موسكو - حسن عمارة
قاضت عارضة الأزياء الروسية الشهيرة ناتاليا فوديانوفا (33 عامًا)، أحد المطاعم الروسية بعد طرده لشقيقتها المعاقة، بزعم أنها تخيف الزبائن الآخرين.
وتعاني شقيقتها أوكسانا البالغة من العمر (27 عامًا) من مرض التوحد والشلل الدماغي، وواجهت تهديدات بحبسها في القبو أثناء استدعاء سيارة إسعاف من الخدمة النفسية.
وكانت مقدمة الرعاية للشقيقتين تتنزه برفقتهما سيرًا على الأقدام، عندما توقفن عند أحد المقاهي في المدينة التي تقطن فيها العائلة نيجني نوفغورود.
وأوضحت عارضة الأزياء، أنه كان منتصف الأسبوع ولا يوجد أحد في المطعم، عندها اقتربت النادلة على الفور، وزعمت أن البقاء في المطعم دون طلب الطعام ممنوع، وعقب طلب الطعام اقترب صاحب المطعم وطرد أوكسانا بطريقة مهينة لأنها تخيف الزبائن، وخاطبها: " اذهبي للحصول على علاج أولًا، بعد ذلك يمكنك البقاء في مكان عام".
ويشار إلى أن فاديانوفا كانت تعمل كبائعة فواكه في الهواء الطلق مع والدتها قبل الصعود إلى عالم الأزياء وجني الثروات، وتحدثت لصاحب المطعم: "المربية تعتذر إلا أن شقيقتي تعاني من إصابتها بالإعاقة، وأفضل شيء هو الانتظار حتى ترتاح ثم يمكنها المغادرة"، إلا أن صاحب المطعم رفض ذلك بشدة واستدعى الحراس.
واتصلت حينها المربية المصدومة بالأم، واستشارتها فيما يمكن فعله في هذا الموقف الصعب علمًا بأن أوكسانا لا تملك من أمرها شيء، وبينما كانت الأم في طريقها وقف حارس الأمن إلى جانب أوكسانا، وأخبروها: "يجب أن تتوجهي خارج المطعم، وإلا سنستدعي سيارة الإسعاف من جهاز الخدمات النفسية".
وأفادت فوديانوفا بأن الزبون الآخر الوحيد في المقهى، توسل لموظفي المطعم بعدم توجيه أية مضايقات لأوكسانا، وعندما وصلت والدتها لاريسا كوساكينا، كان هناك بالفعل ثلاثة حراس بالقرب من أوكسانا.
وأبرزت الأم أن أوكسانا لديها احتياجات خاصة مضيفة أنها تبكي أو تصرخ إذا توترت، مشددة على أن أوكسانا لم تلمس أي شخص، و كانت ترتدي ملابس نظيفة، و لم تكن رائحتها كريهة، وأنها لم تخف أحدًا من قبل.
ولكن مالك المطعم صمم على ضرورة خروجها من المكان، وأن تخضع لعلاج في البداية قبل زيارة الأماكن العامة، ثم جاء أحد الحراس وجذب الأم من يدها مهددًا باستدعاء الشرطة في حالة عدم المغادرة.
واصطحبت الأم المربية وأوكسانا من المقهى، وأخبرت لصاحب المقهى أن الأمر لن يقف عند هذا الحد بل سيتم تصعيده، لأنه شأن يهم جميع من هم ذوي احتياجات خاصة.
وعندما وصلت الأم إلى المدخل المركزي إلى حديقة المدينة، أوقفها فريق من الشرطة كان ينتظرها هناك، وهم يحملون مدافع رشاشة وأمروا باصطحابها إلى قسم الشرطة واحتجازها بتهمة إثارة الشغب.
ورفضت أوكسانا الدخول إلى سيارة الشرطة، لأنها كانت متعبة، وتم اصطحاب الأم إلى قسم الشرطة المحلية، عندها تعرف الضباط عليها بأنها والدة فوديانوفا ورفضوا اتخاذ أي إجراء ضدها.
واقتيدت الأم إلى مركز الشرطة المركزية في نيجني نوغورود، وهي مدينة تقع على نهر الفولغا على بعد 250 ميلًا شرق موسكو، وأثار الحادث غضبها حيث قدمت شكواها الخاصة عن صاحب المقهى.
وأطلقت فوديانوفا مناشدة مؤثرة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ليكونوا سعداء، مضيفة: "دعونا نحاول مساعدة المؤسسات والجمعيات الخيرية غير التجارية التي تعمل كل يوم على بناء مجتمع شامل في روسيا، وتقديم الدعم اللازم لكي نصبح مثل هذا المجتمع".
وأكد مصدر مطلع أن الأم وصاحب المقهى قدما شكاوى ضد بعضها البعض، وبدأت لجنة تحقيق إقليمية من نيجني نوفغورود، المسؤولة عن التعامل مع الجرائم الخطيرة، في إجراء تحقيق جنائي في الحادث، و يبدو أن السلطات الروسية تقف إلى جوار أوكسانا ووالدتها، التي ظهرت في التلفزيون الروسي وهي تنتقد بشدة صاحب المقهى.
وحذّر المتحدث باسم لجنة التحقيق الروسية فلاديمير ماركين، أن حارس الأمن وصاحب المقهى ربما يواجهان عقوبة مدتها خمسة أعوام في السجن.
أرسل تعليقك