاصة بعد أن علم أنه لا حرمات بينهما لأنها ليست والدته الحقيقية، وأضاف أنه كان بحالة سكر مطبق أثناء الاعتداء عليها.

وفي قصة اخرى فان أمًا استعملت طرقًا شتى لاستدراج ابنها لمعاشرتها معاشرة الأزواج، وانها أوقعته في حبالها ردحًا من الزمن وانتهت القصة بكارثة حيث انتحر الأبن بسبب عقدة الذنب، فيما أصيبت والدته بانهيار عصبي، بعد أن حمّلت زوجها مسؤولية ما حدث لبعده عنها حيث طلقها وهي لم تتجاوز سنّ 15عامًا وتركها تكابد المشاق إلى أن وقعت في خطيئة كلّفتها حياة ابنها.

ويعتبر موضوع "زنى المحارم" وما تخلّفه وقائع من هذا النوع من استنكار واستياء واستغفار في أوساط العائلات العائلات، موضوعًا مسكوتًا عنه باعتباره  جريمة دينية وأخلاقية واجتماعية بكل المقاييس، لأنها من الجرائم التي غالبًا ما تظل محبوسة في الصدور، مخفية في العقول، ممنوعة من الخروج إلى العلن، خشية من الفضيحة، أو مراعاة لبقايا دم، رغم كثرة ضحاياها .

ومن جانبه، استنكر المندوب العام لحماية الطفولة، مهيار حمادي، طريقة تناول الجرائم التي تتعلق بالأطفال وعلى رأسها الاستغلال الجنسي بما فيه زنا المحارم، حيث قال لـ"العرب اليوم" إن هناك العديد من الإخلالات والتجاوزات في التعاطي مع جرائم الأطفال وأضاف "ذكر المعطيات الخاصة يمس بحقوق الطفل وبمقومات الإنسانية وهو يتنافى مع المواثيق الدولية ومع الدستور وحماية المعطيات الشخصية ومجلة حماية حقوق الطفل"، متابعًا :" الطفل يكون في مرحلة أولى ضحية للاستغلال الجنسي ثم ضحية للتغطية الإعلامية التي تجعله موسومًا اجتماعًيا وغير قادر على الاندماج في المجتمع"، كما أكّد أنّ ظاهرة زنا المحارم في ارتفاع، مشيرا إلى أنّ شريحة الأطفال هي من الفئات الهشة الأكثر استهدافًا، كما لفت إلى أن ما خفي عن ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال داخل المحيط العائلي أعظم، نظراً لتستر بعض العائلات عن هذه الجرائم، مبينًا أن مندوبي حماية الطفولة يعملون على هذه الظاهرة.

ومثلت نسبة حالات التحرش الجنسي بالأطفال 50.5 % من مجموع إشعارات الاستغلال الجنسي للطفل خلال عام 2016 (297 إشعارًا) تلتها حالات ممارسة الجنس مع الطفل من خلال 209 إشعار أي بنسبة 35.5 %، وفق ما جاء في التقرير الإحصائي السنوي لنشاط مندوبي حماية الطفولة لعام 2016، كما فاقت حالات التحرش الجنسي في بعض الولايات التونسية 80 % من مجموع إشعارات الاستغلال الجنسي للأطفال على غرار ما شهدته ولاية جندوبة (83.3 %) وولاية قفصة (83.3 %) وولاية توزر(81.8 %).
ومثلت حالات ممارسة الجنس مع الطفل 73.3 % من مجموع إشعارات الاستغلال الجنسي للطفل التي تلقاها مندوب حماية الطفولة ببن عروس عام 2016، في حين سجلت ولاية تونس تلقي إشعارات تخص زنا المحارم والتي مثلت 13.8 من مجموع حالات الاستغلال الجنسي للطفل.

ويؤكّد المختصون في علم النفس أن الأضرار المنجرّة عن زنى المحارم تختلف باختلاف الأعمار وبحسب العلاقة بالجاني، وأيضا السن، فتأثر البنات الناضجات والنساء بالجريمة يكون أقل من تأثر البنات الصغار لأن الزنى في هذه المرحلة العمرية ينتهك براءة البنت الصغيرة، حيث يرافقها الشك طوال حياتها في كل من تتعامل معه وإذا لم تحصل على العلاج المناسب فإن هناك احتمالًا قويًا بأن تصبح باغية أو تهرب من الأسرة إلى الضياع وإذا تزوجت وأصبحت أمًا، فإنها عادة ما تكون غير قادرة على إرضاع طفلها أو منحه ما يحتاج من حنان وحب.

وتختلف الآثار الناتجة عن زنى المحارم بحسب العلاقة بين الجاني والضحية وذلك من جانب عمق هذه الآثار والمدى الذي تستغرقه، فآثار زنى المحارم الذي يكون طرفاه الأب والابنة تتعدى الآثار المترتبة عنه من شعور بالوحدة والإحساس بالذنب والعار والحزن والضياع إلى قابلية المرض وخصوصًا القلق الجنسي، فقد تظهر نتائج هذا القلق الجنسي عند زواج البنت فتجد نفسها غير قادرة على الاستمتاع بالجماع وأحيانا النفور منه، أضف إلى ذلك النوم المضطرب والكوابيس والعواطف الفاسدة والعزلة الاجتماعية وتوارد فكرة الانتحار وتعاطي المواد المخدرة بغرض الانعزا، هذا ما يفسر ويؤكد أن زنى المحارم يؤدى غالبًا إلى نتائج مدمرة للشخص والمجتمع على حد سواء.

ويعزى زنى المحارم حسب دراسات نفسية إلى غياب الأنا الأعلى، فالحياة النفسية هي على شاكلة جهاز نفسي يتألف من "اللهو - الأنا - الأنا الأعلى، فالهو يمثل مركز الغرائز والدوافع والميولات والرغبات والشهوات، أما الأنا الأعلى فيمثل سلطة المجتمع والثقافة وهو يحدد الخير والشر ويفرّق بين ما هو مقبول وماهو غير مقبول وما هو معترف به في التقاليد والأعراف وما هو غير معترف به، أما الأنا فيمثل شخصية الفرد أو الذات وهو يحاول أن يوفق بين رغبات اللهو ومطالب الأنا الأعلى والشخص غير السوي هو الذي يتغلب فيه اللهو على الأنا الأعلى، فمرتكب جريمة زنى المحارم انسان ذو شخصية مضطربة وغير سوية متأثرة في أغلب الأحيان بأحداث الطفولة الأولى، حيث أن هؤلاء الأشخاص عادة ما يكونون قد تعرضوا للاعتداء أو التحرش الجنسي الذي قد يكون في المدرسة أو الأسرة بمعنى كل أماكن الخطر، إضافة إلى الحرمان العاطفي في هذه المرحلة الحساسة والتي تدخل في تكوين شخصية الفرد

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرائم زنى المحارم مرض ينخر في عظام المجتمع التونسي جرائم زنى المحارم مرض ينخر في عظام المجتمع التونسي



GMT 10:30 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

عائلة عارضة الأزياء ستيلا تينانت تكشف أنها انتحرت

GMT 09:21 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسس التعامل الصحيح مع الزوج العدواني

GMT 09:05 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

كبر معمرة على الأرض تعشق الشيكولاتة وتحتفل بعيدها الـ118

GMT 13:48 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

لا تقدمي على الزواج بسبب ضغوط المحيطين من الأقارب والأصدقاء
 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:34 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تحصد 13 ميدالية في بطولة "مستر أولمبيا" لكمال الأجسام

GMT 01:35 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

اللون "البرغندي" يمنح المرأة الإطلالة الأنيقة في الشتاء

GMT 14:32 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سمير صبري يبدأ تصوير فيلم " محمد حسين" خلال أيام

GMT 13:03 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

ملك الأردن يتقبل أوراق إعتماد السفير الإسرائيلي

GMT 21:00 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إمنع المواقع من التجسس عليك بعد زيارتك لها

GMT 08:08 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس البرتغال يطالب البرلمان بتحديد مصير الحكومة

GMT 07:01 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

صابون حليب الأم لعلاج البشرة

GMT 17:02 2015 الثلاثاء ,20 كانون الثاني / يناير

وفاة الفنانة الجزائرية فتيحة بربار ودفنها في مقبرة بئر توتة

GMT 14:47 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

نصائح وتوجيهات مميزة في "إتيكيت" استقبال الضيوف

GMT 16:42 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

محمد محمود عبد العزيز يكتب قصيدة رثاء لوالده
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday