بيروت _ فلسطين اليوم
يستمر صراع الأبوة والأمومة وتربية الأبناء الشاقة، ولا يحسم ذلك إلا تحكيم العقل وخبرات الأجداد الطويلة في تربية جيل الآباء، وسعة الصدر والهدوء في تربية الأحفاد، الصراع يتكون من حيرة الآباء هل يربون أبناءهم بنفس الطريقة التي تربوا بها، أم أن هناك طريقة مختلفة تحكمها المستجدات الحديثة التي تطرأ على المجتمع، في إطار من مراعاة التقاليد والأعراف.
وحتى لو بدا الأمر صعبًا، يجب عدم فرض وجهة نظرنا عليهم، بل تركهم يخوضون التجارب الخاصة بهم، بعد رسم الخطوط العريضة لهم بما يناسب الأخلاقيات والتقاليد، والتحدث إليهم بدون عصبية، دعيهم يكونون ملكات التفكير وحسن التصرف، من خلال ما يتعلمونه من التجربة والخطأ، وتعليمهم كيفية الاعتماد على أنفسهم ، وكيف يتحملون المسؤولية.
وعندما تكونين صديقة لأبنائِك، فإنك بذلك تفتحين نافذة العالم لهم على آفاق أرحب، إجعليهم يشعرون بقدرتهم على التصرف، وبأنهم قادرين على تحمل المسئولية، يفضفض كل منكم للآخر بما يضايقه، ويأخذ رأيه، فلن تؤثر أي مرحلة يمرون بها على قوة العلاقة بينكما. على العكس سوف يزداد احتياجهم لكِ كلما كبروا في السن، وأصبح عليهم اتخاذ قرارات مصيرية تمس مستقبلهم، وكلما مرت الأيام ازداد حبهم واحترامهم لكِ، والعلاقة الجيدة تجعلهم يصارحونَكِ بما تريدين معرفته، سيحكون لك بفضفضة، لكن لا تقتحمي عليهم حياتَهم، ولا تجعلي إصرارك على معرفة أسرارهم يكسر احترامهم ومودتهم، بل يجب احترام قدر من الخصوصية لديهم، وسوف يجدون لديكِ الواحة التي يستريحون فيها والرأي الصائب الذي يحتاجون إليه والمشورة التي تصنع المودة بينكم، وتظل الثقة موجودة دائما اتركي لأبنائك مساحة من الحرية، ولا تغلقي الأبواب عليهم بحجة أنكِ تحمينهم من مخاطر لا يعرفونها، أو لا يستطيعون إدراكَها ، علميهم كيفية التصرف بدلا من منعهم من وضع حلول لأية مشكلة يتعرضون لها، وبالتالي يهابون من أي مشكلة يقعون فيها، لا تكبليهم بل إجعليهم يستفيدون من خبراتِك بطريقة غير مباشرة، وكوني دائما سندا لهم وبجوارهم.
وأخيرًا لابد من تكليف الأبناء ببعض المهام المنزلية، حتى يتعودوا على تحمل المسؤولية، وبالتالي على إنجاز المهام التي يُكلفون بها، وكافئي المجتهد ولو بقبلة على جبينه حتى يشعر بأهمية إنجازاته، وقومي بحرمان من يخطئ حتى يعدل المسار، كوني رحيمة ومتفهمة في غير عصبية، ولابد من مراعاة تناسب المهمة مع أعمارهم.
أرسل تعليقك