تم تنظيم حفل زفاف جماعي لـ 42 عريسًا وعروسة، في بلدة تفوح، يعتبر الأول من نوعه على مستوى محافظة الخليل، في ضوء ارتفاع تكاليف حفلات الزفاف، والحالة الاقتصادية الصعبة للمواطنين والمقبلين على الزواج.
حالة من الفرحة العارمة دخلت قلوب الأزواج والزوجات وعائلاتهم وكل من حضر المهرجان، ولحمة شعبية أهلية كانت حاضرة للحفل، الذي جمع عائلات بلدة تفوح في مكان واحد، ما أدى لتقوية العلاقات فيما بينها.
وبدت الفرحة واضحة في حفل الزفاف الذي حضره أكثر من 5 آلاف شخص، ما بين شخصيات رسمية وشعبية، إذ جاء الحفل الجماعي في وقته المناسب، كما قال العرسان.
وأبرز مسؤول العلاقات العامة والإعلام في بلدية تفوح محمد ارزيقات، في حديث خاص لـ"فلسطين اليوم"، أنّ "فكرة حفل الزفاف الجماعي نبعت من قسم العلاقات العامة في البلدية، ثم تبنى المجلس البلدي الفكرة، وبدأت الترتيبات لإقامة المهرجان الشعبي لتزويج العرسان".
وأضاف رزيقات أنَّ "البلدية خصصت فترة زمنية للتسجيل لكل من يريد الزواج في الحفل الجماعي، حيث حضر 21 شابًا، طلبوا المشاركة في الحفل الجماعي، وتم قبولهم".
وأردف، أقيم المهرجان الشعبي على مساحة 2500 متر مربع في ساحة مدرسة بنات تفوح الثانوية، وكان من بين الحضور محافظ الخليل، وعباس زكي، واللواء ام جواد، ورئيس بلدية تفوح، وزياد أبو عين، ومؤسسة الشهيد عرفات، ورؤساء وأعضاء البلديات في المحافظة، ومؤسسات وجمعيات، ووزارة الحكم المحلي، والأجهزة الأمنية وقياداتها، وتنظيم "فتح" وسط الخليل، والأعضاء وأمناء سر والأقاليم والمناطق، فضلاً عن حضور عائلات العرسان، وأهالي بلدة تفوح كافة، وحضور من مختلف مناطق محافظة الخليل.
وعن تكاليف المهرجان، بيّن رزيقات أنَّ "كل عريس دفع حوالي 1000 دينار أردني فقط، فيما بلغت تكلفة المهرجان حوالي 80 ألف، بحضور الفنان محمد الرشادي، فيما تم تخصيص مكان خاص للعرسان وآخر لزوجاتهم".
هذا، وبدأ المهرجان، الخميس الماضي، حيث تم استقبال المهنئين، تلاه حفل شعبي ساهر للحضور والأزواج، ومن ثم كان في اليوم التالي طعام الغذاء، الذي حضره حوالي 4 آلاف شخص، بتكلفة وصلت إلى حوالي 15 ألف دينار أردني.
وحصل كل عريس على هدايا عدّة، منها مكرمة من الرئيس محمود عباس قيمتها 1000 دولار، كشيك لكل عريس، عدا عن التكفل بتكلفة الصالات التي حجزت لكل العرسان، حيث أنَّ كل عريس له يوم خاص، وفي كل يوم يتم تزويج 4 عرسان، نظرًا لأنَّ بلدة تفوح فيها 4 صالات فقط، بحيث تكون عملية تزويج العرسان على مدى أسبوع كامل.
وتمّ التكفل بتكاليف الصالات، حيث بلغت التكلفة الإجمالية لكل صالة في اليوم الواحد حوالي 4 آلاف شيكل، ما بين مكبرات الصوت والورود والتصوير وإيجار الصالة، تم دفعها من بلدية تفوح، كما حصل العرسان على هدية مقدمة من مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، وهي هدية نقدية في ظرف مغلق لكل عريس.
واعتبر رئيس بلدية تفوح محمود ارزيقات أنَّ "حفل الزفاف الجماعي مفخرة لأهالي تفوح، وأن الحفل أدخل الفرحة العارمة في قلوب العرسان وزوجاتهم وعائلاتهم وسكان البلدة، ويعد إنجازًا تاريخيًا لتفوح"، مبرزًا أنّ "المهرجان هو الأول من نوعه في محافظة الخليل".
وأضاف أنَّ "الهدف الأساسي للمهرجان الجماعي كان التخفيف عن أعباء الزواج في ضوء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها المواطن الفلسطيني".
من جهتهم، عبّر العرسان، في تصريحات إلى "فلسطين اليوم"، عن امتنانهم وشكرهم لبلدية تفوح، ولكل من ساهم وشارك في إنجاح حفل زفافهم، معتبرين ما جرى "وقفة عظيمة من بلدية تفوح، التي أنقذتهم في الوقت المناسب بمساعدتهم لإتمام فرحتهم وإكمال نصف دينهم"، حسب قولهم.
أرسل تعليقك