تولي الداخلية المصرية، رعاية خاصة للمرأة على وجه العموم، والنزيلات السجينات خاصة، وعزز من جهود الدولة إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي أن عام 2017 سيكون عاما للمرأة المصرية.
وانتهجت وزارة الداخلية المصرية، عددًا من المبادرات لتأهيل نزيلات سجن القناطر، إذ دشنت مبادرة لأول مرة ، والتي أطلق عليها "لم الشمل"، وتعني إحضار عدد من السجناء الرجال المحبوسين في سجون أخرى، لمشاركة ذويهم من النساء المحبوسين في سجن القناطر، ذويهم المتمثلين في أمهاتهم وزوجاتهم وشقيقاتهم وبناتهم، والتي حكمت الأقدار بأن يقضوا فترات متفاوتة خلف أسوار السجون بعد إدانتهم في قضايا متنوعة، وذلك لتقضية يوم معهم.
وتكون مبادرة "لم الشمل" متاحة للنزيلات في غير أوقات الاحتفالات السنوية، حيث يقدم الراغبين طلب للم الشمل، ويتم تلبيته بشرط أن يكون طرفين يتمتعان بحسن السلوك داخل السجون.
وروت فاطمة أو كما يلقبها السجينات بالحاجة بطة، إحدى السجينات المسؤلات عن معرض الهوايات بالسجن قائلة: " هناك نزيلات خرجن من هنا وقد تعلمن مهنة وحرفة، في صناعة المشغولات والمنتجات المنزلية، ويتم التسويق لهم في أفضل المعارض خارج السجن، وتباع منتجاتهم بمبالغ باهظة بسب جودتها ".
وأضافت : " مكتب الخدمة الاجتماعية بالسجن يوفر لنا لمواد الخام والماكينات، والعمل لإنتاج المشغولات وبيعها يدعمنا ماديا ومعنويا، نعم اخطأنا ونعاقب على خطأنا، لكن هذا لا يمنع أن نحاول أن نتعلم، ونخرج كأفراد منتجين في المجتمع، ونأمل أن لا ينظر إلينا المجتمع ويقول "هؤلاء أرباب السجون ".
بطة التي قضت نحو 19 عاما في السجن ويتبقى لها شهور قليلة قبل أن تغادر أسواره تقول : " لا أعرف كيف سأغادر السجن واترك من عشت معهم وتعلمت معهم، وأحسست بالحرية بداخلي رغم الأسوار العالية
من جانبها تقول عبير إحدى السجنينات المسؤولات عن المعرض : " نحن حوالي 650 سجينة يعملون لإنتاج المشغولات، نحضر المواد الخام من ميت ريحان بالزمالك ووكالة البلح والأزهر، وبجانب الملايات والمراتب والمفروشات صنعنا صالونات وكراسي "فوتيه"ن وحتى الساعات اليدوية، ولدينا منتجات باهظة الثمن لجودتها ".
أما في حضانة السجن، تلهو علياء (6 سنوات) على إحدى المراجيح الدوارة، دون أن تتوقف، رغم حرارة الجو ورغم دخول قيادات السجون، لم تتوقف، فيما تقف والدتها بجوارها لمراقبتها.
أحضرت السجون علياء، من دارء ملاجئ أبناء الغد بمدينة 6 أكتوبر، لأمها داخل سجن القناطر حتى تراها. تقول أم علياء : " فيه مشاكل عائلية بيني وبين أبوها، أنا اتحبست وهوا سابها، وعشان كده راحت دار ملاجئ، حاجة كويسة إني شوفها وإنها تقضي معايا يوم، هيا هديتي من الدنيا، وإنشاء الله قدامي 11 شهر وأخرج وأعوضها عن كل حاجة ".
أما في مستشفى السجن، توقف أحد الأطباء المسؤولين لاستعراض شرح مفصل عن المستشفى وما تتقدمه من خدمات طبية للنزيلات يقول : " هناك عيادات للقلب والباطنة ومعامل تحاليل تجري كافة التحاليل المتاحة بما فيها تحاليل دلالات الأورام، فضلا عن عيادات متخصصة في أوجه الرعاية الطبية المتخصصة المقدمة للأمهات وأطفالهن والحوامل وعيادات للعيون وصيدلية تحتوي كم كبير من الأدوية اللازمة ".
وقالت مصادر مسؤولة بالسجون المصرية، أن وزارة الداخلية لا تدخر جهدا في تقديم أوجه الرعاية المتكاملة للسجينات، فى إطار إستراتيجية الوزارة الهادفة بأحد محاورها إلى توفير كافة أوجه الرعاية اللازمة لنزلاء السجون فى مختلف النواحى لاسيما البُعد الإنسانى وإحترام مبادئ حقوق الإنسان وصون كرامته.
ورحبت المصادر بشركاء الوزارة في العمل الاجتماعي ومن بينهم المجلس القومي للمرأة ومصر الخير ونادي ليونز المعادي وعدد من أعضاء مجلس النواب، مؤكدا على أن هذا العام سيشهد تفعيلا لبرامج التأهيل والإعداد للنزيلات.
أرسل تعليقك