تظاهرات السودان تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع المحافظ
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

كشفت سياسية تقيم في لندن عن الاسم الآخر للبلاد

تظاهرات السودان تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع المحافظ

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - تظاهرات السودان تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع المحافظ

المظاهرات الحالية في السودان
الخرطوم - فلسطين اليوم

سلطت موجة المظاهرات الحالية في السودان، التي أطاحت بالرئيس عمر البشير ومن بعده رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عوض بن عوف، وقيادات عسكرية بارزة أخرى الضوء على عدة جوانب قد تكون غير معروفة للكثيرين من بينها الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في ذلك المجتمع المحافظ.

الناشطة السودانية سماح بشرى خريجة قسم العلوم السياسية من جامعة الخرطوم، وقسم التنمية الدولية بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن (سواس)، تقيم في العاصمة البريطانية وهي أيضا أمينة شؤون الأسرة بالجالية السودانية في لندن، كتبت لبي بي سي موضحة مكانة ودور المرأة السودانية، استغربت لاستغراب كثير من المتابعين (من خارج السودان) لأحداث الثورة الحالية، واندهشت لاندهاشهم من أن تكون المرأة السودانية أيقونة من أيقونات الثورة.

أقرأ أيضًا :

 "العفو" تطالب السلطات السودانية بالتحقيق مع مدير المخابرات السابق

هل يعلم الأخوة "المندهشون" أن لدينا اسم آخر للسودان هو عازة، الذي يعني جالبة العزة وهو اسم شائع في بلادي، وأننا حين نتغنى بحب الوطن نقول: "عازة في هواك نحن الجبال.. وللبيخوض صفاك عازة نحن النبال" وهي من الأغنيات الوطنية الخالدة التي يحفظها كل السودانيين عن ظهر قلب.

واسم (عازة) السوداني شائع في السودان ودرج كثير من السودانيين على تسمية البنت الكبرى (عازة)، وهل يعلمون أنه في قريتي الصغيرة ريفي الخرطوم بحري، يُعرف الشخص بأمه فنقول "فلان ولد فلانة" و "فلانة بنت فلانة"، فعلى مر تاريخ أرض السودان لم تبرح المرأة السودانية مكانها الفاعل الريادي في الحياة الخاصة والعامة، الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية وبالطبع السياسية. فمنذ التاريخ القديم عرف السودان (الكنداكات) و(الميارم) وهي الألقاب التي يسمعها العالم اليوم إبان الثورة السودانية.

كلمة "كنداكة" في الثقافة السودانية تعني "الملكة العظيمة". أعاد بعض المؤرخين أصل الكلمة إلى "كانديس" في الرومانية، بينما البعض الآخر أرجعها إلى كلمة "كدي كي" في لغة مملكة مروي السودانية والتي تعاقبت على حكمها إحدى عشرة كنداكة في السودان الشمالي القديم.

أما كلمة "ميرم" فهي تعني "الأميرة" وكان لقباً يُطلق على ابنة السلطان، زوجته، وأخته، ولـ "الميارم" سجل لا يُغفل في المشاركة السياسية إبان ممالك دارفور بما في ذلك إدارة الحكم وتنفيذ الاعتصامات، ووفي الحقبة الحديثة خلد التاريخ "مندي بت عجبنا" بطلة السودان من جبال النوبة التي ربطت صغيرها على ظهرها وحملت بندقيتها تقود تعزيزات عسكرية لمواجهة الاستعمار عام 1917.

"أكاد لا أصدق"
الآن، وفي ساحة اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، تقف الميارم والكنداكات على خط المواجهة الأمامي يداً بيد مع إخوانهن الأبطال في وجه الظلم والفساد. يخاطبن الجماهير، يصددن هجوم المليشيات، يعددن الطعام، يطببن الجرحى والمرضى، يجمعن التبرعات، ويخططن لاستمرار المقاومة حتى النصر. هذه المقاومة التي اشتدت على مراحل عدة في مظاهرات يناير/كانون الثاني 2011، وبعدها سبتمبر/أيلول 2013، حتى تُوجت بانتفاضة ديسمبر/كانون الأول 2018.

أطالع هذه الملحمة وحالي كما تغنت الست أم كلثوم "في قلبي لوعةُ" ولا أشك أنها لوعة شجن وغبطة، ذلك أني أرى عهداً جديداً آتٍ ينتصر فيه نضال المرأة السودانية من أجل استعادة مكانها التاريخي ومن أجل حقها الذي هو حق أي إنسان في الحرية والكرامة والمساواة. ولا أخص هنا المجال السياسي وحده، فالحال السياسي لا ينفصل - في رأيي - عن الحال الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي.

في ساحة الاعتصام هذه تتوج المرأة السودانية وقفتها الطويلة أمام محاولات الاستضعاف والاقصاء التي تقاومها منذ فترة طويلة سواء في عهد حكومة عمر البشير أم كمفاهيم مجتمعية في الريف والحضر، ومشت (عازة) درباً طويلاً صامدةً من أجل التغيير الاجتماعي والسياسي في السودان الحديث؛ فدخلت الجمعية التأسيسية وترأست الدوائر البرلمانية والوزارات. أسست السودانيات الجمعيات الطوعية وقادت القوافل التوعوية من قلب السودان إلى أقاصيه، تهاتفني أختي الصغرى من ساحة الاعتصام تخبرني أنها أتت للمبيت هناك. تفتخر والدتي أن أختي وأخي في ميدان المقاومة وتخبرني بفرح أنهما محاصران مع رفاقهما في الشارع من قبل عناصر النظام. ترسل لي مقاطع فيديو لنساء يتحدثن عن حتمية الثورة.

أكاد لا أصدق وأنا أرى وأستمع فهذا ما كان الحال قبل سنوات. انخرطت في العمل السياسي في السودان حينما كنت تلميذة في المرحلة الثانوية وأحببت العودة إلى فناء المدرسة ليلاّ لوضع الملصقات الداعية إلى الحرية. في حرم جامعة الخرطوم، كان لي شرف خوض معارك كبيرة سياسية وأخلاقية إلى جانب الرفاق زملاء وزميلات الدراسة. لكنني كُنت أحرم من دخول البيت إذا تم اعتقالي وأفرج عني ليلاً بحجة أن الفتاة المحترمة لا ترجع بيتها في "أنصاص الليالي".

وتمت الاستعانة بعناصر رجالية في الأسرة من أجل الترغيب والترهيب على حد سواء لإقناعي أن السياسة عيب على النساء. لم تكن والدتي هي الوحيدة فقد سمعت الكثير من الكلام المسيء والمحبط وأنا أسير مع رفيقاتي في التظاهرات، وإبان الكر والفر أثناء المواجهة مع قوات النظام القمعية. كان هذا حال السواد الأعظم من الفتيات السودانيات في فترة من تاريخ السودان هي الأشد ظلاماً، واليوم تسطر المرأة السودانية تاريخاً جديداً، يفيق الجميع رجالاً ونساءً. كلي أمل في التغيير القادم وأنا أرى الثوار والثائرات في السودان يرفعون لافتات كتب عليها "صوتُ المرأة.. ثورة".

قد يهمك أيضًا

حزب الترابي يطالب بمدة انتقالية وتغييرات شاملة بهيئة الأركان السودانية 

 "العسكري الانتقالي" السوداني يُعيد هيكلة الجيش والمخابرات ويُفرِج عن ضباط

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تظاهرات السودان تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع المحافظ تظاهرات السودان تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع المحافظ



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday