تنشر صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، كل أسبوع، مقالا عن سيدة تواجه التحديات والصعوبات، وبخاصة السيدات المتزوجات الموظفات اللاتي يعملن بدوام جزئي، وفي هذا الأسبوع نشرت قصة كلير باتي، 42 عاما، من ألترنتشام، وهي سكرتير الشركة، ومدير الحوكمة لمجموعة "أوتو تريد".
الدراسة وبداية الحياة المهنية
تقول باتي: "أنا أم لطفلين توأم رائعين، وحين لا أكون في العمل أحب قضاء وقتي مع طفلي وزوجي، حين يتوافر بعض الوقت، أحب ممارسة رياضة الركض أو القرأة والطبخ، بدأت العمل مباشرة بعد حصولي على شهادة الامتياز، والتدريب على العمليات المحاسبية الصغيرة في مانشستر، أصبحت مؤهلة للعمل كمحاسبة في سن الـ23، انتقلت إلى لندن، وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية إدارة الأعمال في مانشستر، قبل عودتي إلى مدينتي بعد العمل لدى تومسن رويترز، ثم سينتور ميديا، وفي نهاية المطاف، أصبحت المراقب المالي للمجموعة".
وتضيف: "في سنتور أتيحت لي الفرصة لإعادة التدريب كسكرتيرة للشركة، وجمعت ذلك مع دوري المالي، وعند عودتي من إجازة الأمومة، في عام 2012، ركزت على كوني سكرتيرة الشركة، والجوانب المحوكمة لهذا الدور، وذلك قبل مغادرة سنتور، والانضمام إلى مجموعة "بيت فير" والانتقال مرة أخرى إلى مانشستر في العام 2015، لتولي منصبي في "أوتو تريدر"، وتشير: "حين طرحت المجموعة في البورصة، التحقت بها، وعملت بصفتي سكرتيرة الشركة، فأنا المسؤولة عن مجلس الإدارة، والتأكد من أن الشركة لديها إطار حوكمة قوي، وملتزمة بقواعد البورصة، وأنا المسؤولة أيضا عن الامتثال القانوني والتنظيمي، وأمن العملاء والمشتريات وإدار المخاطر، لديّ فريق مكون من 20 شخصا، كثير منهم يعملون بدوام جزئي".
الحياة العائلية والعمل
توضح: "أردت ولا أزال أريد في قضاء بعض الوقت مع طفلي، لدي توأم، عملت بدوام جزئي لمدة ست سنوات، في ثلاث شركات مختلفة، ولم أعتقد بأنني سأعود إلى العمل بعد إجازة الأمومة، ففي سنتور، لم يكن هناك دوام جزئي، لكن نظرا لأن لدي جزأين مختلفين إلى حد ما في عملي، كان من السهل جدا بناء حالة يمكن فصلها، ظللت على اتصال أثناء إجازة الأمومة مع صاحب العمل، مما جعل من السهل تقديم الطلب".
وتلفت: "وحين حصلت على وظيفتي الحالية، كان الإعلان أن الوظيفة بدوام كامل، لكن عند إجرائي المقابلة، أقنعت صاحب العمل بمهاراتي، وحصلت على وظيفة لدوام جزئي، فالأمر هنا مكسب للطرفين، حصلت على مرونة الوقت، وحصلوا هم على موظف بكفائة عالية".
وتقول: "دعمني الجميع، تناقشت مع زوجي حول الوضع الأفضل للعائلة، وكنا سعداء بالنتيجة، سمح لي الدوام الجزئي بالموازنة بين الأشياء، كوني أم طبيعية، وموظفة في نفس الوقت، أشارك أطفالي حياتهم، والتزم بالعمل للشركة."
التحديات المحفزات اللازمة
وتوضح: "كان من بين أكبر التحديات هو التغلب على المفاهيم الخاطئة الخاصة بافتقاري إلى الالتزام أو الطموح، فكوني غير متفرغة لا يعني أنني لا أرغب في تحقيق التقدم، محاولة ملاءمة كل شيء كان تحديا كبيرا، لكن تمكنت من اجتيازه، سواء في العمل أو المنزل".
وتضيف: "الأوقات تتغير، توجد العديد من الشخصيات التي يمكن اتخاذها قدوة تعمل بدوام جزئي، نحن لسنا أقل التزاما من غيرنا، يوجد العديد من المدراء الكبار يعملون بدوام جزئي، وليس جميعهم نساء، نحن نكسر الأسطورة ببطء، وفي ما يتعلق بإدارة الوقت، أنتقي الاجتماعات التي أحضرها، ولدي فريق يتمتع بقدرات هائلة، ولا يحتاج إلى مراقبة كل تحركاته".
وتلفت: "ما يحفزني هو رؤية أطفالي لي كوني امرأة ناجحة لها مسيرة مهنية مثل الرجال، كما أن الأطفال لا ينبغي أن يكونوا حاجزا أمام التقدم".
وتقول: "لا أحاول وضع حدود ثابتة بين ساعات العمل والحياة المنزلية، أفضل أن أترك الأشياء تأتي دون تخطيط، إذا كان من الضروري أن أعمل يوم المساء أو في العطلة، فأنا أفعل ذلك، الأمر كله يتعلق بالعطاء".
وتختتم قائلة: "فكر في الأسباب التي تجعلك تعمل بمرونة، وكيف يمكنك تحقيق أهدافك، هذا لا يعني بالضرورة أن يكون الدوام جزئيا، فقط فكر في كيفية أداء دورك داخل النمط، فكر في الفوائد التي تعود على النشاط التجاري".
أرسل تعليقك