تفشي ظاهرة الاغتصاب شبح يُهدد المجتمع الصومالي
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

بعد جريمة التعدي على طفلتين ثلاث وأربع سنوات

تفشي ظاهرة الاغتصاب شبح يُهدد المجتمع الصومالي

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - تفشي ظاهرة الاغتصاب شبح يُهدد المجتمع الصومالي

جريمة الاغتصاب
مقديشو ـ فلسطين اليوم

أثارت واقعة الاغتصاب التي تعرضت لها طفلتين صوماليتين خلال اليومين الماضيين من قبل بعض الرجال غضبا كبيرا واستياء داخل الصومال وخارجه، وسط مخاوف من زيادة انتشار تلك الجرائم بصورة تهدد المجتمع، ويمكن أن تتحول سريعا إلى ظاهرة إذا لم يتم التصدي لها أمنيا ومجتمعيا. وكانت الحكومة الصومالية قد أدانت في بيان لها اختطاف واغتصاب طفلتين تبلغان من العمر ثلاث وأربع سنوات فقط، بالقرب من العاصمة مقديشو أثناء عودتهما من المدرسة، واعتقلت عددا من المشتبه بهم فور الإبلاغ عن الواقعة.

وقال عبد الرحمن إبراهيم عبدي، الباحث في مركز مقديشيو للدراسات": "في حقيقة الأمر، من السابق لأوانه تصنيف حوادث الاغتصاب التي وقعت في مناطق صومالية بالظاهرة، لأنها حوادث فردية حتى الآن، ويجب التعامل معها بحزم من قبل السلطات الحكومية ومعاقبة مرتكبيها". وأضاف الباحث الصومالي: "وفي نفس الوقت تعد هذه الجرائم مؤشرا على سلوك خطير قد يتطور في المستقبل إلى ظاهرة ما لم يتم معرفة الأسباب الحقيقة التي تدفع بعض الأشخاص إلى ارتكاب جريمة الاغتصاب، بحق أطفال قاصرين، ربما تكون لديهم مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة وبحاجة إلى علاج".

وتابع عبدي: "في هذا الإطار يجب على الحكومة المركزية والسلطات المحلية أن تأخذ تلك الحوادث على محمل الجد وأن تسرع في مواجهتها على كافة الأصعدة وألا يقتصر رد فعلها على التنديد والشجب قبل أن تستفحل تلك الجرائم وتتحول إلى ظاهرة تؤرق المجتمع وتستنزف موارد الدولة". وحول العقوبات في القانون الصومالي بحق مرتكبي مثل تلك الجرائم قال عبدي: "هناك عقوبات رادعة قد تصل إلى الإعدام وقد تم تنفيذها بحق بعض مرتكبي جرائم الاغتصاب كما حدث في مدينة بونت قبل شهرين تقريبا، حيث حكم بالإعدام على شخص متهم باغتصاب وقتل طفلة".

وأشار عبدي إلى أن المحاكم الصومالية لا تتوفر لديها الآليات والإمكانات المطلوبة للتعامل مع مثل تلك الحوادث التي تحتاج إلى إثبات الجريمة، فعلى سبيل المثال، لا يوجد في الصومال أجهزة فحص الحمض النووي أو الحيوانات المنوية، وفي ظل غياب هذه الإمكانيات يتعرقل سير الإجراءات القانونية لمحاسبة مرتكبي جرائم الاغتصاب وتحقيق العدالة المطلوبة، أضف إلى ذلك مشكلة القبيلة والتي تحاول تبرئة المنتسب إليها بكل الوسائل.

ومن جانبه قال عبد الناصر معلم، المحلل السياسي الصومالي لـ "سبوتنيك": "أولى حوادث اغتصاب الأطفال كانت في مدينة جالكعيو وسط الصومال في العام الماضي، والتي أثارت دهشة واستنكارا عارما على امتداد الوطن، ونفذها أربعة شباب بحق قاصر لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها، ثم تكررت الحوادث المشابهة في مناطق أخرى، كان آخرها اغتصاب طفلتين في مدينة أفجوي على بعد 30 كم الشمال الغرب من العاصمة مقديشو".

وأضاف المحلل السياسي: "طبيعة تنفيذ هذه الجرائم تأخذ شكلا جماعيا من شبان منحرفين، وتكرارها إلى ثلاثة أو أربعة مرات خلال 12 شهرا يرشحها لتكون ظاهرة، لكنها لم تتطور حتى الآن إلى حد الظاهرة، وما يساهم في تكرار هذه الجرائم هو أنها عادة ما لا تجد طريقها إلى العدالة، وتحال إلى التفاوض بين عائلة المجرم وعائلة الضحية، حيث تكون عائلة الضحية عادة من القبائل الضعيفة غير المقاتلة، وتجد نفسها مضطرة للنزول عند رغبة عائلة المجرم القوية صاحبة الأرض والنفوذ في أجهزة الدولة".

ووتابع "الآن أخذت جريمة اغتصاب القاصر في مدينة جالكعيو طريقها إلى العدالة، إلا أن عائلة الضحية اضطرت إلى الهجرة من المدينة بسبب تهديدهم بانتقام أسوأ وذلك لإصرارهم على القصاص من المجرمين ورفضهم قبول التعويض بدلا من القصاص". وفي تعليق لها وصفت منظمة العفو الدولية حالات الاغتصاب في الصومال بـ"وباء مستمر في الصومال" وفقا لما رصده تقرير مركز مقديشو للدراسات، وأبلغت الأمم المتحدة عن نحو 800 حالة من العنف الجنسي في مقديشو وحدها على امتداد الأشهر الستة الأولى من 2013.

بينما أشارت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر لها أوائل عام 2014، بعنوان "الاغتصاب أمر عادي هنا" إلى أن "معدلات عالية" من الاعتداءات الجنسية تحدث في الصومال، وذلك عند الحديث عن شيوع ظاهرة الاغتصاب بالصومال، غير أن الحكومة الصومالية آنذاك والتي كان يترأسها حسن شيخ محمود انتقدت التقرير، وقالت بأنه يحتوي على مبالغات كبيرة، ورغم ذلك تعهد الرئيس حسن شيخ محمود بتطبيق الإعدام بحق المغتصبين.

وأضاف تقرير مركز مقديشيو، بعيدا عن التقارير الدولية، ظهرت في الآونة الأخيرة في أنحاء متفرقة من الصومال جرائم اغتصاب النساء بمختلف أعمارهم ومستوياتهم، كانت آخرها في 10 أبريل/ نيسان من العام الماضي، والمتمثلة باغتصاب امرأة حامل وكانت أما لطفلين، حيث تم اغتصابها ومن ثم قتلها في مدينة جرووي عاصمة ولاية بونت لاند، بينما كان زوجها غائبا عن المدينة كما قال الزوج لاحقا في حديثه لوسائل إعلام محلية، ولم يتم القبض على الجناة حتى الآن، على الرغم من أن الشرطة أعلنت عن ملاحقتهم.

وتابع التقرير قبل أشهر قليلة، ارتكبت جريمة اغتصاب هزّت مشاعر الشعب الصومالي، حيث أن أربعة رجال أقدموا على اغتصاب وقتل الفتاة عائشة إلياس، "12 عاما"، كما أفاد بذلك ذويها في مدينة جالكعيو، وحينها أعلنت الجهات الأمنية بدء التحقيق مع عدد من الرجال متهمون بأنهم ضالعون في الجريمة النكراء.

وأشار المركز إلى أن ارتكاب جرائم الاغتصاب ليست مقتصرة على مناطق بونت لاند فقط، رغم انتشارها في الآونة الأخيرة فيها، ففي إحصائيات لشرطة صومال لاند حول الجرائم المرتكبة عام 2018، ورد فيه أن الشرطة تعاملت مع 101 جريمة اغتصاب في عام 2018 فقط، وهذا رقم عالي يجعل من الأمر ظاهرة وليس مجرد حدث عابر. ولم تسلم المناطق الوسطى والجنوبية من جرائم الاغتصاب البشعة، ففي أوائل هذا العام أقدمت مجموعة من الشبان في مدينة غرعيل بإقليم جلجذود التابع لولاية جلمذغ على اغتصاب جماعي لفتاة تبلغ من العمر 14 عاما، ومن ثم نشروا مقاطع فيديو للجريمة التي ارتكبوها، على مواقع التواصل الاجتماعي مما هيّج مشاعر الشعب، وحرّك الجهات الأمنية للقبض على الجناة الّذين حاكمتهم لاحقا محكمة تابعة لولاية جلمذغ في مدينة غرعيل.

إنّ تواتر هذه الجرائم يتطلب من المعنيين بقضايا الأمة البحث عن أسبابها، تمهيدا للبحث عن حلول جذرية لهذه المشكلة التي بدأت تتفاقم في الآونة الأخيرة. ولعلّ أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة هو الإفلات من العقاب، حيث أن معظم مرتكبي هذه الجرائم يفلتون من العقاب لأسباب من بينها حلّ القضية عرفيا، إذ أن بعض القبائل تفرض على الجاني  دفع مال للضحية، أو تسوّي الجريمة بتزويج المجرم من الضحية، وكلا الأمرين يفلت المجرم من العقاب، وفي الوقت ذاته يشجّع الآخرين على ارتكاب جريمة الاغتصاب طالما أنّهم في مأمن من العقاب، الأمر الذي يساعد على ازدياد جرائم الاغتصاب في أنحاء متفرّقة من الصومال، وللتغلب على هذه الظاهرة لا بدّ من اتخاذ إجراءات وتدابير صارمة، تعاقب المجرمين وتردع كلّ من تسوّل له نفسه القيام بتلك الجرائم.

قد يهمك أيضا : 

ملكة جمال تكشف تفاصيل "الاغتصاب الرئاسي" في غامبيا

  لندن تدعو قبرص لحسن التعامل مع مواطنتها المُدانة في "الاغتصاب الجماعي"

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفشي ظاهرة الاغتصاب شبح يُهدد المجتمع الصومالي تفشي ظاهرة الاغتصاب شبح يُهدد المجتمع الصومالي



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday