واشنطن ـ رولا عيسى
يشجع بعض الآباء أطفالهم على متابعة تدريبات شاقة حتى يتمكنوا من المنافسة في مسابقات كمال الأجسام ويعرضوا تجاربهم في برنامج جديد، حيث كشفت 3 عائلات من الولايات المتحدة من خلال وثائقي "طفل كمال الأجسام" عن كيف يشجعون أطفالهم في سن ما قبل المراهقة على ممارسة التمارين ورفع الأثقال يوميًا من أجل الوصول إلى عضلات ذات رأسين والحصول على عضلات بطن مشدودة.
وتعتبر عائلة آيس من رونوك في ولاية فيرجينيا واحدة من هذه الأسر، وتتكون الأسرة من بوبي وزوجته أليسيا وهما يشرفان على تدريب ابنيهما بو (11 عامًا) وكاب (8 أعوام) منذ أن بلغ كل منهما السادسة، ويحب بوبي رفع الأثقال بنفسه، بينما يشرف على ممارسة أولاده للتمرينات بانتظام لأنه يحب أن يراهم يفوزون في المسابقات الوطنية لكمال الأجسام.
ويتدرب الولدان في صالة رياضية وفي المنزل أيضًا حيث يقومون بتمرينات الضغط أثناء مشاهدة التلفاز ويستخدمون قضيب معلق على باب الصالة للقيام بتمرين السحب، وقال بوبي للبرنامج: "عمل بو العام الماضي 130 ألف ضغط و52 ألف سحب، فيما عمل كاب 39 ألف سحب و78 ألف ضغط ولم أر أي طفل يؤدي هذا خلال عام واحد ولم أقابل طفلًا فعل ذلك في حياته أبدًا".
وأضافت أليسيا: "عائلتنا تنافسية ونحن نريد فقط لأطفالنا التفوق في كل ما يفعلونه" فبرنامج تدريب الأولاد وضع من قبل والدهم ويتضمن أن يبدأ الأولاد تدريبهم في الثامنة صباحًا من خلال تمارين السحب ورفع الأثقال والضغط، وأدخل كل من بوبي واليسيا أولادهم في مسابقات من بينها "ناتشرال أوليمبيا شو" التي عقدت في لاس فيغاس في وقت سابق من هذا العام وربح الولدين الميدالية الذهبية حيث أدهشوا الحكام ببنيتهم الجسمية المتناغمة، وقبل أن يصعدوا على خشبة المسرح أظهر بوبي عضلاته من خلال رذاذ كثيف يغطيها بزيت للأطفال.
وأوضح بوبي: "قد يقول البعض إن وضع الزيت على الأطفال أمر غريب ولكن لا أظن ذلك فهذه منافسة، وبالنسبة لي فهذا ما يعززهم عن أي شخص آخر وإذا لم يقم الآباء الآخرون فهذا سيعيق أبنائهم" وقال بو إن الفوز في المسابقة يدفعه أكثر للاستمرار في التدريبات وأن يكون أكثر رشاقة من أقرانه، موضحًا: "أنا فخور بأنني أكثر رشاقة من أي طفل آخر رأيته" ووافقه على ذلك أخوه الأصغر كاب، مبينًا: " تساعدني التدريبات على أن أكون قويًا من أجل بطولات المصارعة وتحقيق الفوز"، ومع ذلك إذا كان الأولاد يعتقدون بأنهم أكثر الأطفال رشاقة في الولايات المتحدة فلديهم منافسون آخرون هم إيثان (11 عامًا) وسانالي ريكاردو (8 أعوام ) اللذان انضما إلى البرنامج أيضًا.
ويدرب والد كل من إيثان وسانالي والذي يبلغ من العمر 45 عامًا طفليه وهم من ولاية فيرجينيا وهو متقاعد من سلاح مشاة البحرية، وهو رقيب وسيد الكون وبطل سابق لكمال الأجسام للمحترفين، ويريد أن يسير أولاده على خطاه نفسها وهو حريص على أن يتمتعوا بلياقة بدنية وصحة جيدة ويعترف قائلًا: "استخدم الأسلوب العسكري للتدريب والذي تعلمته في جوهر البحرية مع أطفالي" وأضاف: "يهتم أطفالي بكمال الأجسام لأنهم يرون والدهم ووالدتهم يعملون ذلك وأن تكون أنيقًا وفي صحة جيدة هو أسلوب حياة بالنسبة إلى عائلتنا".
ويظهر مقطع الفيديو على يوتيوب الوالد وهو يقود ابنه وابنته في التدريبات حيث يكررون تدريبات السحب والضغط الصدر من بين تمريناتهم، ويمارس الأطفال التمرينات في صالة الألعاب الرياضية برفع الحديد ليتمكنوا من صقل أجسامهم للتنافس في مسابقات كمال الأجسام، وشارك الطفلين أيضًا في مسابقات الجمباز وفازت سانالي بعشرات الميداليات، وتحب سانالي الجمباز ولكن شقيقها يعترف بأنه لا يتمتع بنظام تدريباتهم ووالدته تقول بإنه يمكن أن يكون "كسول" لذا عليهم أن يدفعوه من حين لآخر.
وأكد إيثان: "في بعض الأحيان أشعر بالضرر من اليوم الذي قبله وهم يدفعونني بقوة وهذا صعب ولكن هذه هي حياة بطل كمال الأجسام"، ويؤيد والدهم كمال الأجسام الطبيعي وبالتالي فهو ضد أي شكل من أشكال تناول العقاقير، التي تعزز القوة والقدرة على التحمل حيث يشجع أبنائه بأن يتمتعوا بلياقة أثناء أداء التمرينات واتباع نظام غذائي صحي.
وظهر أيضا في البرنامج اليوم جاجي غريغوريتش (11 عامًا) والذي كان يفوز في مسابقات رفع الأثقال منذ أن كان في التاسعة من عمره وأوضح في ثقة: "يمكنني أن أرفع أثقال أكثر من أي طفل آخر عمره 12 عامًا ويزن 66 رطلًا في هذا الكون أو في أي كون آخر، وبدأت رفع الأثقال عندما كنت في التاسعة حيث كان والدي يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية وأرت أن أذهب معه".
وأضاف والده برايس بأنهم ليسوا آباء انتهازيين ولكنهم يسمحون له بأن يفعل ذلك، لأنه يحب ذلك جدًا ومع ذلك فإن والدته ريتشي تعترف بأنها تنافسية وتحب أن ترى ابنها يفوز في المسابقات التي يشارك فيها، قائلة: "إنه مثل الوحش الصغير ويؤدي أشياء لا يريد أطفال آخرون عملها ولا يستطيعوا ذلك إن حاولوا ذلك، والناس الدين لا يفهمون تمامًا رفع الأثقال فهذا أمر حرج، فهم يعتقدون أن الأطفال لا يجب أن يرفعوا أية أوزان ثقيلة لكنني واثقة بأن ما يفعله آمن".
أرسل تعليقك