انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الشذوذ الجنسي و "السحاق" بين الفتيات, مما يعد مؤشرًا خطيرًا داخل المجتمع العربي بتكويناته المختلفة, ونقيضًا للعادات والتقاليد العربية, وظاهرة غير مرغوبة صحيًا, بغض النظر عن الدوافع التي تقود الفتيات لممارستها, حيث كشفت المعالجة النفسية الدكتورة زينب مهدي عن أسبابها, وأوضحت أنها قضية ومشكلة تم عرضها على الكثير من القنوات الفضائية في الإعلام العربي والمصري وبينت أنه رغم عرض عدة حالات منها, إلّا أنه لم يتم طرح خطة علاجية للانحراف الجنسي الذي يعاقب عليه القانون والدين أيضًا.
وأشارت في تصريح خاص إلى "فلسطين اليوم" إلى أن معنى كلمة الشذوذ الجنسي تعني ممارسة الجنس مع إنسان من نفس الجنس مثل إقامة فتاة علاقة جنسية مع فتاة أخرى أو إقامة شاب لعلاقة جنسية مع شاب مثله, مضيفة أن الأهم يكمن في السؤال الأبرز وهو "لماذا يشتهي الرجل رجل مثله أو الفتاة تشتهي فتاة مثلها"؟, وتابعت, " هي عادة مصرح بها في المجتمع الغربي, ولكنها تُؤدي إلى عدة أمراض", واستطردت, "لقد خلق الله الإنسان حتى يتزوج من إنسان مغاير في الجنس أي أنه مختلف في الجنس, فالرجل يتزوج فتاة ولا يصح أن يتزوج رجل مثله حتى يتم الإنجاب وتستمر الحياة".
ولفتت إلى أن احدى السيدات اعترفت بأنها كانت تمارس الشذوذ وهي متزوجة, موضحة أنها تزوجت منذ 5 سنوات وبينت أنه وفقًا لما أفادت به الحالة "م" أن زوجها كان يمارس معها العلاقة الجنسية بغرض أنه يشعر بالإشباع الجنسي ويتركها هي دون تحقيق هذا الإشباع, وأضافت, "بقيَ الوضع كما هو عليه حتى مرور 3 سنوات والتقت بصديقة شعرت بالارتياح معها ولكن لم تعلم أن صديقتها هذه كانت شاذه واستطاعت تلك الفتاة أن تقنعها في أن تقيم معها علاقة جنسية مختلفة حتى تشعر بالإشباع الجنسي الذي لم تشعر به مع زوجها, بل تفتقده بشكل كامل, وحدث الشذوذ بالفعل وشعرت الحالة (م) لأول مرة بالمتعة الجنسية وكأنها لم تتزوج من قبل ولم تمارس هذه الغريزة, وأصبحت تلك السيدة تمارس الشذوذ على مدار عام كامل, فضلًا عن العلاقة مع زوجها لأنها كانت تشعر بأنها وسيلة لإمتاعه هو فقط وهي مهملة في نظره كزوجة وعندما ازدادت المشاكل بينهم عرف الزوج أنها تقيم علاقات جنسية مع صديقتها وبدأ يتساءل ليعرف حل المشكلة".
وقالت إن حل المشكلة يعد سهلًا, في حال حدث تعاون بين الزوجين بمعنى أن متعة الزوجة في الجنس تختلف قليلاً عن متعة الزوج فلابد أن كل منهم يعلم ذلك حتى يشعر كل طرف من الطرف الآخر بالإرضاء الجنسي, وبينت أنه بعد تعاون الزوجين في العلاقة, حدث الإرضاء المفتقد وبدأت الحالة (م) تتجاوب مع الزوج في العلاقة الجنسية, وقالت الحالة (م) "كلما أتذكر أنني كنت شاذه في يوم من الأيام أشعر بالذنب والقرف لأنها كانت علاقة مقذذة جدًا" فيما عادت إلى زوجها مرة أخرى وأنجبت طفلين.
ونوَّهت إلى أن سبل الحل تكمن في الفهم العميق وليس العنف المبالغ فيه الذي يحدث بين الزوجين وأشارت إلى أن الإجابة على السؤال الذي يدور في رأس الكثير من الشواذ الذين يريدون الرجوع إلى الحالة الطبيعية وهو "هل يمكنني أن أعيش طبيعي من الناحية الجنسية" ؟ تكمن في أنه بالطبع نعم, ولكن لو أردت أن تعيش بدون هذه الجريمة, وبدون هذا الخطأ في حق الله والإنسانية إذا فعليك بالاعتراف, موضحة أن الاعتراف يعد 50% من العلاج, بالإضافة إلى ممارسة العادات الصحيحة كالعمل على تعزيز وتقوية العلاقة الجنسية السليمة حتى تتحطم ممارسة العادات الشاذة الخاطئة شيئاً فشيئاً والبعد تماماً عن أي شيء كان يثير الشاذ جنسياً نحو الشذوذ مثل المكان الذي كان يمارس فيه الشذوذ أو الشخص الذي كان يثير دافع الجنس عند الشخص الشاذ.
وأوضحت أن الشذوذ الجنسي يأتي من خلال التعود على ممارسة العلاقة الشاذة مرة تلو الأخرى, وبالتالي يرسخ في اعتقاد الشاذ أن هذه هي طريقة الاستمتاع الجنسي الوحيدة التي تؤدي إلى شعوره بالإشباع الجنسي, وأضافت, "ليس مبرر نهائياً أن الواقع عليه هذه الجريمة يستمر فيها لأنه لو كان ضحية في صغره فلم يكن ضحية عندما يكبر ويصبح قادر على التثقيف الديني بشكل ذاتي".
وبينت أن الدوافع تختلف لدى الفتيات غير المتزوجات ويمارسن الشذوذ , عزية السبب إلى مشاهدتهم للأفلام الإباحية الخاصة بالشواذ, لا سيما أنه يشعل نار الترغيب لديهم حتى يقعن في المحذور وأشارت إلى أن السبب الآخر الأكثر أهمية هو أنه من كثرة تشوية العنصر الذكري في حياة بعض الفتيات سواء أب أو أخ تبدأ الفتاة تبتعد بالفكر والمشاعر عنه بشكل كامل وتحل محله العنصر الأنثوي.
واعتبرت أخصائية العلاقات الجنسية والزوجية الدكتورة هبة قطب أن الشذوذ هو عبارة فقط عن ممارسات خاطئة يبدأ ممارسوها بتجربتها لمجرد الفضول، أو لأن هذا هو المتاح بسبب سهولة الاختلاء مع أبناء أو "بنات" نفس الجنس، لتساهل الكثير من الأهالي "الآباء والأمهات أو أولياء الأمور بشكل أشمل" تجاه بقاء الفتيان أو الفتيات بدون رقابة في خلوة آمنة، مما يدفعهم في بعض الأحيان لممارسات من هذا النوع لكسر ملل الحياة أو نمطها كما أسمع منهم، ثم يستسيغ هؤلاء هذا الإحساس الناشئ، ثم يكررونه، ثم يكررون ما يسببه مرة أخرى، ثم مرات ومرات، حتى تصبح عادة وطريقة لاستحضار المتعة والشعور بها، وبذلك ينتقل المؤدون لهذه التصرفات من فئة الأناس الطبيعيين إلى فئة الشواذ جنسياً، وتساءلت, "إذن فمن الشواذ جنسياً؟ وهل هم أناس مرضى ومظلومون بالفعل؟ وهل خلقوا هكذا كما يشيع البعض؟
إن الشواذ جنسياً هم أناس يقومون بمعاص، مثلها مثل الزنا وشرب الخمر"، موضحة أنهم لم يخلقوا كذلك، وليسوا مرضى، شفاؤهم ميؤوس منه، وأضافت, "هم عصاة يفعلون ما حرم الله، وعلاجهم ممكن وشفاؤهم أكيد بإذن الله إذا ما صدقوا هم النية لذلك وعقدوا العزم عليه".
وتابعت, "أسباب الشذوذ الجنسي كثيرة ومتعددة، ولا يمكن حصرها في سطور مهما كثرت", وبينت أن هناك أيضاً بعض النظريات المختلفة باختلاف الظروف والمعطيات مثل الثقافات والديانات ووجهات النظر في الميول الجنسية, وكشفت أن أهم أسبابه وأكبرها اثنان, الأول يكمن في التعرض للتحرش أو الممارسة الجنسية أثناء الطفولة، بحيث تتم برمجة الجهاز العصبي على الإحساس بالرغبة والاستمتاع الجنسي, واستطردت, "أما السبب الثاني فهو النفور من الجنس الآخر، مثل التعرض لتجربة قاسية أو مؤلمة أو اعتداء بدني أو نفسي من الجنس الآخر فتحدث أيضاً برمجة للجهاز العصبي, ولكن بشكل عكسي فيكره الشخص الجنس الآخر فيتولد الميل العاطفي عنده تجاه نفس الجنس ثم تتوالى التبعات".
وأكدت على أن الشاذ جنسيًا يعتبر مريض، وأوضحت أن مرضه يبدأ نفسيًا ثم يتحول إلى المرض العضوي بحكم الأمراض المنقولة بين الممارسين، بالإضافة إلى الخلل الذي يصيب العضلة الدائرية المحيطة بفتحة الشرج والتي تفقد القدرة على الانقباض والانبساط تدريجيًا مما يحول المرض إلى عضوي مؤلم نفسيًا بسبب عدم القدرة على التحكم في خروج الغازات ثم البراز وبالتالي الأمر يؤدي في النهاية إلى المهانة وليس المتعة .
أرسل تعليقك